«الفتور» ما هي أسبابه وطرق العلاج؟

«الفتور» ما هي أسبابه وطرق العلاج؟

شعوب وعادات

السبت، ٧ مارس ٢٠٢٠

الفتور ونقص الهِمّة، حالة تعتري الكثيرين في إحدى مراحل حياتهم، وقد يتبع هذه الحالة الكسل المتواصل والمزاج السيئ وعدم الرغبة في القيام بأي شيء، قد تبقى هذه الحالة لدى البعض لفترات قصيرة، ومن ثمّ يُسارعون للعودة إلى نمط حياتهم الطبيعي، إلا أنّ البعض منهم قد تطول معهم الحالة، فتُساهم في إضاعة وقتهم وتأخير إنجازاتهم وتطورهم، أو قد تؤدي إلى تدهور مسيرة حياتهم في العديد من الجوانب؛ الاجتماعية، المهنية، المالية، وحتى العائلية، لذا التقت «سيدتي» بمدربة الوعي النفسي «خلود بادحمان»؛ لتُخبرنا عن بعض أسباب ذلك الفتور، وكيفية معالجته، فقالت: «لابد أنّ تدركي أنّكِ كائن حي؛ متصل بكل شيء حولك، فقد يؤثر فيكِ الطقس بطبيعته؛ كالحرارة الشديدة، أو البرودة الشديدة، أو تصميم البيئة، أو وضع اجتماعي تمرين به، أو حالة صحية ونقص فيتامينات، وغيرها، نحن البشر متصلين بكل ما حولنا، وتؤثر فينا الأمور بطريقة مباشرة أو غير مباشرة».
علامات الشخص المصاب
تُضيف: «أبرز العلامات التي قد يعاني منها الشخص المُصاب بالفتور هي إضاعة الوقت، وهنا لابد أنّ نُفرّق بين الشخص الذي يُضيع وقته بشكل دائم، وبدون أنّ يشعر بأنّ تلك إضاعة حقيقية، وبين الشخص المنجز، إلا أنّه يمرّ عليه أيام يهدر فيها وقته بشكل كبير، فالصنف الأول يعيش حالة من الضياع، إلا أنّ الصنف الثاني هو المقصود، فهذا النوع يجعل وقته يمرّ بدون عائدات (نفسية، اجتماعية، مالية، علمية)، ويشعر أنّ هذه الساعات كان من الممكن استثمارها بشكل كبير».
أسباب الفتور
- الاجتهاد في أداء الواجبات بشكل جاد لفترات طويلة، حتى يأتي الوقت الذي تجدين فيه أنّ طاقتك انتهت، فلا توجد تلك العزيمة للعمل مثل السابق، ويبدأ التساؤل الداخلي: «ما الذي حلّ بي؟».
- الإحباط تجاه النتائج، حيث إنّها أتت بغير المتوقع.
- الروتين الممل قد يوصل الفرد إلى هذه المرحلة.
- التشتت الذهني، وغالباً ما يكون بسبب أمر معين؛ كمشكلةٍ ما، أو قلق، ومخاوف، ما يؤدي إلى عدم القدرة على التركيز.
- قد لا تمتلك الفتاة شغفاً تجاه المهمة التي كُلفت بها، فتقوم بالهروب منها؛ من خلال هدر الوقت.
- قد يكون السبب في المكان التي تؤدي فيه العمل، أو الأشخاص الذين تخالطهم، لذا فالبيئة قد تكون غير محفزة أو سلبية، ولا تُساعد على التركيز والانتهاء.
حلول
- لابد أن يبحث الفرد في ذاته عن سبب ذلك الفتور، فإذا عُرف السبب بطُل العجب.
- إيجاد الحلول، فإذا كان السبب الملل -على سبيل المثال- يجب أن تجدي طريقة للتنويع وكسر الملل، وإذا كان السبب انعدام طاقة؛ لابد أن تجدي طرقاً لإنعاش الطاقة، وينبغي عليكِ أن تضعي الحلول التي تقع في إطار تحكمك، وألا تعتمدي على رضا أو تصرفات الآخرين.
- وضع قائمة المهام «To do list»، حتى وإنّ كان الشخص لا يحب استخدام هذه القوائم، إلا أنّه لابد منها في هذه الحالة، فهي السلاح الأمثل للقضاء على الهدر والفتور.
- وضع خطط قبل النوم حول كيفية قضاء الـ٢٤ ساعة القادمة، وبشكل مبدئي على الفرد ألا يضع المهام الكبيرة، بل ينبغي عليه وضع بعض المهام التي تجعله مشغولاً لمدة محددة، ويجد فيها إنتاجية واضحة، وفترة أخرى للراحة والمتعة، والغرض من هذه النقطة هو الرجوع إلى الإنجاز والعمل بشكل تدريجي، وهي خدعة نفسية بسيطة؛ حتى لا تحدث مقاومة.
- قومي بتجديد الروتين اليومي، ضعي لنفسك تحديات جديدة في كل يوم.
- إذا شعرتِ بأنّكِ لا تستطيعين القيام بكل ذلك، إذن امنحي نفسك فرصة القيام بكل ما يمدكِ بشعور السعادة، كأخذ إجازة، والسفر، أو تعلم أمر جديد، أو القيام ببعض المغامرات أو الهوايات.
- الاختلاط بأشخاص داعمين ومحفزين.
- ضعي في اعتبارك بأنّه وقت وسيمضي.
كادر
هل تعلمين أنّ الكثيرين قد يخلطون بين الكسل والفتور؟! فالكسل حالة مؤقتة لبضع ساعات، أما الفتور قد يستمر لفترات طويلة؛ لذا ينبغي الالتفات لأسبابه وطرق علاجه، واعتباره محطة لمراجعة مسارات الحياة.