النرجيلة وباء يغزو عالم المراهقين بعد أن أدمنها الكبار

النرجيلة وباء يغزو عالم المراهقين بعد أن أدمنها الكبار

شعوب وعادات

السبت، ٧ سبتمبر ٢٠١٩

تشرين:
ظاهرة تدخين «الأركيلة» من الظواهر الخطرة التي باتت تنتشر كالنار في الهشيم في مجتمعنا.. البعض بات يراها موضة «دارجة» غير قابلة للأفول، والأخطر أنها باتت في متناول الأطفال والمراهقين ممن هم تحت سن 18 عاماً، فقد اقتحمت النرجيلة معظم البيوت والمطاعم والمقاهي والحدائق مع غياب شبه مطلق للرقابة الأسرية والتربوية والمؤسساتية.
منال وهي أم لثلاثة أولاد في مرحلة المراهقة رأت أن ظاهرة تعاطي «الأركيلة» من أخطر الظواهر السلبية التي باتت تنتشر على نطاق واسع في مجتمعنا، والخطورة في الموضوع أن شريحة لابأس منها من الأهالي باتت تعد انتشار تعاطيها بين أولادهم أمراً طبيعياً، عادّة أنه حتى لو كان متعاطي «الأركيلة» شاباً فهي ضد هذه الممارسات، إضافة إلى مخاطر التدخين الصحية فإنه يسبب الكثير من المشكلات الاجتماعية للمراهق، أما بالنسبة للعائلة،فإنها بالتأكيد تعارض أن يصبح أحد أفرادها مدخناً وهذا يضع المراهق في مواجهات مستمرة مع والديه وأحياناً قد يتطور الأمر إلى حدوث تحد بين الوالدين والمراهق، وهذا بالطبع يؤدي إلى زيادة الضغوطات النفسية وقد ينتهي المطاف بالشاب أو الفتاة إلى الانحراف وترك المنزل.
في حين يرى عامر وهو موظف ولديه طفل لا يزال في المرحلة الابتدائية أن انتشار تعاطي «الأركيلة» سببه غياب الرقابة، فالمقاهي مملوءة بمراهقين ومراهقات يدخنون «الأركيلة» وهي لا تأبه ولا تهتم بالسن القانوني، المهم أن تبيع الدخان وتقدم «الأركيلة» مادام الزبون يدفع الفاتورة، فالمراهقون هم الأكثر إقبالاً على تدخين النرجيلة بسبب إتاحتها بسهولة في المقاهي ولاسيما لمن هم دون 18 عاماً، مطالباً بضرورة تفعيل الرقابة وتطبيق القوانين التي تمنع التدخين و «الأركيلة» في الأماكن العامة وتقديمها للمراهقين.
بسام رحال -رئيس دائرة الرقابة في محافظة دمشق أوضح لـ«تشرين» أن المرسوم الخاص بالتدخين ينص على أنه يمنع تقديم «الأركيلة» لمن هم دون سن 18 عاماً، وعن كيفية مراقبتها أشار رحال إلى أن المقاهي أحياناً تكون مصنفة على أنها سياحية ونحن كرقابة صحية لا يحق لنا أن ندخل إليهم حسب قرار رئاسة مجلس الوزراء، فهذه المقاهي يفترض متابعتها من قبل لجنة سياحية مشتركة مؤلفة من مندوبين عن الصحة والسياحة و التجارة الداخلية والصناعة والمالية.
مضيفاً: نتابع المقاهي الشعبية وحتى الآن لم نغلق أي مقهى شعبي لأن صاحبه لا يستطيع تقديم «الأركيلة» لمن هم دون سن 18 عاماً، وأي شكوى تصلنا نقوم بمراقبة المقهى، وفي حال ثبت بأنه يقدم «الأركيلة» ليافعين تطبق في حقه العقوبة ويتم إغلاق المقهى.
بدورها قالت مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية الدكتورة- هتون طوايشي: نحن لا نفرض عقوبة على مدارس يقوم تلاميذها أو طلابها بالتدخين، إنما نقوم بطرح برنامج يتضمن تثقيفاً صحياً عن أضرار التدخين و«الأركيلة»، مع العلم أننا طوال العام الفائت ونحن نعمل على برنامج «مدارسنا خالية من التدخين» بالتعاون مع وزارة الصحة.
وأضافت طوايشي: قمنا بأخذ عينات وإجراء دراسة إحصائية واكتشفنا فعلاً أن هناك أعداداً من الطلاب تقوم بالتدخين السلبي، ولاحقاً سيتم التوسع في هذه المبادرة ونقوم حالياً بدراسة 10 مدارس من كل محافظة وهي التعليم الأساسي الحلقة الأولى، وقالت: كنا نعمل على الحلقة الثانية ظناً منا أن التدخين هو في هذه المرحلة لأنها فترة مراهقة، ولكن للأسف اكتشفنا أنه قد بدأ مع الطلاب في المراحل المبكرة أي الحلقة الأولى وسيتم رصد حالتهم والعمل عليها في الحملة هذا العام، وسنقوم بتفعيل المرسوم الخاص بالتدخين قولاً وفعلاً، مشيرة إلى أن 22 مدرسة حالياً خالية من التدخين بشكل نهائي لا من الزوار ولا من الكادر التدريسي ولا الإداري والحملة مستمرة في التوسع حتى تشمل كامل مدارس القطر.