ما لا تعرفونه عن الـ«فاكس» أهم أجهزة القرن العشرين

ما لا تعرفونه عن الـ«فاكس» أهم أجهزة القرن العشرين

شعوب وعادات

الجمعة، ٥ أبريل ٢٠١٩

غالبًا عزيزي القارئ، ومنذ انفجار ثورة الاتصالات الحديثة، والتكنولوجيا غير المسبوقة، التي نعيشها في الوقت الحاضر، أنت لم تسمع منذ سنوات طويلة عن كلمة «فاكـس». وربما مجرد سماعها أو قراءتها يُرجعك مباشرة إلى حقبة التسعينيات من القرن العشرين الماضي، بالإضافة إلى تلك الطقوس المرافقة لعمل أجهزة هذه الشبكة، التي نظن بأنه قد عفا عليها الزمن وشرب؛ من إرسال ما نريد، والانتظار الطويل، وخط الهاتف الأرضي المشغول، وصوت آلة الفاكس وهي تتلقى هذه الرسائل.
وعلى الرغم من اعتقادنا بأن عصر الـ«فاكس» قد انتهى وولّى، إلا أن استطلاعًا جديدًا للرأي، نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، ونقله موقع «سكاي نيوز»، كشف عن مفاجأة صادمة وغير متوقعة على الإطلاق؛ وهي أن هذا الجهاز القديم لا يزال يحتفظ ببعض من مكانته في العديد من الشركات الكبيرة والقطاعات الحكومية، والصادم أكثر أن شعبيته هذه تنتشر في دول تعتبر متقدمة في جميع المجالات؛ مثل الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وألمانيا.
الاستطلاع، الذي نشرته الصحيفة الأمريكية، أكد من خلال كشف عُمّالي تم إجراؤه خلال العام 2017، أن هناك 200 شركة عالمية كبيرة، يعمل في كل واحدة منها ما يزيد على 500 موظف، يستخدم أكثر من 80% من موظفيها آلة الفاكس في إرسال وتلقي المراسلات بشكل يومي حتى الآن، وهي تعتبر نسبة كبيرة للغاية، ولها العديد من الدلالات.
وتابعت الصحيفة الأمريكية أنه خلال شهر آذار / مارس من العام 2017، تم إجراء مسح عمالي آخر، شمل ما يزيد على الـ1500 شخص من أعضاء المنتدى الإلكتروني المتخصص في تكنولوجيا المعلومات، والصادم في نتائج هذا المسح أن 89% من هؤلاء الأشخاص لا يزالون يستخدمون الفاكس بشكل يومي. وتابعت الصحيفة أنه في العديد من القطاعات الرئيسية في مجال الاقتصاد بالولايات المتحدة الأميركية - كالرعاية الصحية والخدمات المالية- لا يزال الفاكس يعتبر من الوسائل الأساسية في العمل هناك، حيث تم تقدير إرسال واستقبال ملايين الرسائل من خلاله في تلك الفترة.
 
يعتبرونه «أكـثـر أمانًا»
وبحسب الاستطلاعيْن اللذيْن تم إجراؤهما حول هذا الأمر، فقد تبيّن للباحثين أن الكثير من الحالات التي دخلت في المسحيْن العُمالييْن السابقيْن، أكدوا أن استخدام الفاكس يعتبر أكثر أمانًا من البريد الإلكتروني، كما أنهم يرون أنه الأكثر ملاءمة لممارسة الأعمال اليومية من تلك الوسائل التكنولوجية الحديثة. كما أن أدوار الفاكس وأدواته، تمكنت من التكيّف بشكل جيد للغاية مع التقدم التكنولوجي الحاصل حاليًا، وانتقل بعضها إلى خدمات تعتمد على أجهزة الكمبيوتر المتطورة، مثل خوادم الفاكس؛ التي تسمح بإرسال واستلام رسائل على شكل مستندات إلكترونية. وأجهزة الفاكس، التي تعتمد على «الذاكرة السحابية»، التي بإمكانها معالجة الصور وملفات الـ«بي دي إف PDF» التي تكون مرسلة في البريد الإلكتروني.
 
تاريخ أجهزة الـ«فاكس»
تعود بدايات العمل على اختراع الفاكس، أو كما يطلق عليه بالعربية «الناسوخ»، إلى نهايات القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين الماضي، حيث عمل العديد من المخترعين في الولايات المتحدة الأمريكية على تطويره. ومع ظهوره بالشكل الذي نعرفه الآن؛ أصبح جزءًا رئيسيًا من أي عمل أو وظيفة بمختلف المجالات، ومع بداية حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي، كان هناك اعتماد رئيسي كبير على الفاكس من قبل وكالات الأنباء العالمية، حيث كان طريقة مُثلى لنقل الأخبار العاجلة، ولبثّ الصور المطلوبة.