تخلّصوا من هؤلاء الأشخاص قبل فوات الأوان

تخلّصوا من هؤلاء الأشخاص قبل فوات الأوان

شعوب وعادات

السبت، ٩ مارس ٢٠١٩

مستاء هو السيد طوني ومتفاجئ، فقد تركته زوجته ورفعت دعوى طلاق:»هل سمعتم يوماً بامرأة تطلقت وأنهت زواجها بسبب مزحة لم تعجبها قام بها زوجها؟ كنت أداعبها أمام أصدقائنا كالعادة، وقلت لها إنّ مكان المرأة في المطبخ، وكل ما تستطيع القيام به هو الإنجاب والإهتمام بالعائلة». أما زوجته فتقول إنها سئمت من عدم احترامه لمشاعرها، وعدم نضوجه، وإنها لطالما حذّرته من ذلك، لكن دون جدوى.
فالسبب إذاً ليس مزحة من هنا وتصرّفاً من هناك لانفصال هذا الثنائي، بل إنه تراكمات لأمور جارحة ومؤلمة، لمشكلات لم تجد لها طريقاً للحل بين الطرفين، فلم يفد غضّ النظر أحياناً، ولا تجنّب الشجار والعتاب أحياناً أخرى...
 
تقوم العلاقات الإنسانية كافة على الإحترام المتبادل، والودّ، وتقدير الآخر؛ وما لا نتنبّه له في علاقات الثنائي، متزوجَين أو متحابَين، هو مستوى الرضا لدى النفس والشريك، المسؤول الأكبر عن الإستمرارية.
 
لماذا نسكت عن إساءة الشريك لنا؟ هل ننساها فعلاً؟ أم تبقى وجعاً في نفوسنا؟ مَن هم الشركاء الأكثر خطراً علينا؟ كم علينا أن نصبر كي يتغيّروا؟ ماذا لو تمسّكوا بالقيام بما يزعجنا؟
 
يحتاج إنجاح الحياة المشتركة إلى تقبل الآخر، رغم اختلافه الشديد أحياناً، وتقدير عوامل عدة يتميّز بها على الصعيد الشخصي من ميول ورغبات وطريقة تعاط، كما أنه لا بد من الأخذ بعين الإعتبار البيئة التي نشأ فيها وما توارثه من أنظمة وعادات وتقاليد؛ تلك البيئة التي لا بد أن تطبع خصوصيّتها في كل منا، فنحاول جاهدين تقريب وجهات النظر فيما بيننا، تسهيلاً للحياة اليومية المشتركة.
 
تواجهنا العراقيل والمطبات في العلاقات، فمنها ما لا نهتم كثيراً لها لأنها وليدة ضغوطات نفسية وظروف معينة، ومنها ما يتكرّر بشكل متلازم في العلاقة، فنتعرض لممارسات غير مقبولة، لا تدمر العلاقة فقط، بل تولّد فينا التوتر والقلق والخوف والشعور بالذنب، ومنها قد يصل بنا إلى الإكتئاب وعدم الرغبة بالحياة.
 
من الشركاء الذين يجب أن نتطرق لما يصعب حياتنا معهم وبوجودهم، والذين تشكّل طباعهم وسلوكياتهم تهديداً بإنهاء العلاقة العاطفية إذا لم نتمكّن من إصلاحها:
 
• مَن يضيع وقته ووقتك دون أيّ فائدة، أي أن يكون حضوره بارداً وفارغاً، يبعث فيك الغضب والنقمة.
 
• مَن يلعب دور الضحية بشكل دائم ومتواصل، مهما قمت بمجهود لإسعاده وإرضائه، ما يولد لديك شعوراً دائماً بالذنب.
 
• مَن لا يتحمّل مسؤولية أفعاله، فيتعاطى مع الأمور بسطحية، لا يقدّر العواقب، فتشعر معه بعدم الأمان والتهوّر، يخلق الصراعات مع المحيط، يتفوّه بكلمات غير مسؤولة قد تفضح أسرار الحياة الخاصة وتتسبّب بفضائح للنفس وللغير. يحرجك هذا الشريك في المجتمع، وقد يتفوّه بالإهانة والإحتقار لك وللعائلة والأصدقاء.
 
• الشريك السلبي الذي لا يرى في الأمور إلّا ما لا يناسبه، فيجد مشكلة لكلّ حل؛ هذا الشخص لا يشعر بالسعادة ولا يدع المحيطين به يفرحون ويعيشون بسلام.
 
• الشريك الكاذب، الذي يختلق الأخبار العارية عن الصحة بكامل إرادته، وتصل معه إلى انعدام الثقة بكل ما يقوله أو يتفوّه به.
 
• الشريك غير المتعاطف، الذي لا يقدّر ظروفك والمراحل الصعبة التي تمرّ بها، حتى إنه لا ينتبه للضغوطات التي تعاني منها، بل يركز دائماً على نفسه واهتماماته. تشكو النساء من ذلك أثناء فترات الحمل والولادة والإهتمام بتربية الأطفال، أما الرجال فيشعرون به في ما يخص توقعات الشريكة المادية التي تتخطى قدراتهم.
 
• الشريك الإستغلالي الذي يحاول دائماً الإستفادة من شريكه على كافة الأصعدة، غير القادر على العطاء، يطمع بالآخر، ويبتزّ كل ما يملك بشكل عفوي وبديهي.
 
• الشريك غير الناضج عاطفياً، الذي يتعاطى مع الآخر بطفولية، يجرحه ويخونه ويتسبّب له بالعذاب، ناهيك عن التهوّر بالأمور المالية فيغرق في الديون، والعلاقات الجانبية دون أيّ اعتبار للشريك...
 
من العلاقات الأكثر دقة وشفافية، تلك القائمة بين المحبين والأزواج، إلّا أنّ السلبية والغيرة المرضية والإستغلال وعدم النضوج تؤثر سلباً على العلاقات كافة، في العائلة والعمل والمجتمع. وبالتالي، علينا أن نتخلّص من الشخص الذي يعاني من الأمور السلبية بنمط عيشه وتعاطيه، في حال رفض العلاج والتغيير، أيّاً كان، حفاظاً على صحتنا النفسية والعلائقية.