التشارك بإفطارات رمضان بين العائلات والأصدقاء والجيران.. هل تلاشت بالفعل؟

التشارك بإفطارات رمضان بين العائلات والأصدقاء والجيران.. هل تلاشت بالفعل؟

شعوب وعادات

الخميس، ٩ مايو ٢٠١٩

مع نهايات القرن الماضي كانت العادات الرمضانية عنصرًا هامًا من المنظومة الرمضانية في حياة الناس، ولها طابع خاص وحكمة تهدف إلى تقوية أواصر المحبة والتلاحم بين العائلات ولمّ شملهم.
كما كانت بعض الأُسر تقوم بتحضير الطعام للجميع ضمن جَمعة عائلية كبيرة تشمل الأقارب، ثم بشكل دوري تقوم إحدى الأُسر بردّ العزيمة في يوم من أيام شهر رمضان.
وفي بعض الأحيان، تمتد تلك العزائم لتصل إلى جيران الحي، بحسب المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات، الذي أوضح كيف كانت تُوزّع وجبات الطعام حتى على الجيران، بحيث يصبح لدى كل أسرة "بوفيه مفتوح" من الطعام المتنوع، بغرض زيادة الوئام ما بين الأسر المتجاورة، وتوسيع قاعدة التكافل فيما بينهم، ومساعدة من ليس لديهم قدرة شرائية على شراء الطعام والوجبات الرمضانية.
عادات بدأت تتلاشى
وبالمقارنة ما بين الزمن الماضي والحاضر، بيّن العمارات مدى تأثير غزو العولمة والثورة الرقمية على حياة الناس، ومدى خلْقها نوعًا من ضيق الوقت، انعكس على تلك العادات وساهم في تقليصها وتلاشيها.
ومن جهة أخرى، أخذت بعض الأسر تتحسس من قبول أي وجبات رمضانية من الجيران، إما لعدم الحاجة لها، أو عدم التمكن من ردّها مرة أخرى، ربما لأسباب اقتصادية بحتة.
ووفق العمارات، إن الحالتيْن الاجتماعية والاقتصادية لبعض الأسر كانتا السبب الرئيس في تراجع هذه المظاهر، إلى جانب انشغال الكثيرين بشتى ظروفهم، وعدم وجود الوقت الكافي لإعداد وجبات طعام إضافية لتوزيعها على الآخرين.
ومع ذلك، تتطلب الظروف الحالية والتباعد بين الناس، الدعوة إلى إعادة تفعيل هذه العادات الرمضانية من أجل زيادة الترابط الأسري والتلاحم، وتقوية العلاقات بين الأفراد، كي تكون النفوس أكثر طمأنينة وتآلفًا، ومسح أي خلافات بين العائلات وأفراد الحي، والأهم، تصبح أجواء رمضان أكثر روحانية.
هل ممكن أن تعود تلك الأجواء؟
يقول العمارات: "وإن كان من غير الممكن أن تعود تلك العادات في ظل الظروف الصعبة للناس، وأن اختفاءها أصبح سمة عامة لدى المجتمع، ما زال كثيرون لديهم الرغبة الجياشة للإبقاء عليها، لكونها من أبهى المظاهر الجميلة التي لها أثر كبير في نفوس الكثير من الأسر، خصوصًا في شهر رمضان".