مصحة للعلاج من إدمان الهواتف الذكية

مصحة للعلاج من إدمان الهواتف الذكية

شعوب وعادات

الأربعاء، ١١ ديسمبر ٢٠١٩

بعد تنامي ظاهرة المصحات للعلاج من إدمان الهواتف الذكية بكوريا، أدركت المراهقة يو تشاي رين، أنها تعلم الفتاة الكورية درساً حول معاناتها من مشكلة مزمنة، لذلك التحقت بمصحة تديرها الحكومة وخصصت للمراهقين الذين يدمنون استخدام الهواتف الذكية لمدد طويلة، للتخلص من هذه العادة.
وسلطت شبكة «سي أن أن» الأميركية الضوء على تنامي المصحات التي تعنى بمكافحة إدمان الهواتف الذكية، على غرار المصحات التي ظهرت لمساعدة مدمني المخدرات.
وفي كوريا الجنوبية واحدة من أعلى نسب امتلاك الهواتف الذكية، ويحوز 98 بالمئة من المراهقين في البلاد مثل هذه الأجهزة وفقاً لأرقام حكومية.
وتقول حكومة سيول إن كثيراً من هؤلاء اليافعين يظهرون علامات إدمان الهواتف الذكية.
وفي العام الماضي، صنفت السلطات 30 بالمئة من الفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 10و19 عاماً في فئة «مفرطي استخدام الهواتف».
عواقب وخيمة للتكنولوجيا
وتقول وزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات إن هؤلاء يخاطرون بمواجهة عواقب وخيمة، مثل انخفاض قدرتهم على التحكم بالنفس.
وأنشأت حكومة كوريا الجنوبية 16 مصحة في أنحاء البلاد، تقدم خدمات المساعدة للمراهقين من مدمني استخدام الهواتف الذكية.
وتظهر قصة الفتاة يو التأثيرات السلبية للهواتف الذكية، فتقول إنها كانت طالبة متوسطة في المرحلة الابتدائية، لكن مستواها تدهور في المرحلة الثانوية، وهي المرحلة التي أدمنت فيها على الهاتف الذكي.
وأضافت: «شعوري بالواقع بدأ يتلاشى، حتى عندما أمضيت يوماً ممتعاً مع أصدقائي بدا وكأنه حلم».
وفي المصحة، تمتنع المراهقة الكورية عن استخدام الهاتف الذكي لمدة 12 ساعة، ويجري تشجيعها مع أقرانها على ممارسة الرسم والرياضة وتعلم حرف يدوية.
وإلى جانب ذلك، تنظم المصحات جلسات إرشاد للمراهقين وذويهم لمناقشة سبل استخدام الهواتف الذكية.
وبعد شهر واحد من تجربة المصحة، قالت يو إنها تستخدم هاتفها فقط لمدة ساعتين إلى 3 ساعات في اليوم، مقارنة بستة إلى 7 ساعات قبل ذلك.
وبينت دراسة ألمانية حديثة أن استخدام الأطفال للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية يؤدي إلى حدوث فرط نشاط وشعور باللامبالاة لدى الأطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بين الثانية والسادسة.
وأشارت دراسات سابقة إلى أن استعمال الأطفال في سنّ مبكرة للأجهزة الذكية، يؤدي إلى خلل في نمو الطفل الاجتماعي والنفسي والجسدي، وهو ما يزيد من حالات القلق والإحباط والاكتئاب لديهم، وما يجعلهم يعانون من عدم الاستقرار العصبي والتوتر والشرود الذهني.