هل تقديمُ المواساة أو العزاء على مواقع التواصل أمرٌ مفيدٌ؟.. إليكِ الحقيقة!

هل تقديمُ المواساة أو العزاء على مواقع التواصل أمرٌ مفيدٌ؟.. إليكِ الحقيقة!

شعوب وعادات

الاثنين، ١٥ يوليو ٢٠١٩

ربما يتصوّر أغلبنا أن تعزية المقرّبين أو الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي أمر مفيد، ويمكن أن يساعد في التخفيف من مصاب من نعزيهم، لكنّ بحثًا حديثًا حول هذا الموضوع أظهر أن معظم الناس الذين يمرون بمواقف حزينة ينظرون إلى رسائل أو تدوينات السوشيال ميديا التي تصلهم لمواساتهم إما أنها عديمة الجدوى أو مزعجة أو مؤلمة.
وفي ظل تفاوت المشاعر التي تنتاب الأشخاص في المواقف الحزينة التي يتعرضون لها، لا يجب التعامل مع الموقف بشكل سطحي، لأن نفسية الأشخاص تكون بحاجة لدعم حقيقي وواقعي بعيدًا عن ما يتم نشره على مواقع التواصل.
وعلَّق على ذلك دكتور سيث جيليهان، أستاذ علم النفس بجامعة بنسلفانيا، بقوله إن أغلبنا يقع في نفس المأزق، ولا نعرف بالتحديد ما الذي يجدر بنا القيام به، خصوصًا وأن مواساة السوشيال ميديا دائمًا ما يُنظَر إليها على أنها مواساة شكلية أو صورية.
وأضاف جيليهان أن الانخراط في المواساة على مواقع التواصل لا يجدي بشيء في واقع الأمر، ويكفي معرفة أنه حتى المعالجين المحترفين لا يزالون يطورون فهمهم لأفضل طريقة يمكنهم الاستعانة بها لمساعدة الناس خلال تعرضهم لمواقف حزينة.
وسبق أن تحدّثت الدكتورة إليزابيث كوبلر-روس، وهي طبيبة نفسانية سويسرية أمريكية، قبل 50 عامًا أنه يتعيّن علينا أن نعترف بالحزن ونمنحه المساحة التي يستحقها، بدلاً من التكتيم عليه، كما هي العادة، وأوصت بضرورة الانفتاح على نقاط ضعفنا في أعقاب أي فقدٍ أو حزنٍ نتعرّض له وأن نُخصّص وقتًا للتعامل مع الألم بكل تبعاته.
ورأى الخبراء أن القيام بنشر مواساة أو تعزية أو إرسالها هي طريقة ملموسة للتعبير عن مدى اهتمامك بمشاعر الأشخاص في أحزانهم وأنت غير متأكد من أفضل طريقة يمكن أن تساعد بها هؤلاء الأشخاص من الناحية العملية أو الواقعية، فطبيعة الناس هي أنها لا تود الانخراط في الحزن أو الفقد، ومن ثم فهي ترى في السوشيال ميديا المساحة اللازمة لهم كي يشاطروا بها غيرهم الأحزان بشكل سريع وعابر.
والأفضل، كما يوصي جيليهان، هو أن يُسجّل الأشخاص حضورهم بشكل قوي مع غيرهم في مواقفهم الحزينة، وأن يُظهروا إمكانية الاعتماد عليهم والوثوق بهم والتواصل معهم.