هل النساء المحرومات من اختيار الشريك يحتفلن بيوم المرأة العالمي؟

هل النساء المحرومات من اختيار الشريك يحتفلن بيوم المرأة العالمي؟

شعوب وعادات

الاثنين، ٩ مارس ٢٠٢٠

قد يكون من غير الجيد أن يضع المجتمع أفراده في قوالب جاهزة، وأن يكون الفرد كما حدد له مجتمعه ضمن مفاهيم واجبة ومفروضة، ولكن لا أحد يملك الإجابة من أين جاءت تلك المفاهيم ولا كيف اعتبروها مفروضة، ولا كيفية تطبيقها.
من الأطر الجاهزة والقوالب الوهمية التي وضع المجتمع أفراده فيها تلك القوالب الخاصة باختيار المرأة لشريك حياتها وحقها في اختياره أو رفضه، أو سلب هذا الحق منها بشكل أو بآخر، جراء عدم قدرتها على اتخاذ هذا القرار من تلقاء نفسها، ناهيك عن أنه لكل قالب وهمي مبرراته التي يمنطقها المجتمع.
القالب وحدوده
المرأة في المجتمع لها خطوات يجب أن تتبعها، حسبما تقول الاختصاصية النفسية ومدربة التنمية الذاتية سحر مزهر لـ "فوشيا"، وإلا فهي خارج الإطار الصحيح الذي وضعه المجتمع لها، ومن هذه الخطوات الزواج وحتميته للمرأة في عمر معين.
ولكنها كي تصل إلى هذا الهدف، تجد في طريقها من يسلبها حقها في اختيار الزوج المناسب بعدة طرق منها المباشرة ومنها غير المباشرة.
وعندما تصل الفتاة إلى عمر 18 عاما، أو قبل ذلك بحسب المجتمع الذي تعيش فيه، إذا يتوجب عليها التفكير بالزواج كنهاية حتمية وواجبة؛ خصوصا بعدما تبدأ عروض الزواج تنهال عليها، وبالتالي لا بد من الاختيار والقبول بالمتقدّم، لدواعٍ ومبررات عديدة منها: أن الفرصة المتوفرة الآن قد لا تتكرر، أو كلما تقدمت في العمر، ستقل فرص العروض المناسبة والمواصفات الأنسب، ما يعني، عليها القبول بالعرض الأول.
ومن هنا، وبحجة مصلحتها والخوف عليها يبدأ الضغط عليها إما بتزويجها قصرا، أو بمعنى آخر، سلبها حقها في الرفض أو الموافقة، وإجبارها على الزواج من ذلك الخاطب الذي يعتقد من حولها أنه فرصة العمر التي لا تعوض، فتجد نفسها وقد رضخت لهذا الضغط مهما كانت النتائج، تقول مزهر.
سلب حقها بطريقة مباشرة
تبعات سلب حقها في اختيار شريك حياتها إما سلبية أو إيجابية، فإن كانت سلبية وبالتالي لم يتمكن هذا الشاب الخاطب بشكل أو بآخر من تحقيق السعادة لها لسبب ما، فإن أول ما يبرره الأهل ويردونه إلى النصيب من جهة، أو تحميلها مسؤولية حياتها البائسة، لكون اختيارهم له كان بحسب رؤيتهم مناسبا، ولكنها هي من لم تتمكن من التفاهم معه وبالتالي تحقيق سعادتها.
ومن التبعات السلبية أيضا تركها تكابد مرارة فشل تجربتها وحدها، دون أن يتحمل أي أحد عنها سوء الاختيار. هذه هي الطريقة المباشرة المتعلقة بسلب حق الاختيار من الفتاة.
سلب حقها بطريقة غير مباشرة
أما سلب حق الاختيار بطريقة غير مباشرة؛ فهي، وفق ما تراه مزهر، بتلك النظرات لكل فتاة تجاوزت العشرينيات من عمرها، أي أصبحت ممن فاتهنّ قطار الزواج، وشبح العنوسة بدأ يقترب منها، فيبدأ من حولها بالتلميح لها أن فرصها بالزواج المناسب ستقل حتما كلما تقدمت في العمر.
أما بالتصريح، فيتمثل بإطلاق النكات والهمسات واللمزات التي تلفّها إن تواجدت في أي مناسبة اجتماعية، وبهذا إجبار واضح لإقناعها بأن الزواج هو محور مهم من محاور حياتها، ولكن إن لم تكن صاحبة رؤية واقتناع بأن الزواج واختيار زوجها هو من حقها وحسب معاييرها لا اعتمادا على معايير الآخرين، لوجدت نفسها قد رضخت لضغط المجتمع غير المباشر، ومن ثم القبول بالمتقدّم حتى لو لم يحقق أدنى المعايير التي تطمح لها.
الاختيار حقها وحدها
لأن اختيار شريك حياتها حقها وحدها، ولكي لا تندم على تسرعها في اتخاذ قرارها، ومن ثم انتهاء علاقتها بالطلاق، تنصحها الاختصاصية مزهر، بأهمية إدراكها بأن اختيار زوج المستقبل، والعمل على توازنها النفسي من أجل بناء بيت زوجية متوازن ومتكافئ يضمن لها ولأبنائها حياة سعيدة هادئة ومستقرة هو من حقها الشخصي ولا يجوز لأحد التدخل فيه أو سلبها إياه مهما كانت الظروف.
وتقول لها أيضا في ختام حديثها: "إن الحياة حياتها ملكها، هي من تسطر أحداثها، وهي الحق والحرية في اختيار شريك حياتها، وفي رسم حياتها بكافة تفاصيلها. بالمقابل، لا بأس من مشورة ذوي الخبرة، ولا بأس من بعض الأخطاء، ولكن التعلم والوعي والإصرار هم أكثر ما عليها الحفاظ عليه للخروج بأروع وأبهى صورة".