ثقافة البقشيش.. أصلها ومتى تُدفع وما مقدارها

ثقافة البقشيش.. أصلها ومتى تُدفع وما مقدارها

شعوب وعادات

الأحد، ١٤ يوليو ٢٠١٩

هل تعرضتم يوماً لموقف محرج في المطعم، إذا طلبتم من النادل الفاتورة وقمتم بالسداد، وبقي النادل ينتظر ولم تفهموا ما المقصد من هذا الانتظار؟! إنه ينتظر في هذه اللحظة «البقشيش أو الإكرامية» منكم مقابل خدماته لكم طوال فترة مكوثك في المطعم.
وهل شعرت بالخجل لأنك لم تعرف كم تقدم أو لماذا تقدم؟!
«سيّدتي» تعرفكم في التقرير التالي ثقافة البقشيش وما أصلها ومتى تدفع وما مقدار المبلغ الذي يجب عليك دفعه، وهي على النحو التالي:
ما هو البقشيش؟
البقشيش يسمى أيضاً بالإكرامية، وهو إضافة مبلغ رمزي للسعر الأساسي عند شراء سلعة أو تقديم خدمة، ويكون غالباً لسائقي التاكسي أو النُّدل، والبقشيش في بعض الدول شيء إلزامي على العميل وبعض الدول ترفضه لكونه رشوة أو عيباً.
لماذا تدفع البقشيش
إعطاء البقشيش يكون بسبب قلة الدخل الشهري للموظف، ويكون دفع النقود في هذه الحالة إكرامية ودعماً للأسر ذات الأجور الضئيلة، وأيضاً يعد من أنواع الإتيكيت وطيب الأخلاق والكرم، حيث إن البقشيش يعود على الزائر أو الزبون بشكل إيجابي، لأن النادل سيقوم بحفظ شكله وتقديم الاهتمام المستمر والزائد عند معاودة الزيارة مرة أخرى.
كم تكون قيمة البقشيش
في أكثر الدول تكون ما يعادل ٢٠٪ من قيمة الفاتورة النهائية، وإن لم يكن بحوزتك دفع هذا المبلغ من البقشيش من الأفضل ألا تدفع شيئاً، واتفقت ٢٣ دولة أن يكون متوسط البقشيش ما بين ٥٪ إلى ١٠٪ من الفاتورة.
وهناك دول كانت تمنع هذه الإكرامية باعتبار أنها شيء مهين أو إنقاص من قيمة العامل، على سبيل المثال «اليابان»، لأن معظم أجور الوظائف في اليابان مرضية إلى حدٍ كبير.
لمن يكون البقشيش
● في المطاعم يدفع للنادل أو العامل ما يقارب ١٠٪ من القيمة النهائية للفاتورة، ويجب فصل الإكرامية أو البقشيش عن قيمة الفاتورة.
● في الفنادق يدفع للعامل الذي يقوم بنقل ورفع الحقائب لك، كذلك البواب بما يُعادل دولارين لكل واحد منهم عند مغادرتك الفندق.
● سائق التاكسي يدفع له ما يعادل ١٠٪ من قيمة المشوار.
● للحلاق الذي قام بغسل شعرك أو حلاقته في صالون الحلاقة.
● لعامل النظافة في الشارع، يمكنك إعطاؤه مبلغاً يسيراً.
● عامل الجراج، ادفع له ما يمكنك دفعه مقابل حفاظه على سلامة سيارتك.
● عامل محطة الوقود، يُدفع له ما يعادل ١٠٪ من فاتورة تعبئة البنزين أو الوقود.
● حامل الحقائب في المطار يُعطى ما يعادل دولارين من النقود.
● لعامل نظافة غرفتك في الفندق بعد انتهائه من تنظيف الغرفة وقبل مغادرته.
● عامل توصيل الطلبات للمنازل عند توصيله أي غرض لك سواءً كان من السوبرماركت أو من المطعم.
● عامل تنظيف الطاولات بعد الوجبات في المولات أو المطاعم.
● عامل توصيل الأكياس والعربات من السوبرماركت لسيارتك الخاصة.
متى يقدم البقشيش
كان قديماً يُعطى البقشيش عند الدخول ليس عند الخروج، حتى يتلقى الزائر خدمات مميزة وسريعة طيلة فترة جلوسه، أما الآن فأصبح البقشيش يُعطى بعد الخدمة كطريقة شكر على الخدمة أياً كانت، ويحرص على تقديمها من ينوي زيارة المكان مرة أخرى وبصورة مستمرة.
تاريخ البقشيش
بدأت فكرة البقشيش في أواخر القرن التاسع عشر من المملكة المتحدة (بريطانيا)، وقد بدأت القصة مع شاربي الكحول بالبارات، حيث كانوا يعطون النادل بعضاً من النقود إضافية، كي يستعجلوه في إعداد مشروبهم، وبعد ذلك انتقلت كثقافة عامة للولايات المتحدة الأمريكية، ورفضها أغلبية الشعب الأمريكي رفضاً قطعياً، كما أن بعضهم عارضوا بشدة وأقاموا احتجاجات، وبعد ذلك أصبح البقشيش في أمريكا أمراً إلزامياً أكثر من أي دولة أخرى في العالم.
ويقال إن انتشار البقشيش حول العالم كان بسبب رجال الأعمال والأثرياء الذين ينتظرون خدمات سريعة وذات جودة عالية.
أميركيا والبقشيش
يمثل البقشيش في الولايات المتحدة الأمريكية ٢٦ مليار دولار سنوياً، وبدأت بعد الحرب الأهلية في الفترة من عام 1861 إلى 1865 ميلادياً، وساهمت هذه العادات إلى ظهور مشكلات ومعارضات عدة في معظم الأوساط الشعبية التي تعتبر البقشيش تحقيراً ومذلة للعامل، حيث إنها تشجع على خلق العنصرية والطبقية، إلى أن أصبح البقشيش إلزامياً حتى وصل ما يعادل ٢٥٪ من قيمة الفاتورة، وهناك لافتات لمطاعم عدة في أمريكا مكتوب عليها «Tipping is not a city in Chains»، وتعني «أن البقشيش إجباري لأنك لست في الصين».
دول ومدن تمنع البقشيش
آيسلاندا ونيوزيلندا واليابان تعتبره شيئاً مهيناً ومعيباً حتى يومنا هذا.