لا تُهملي رُسُومات طفلكِ.. فهي دليلكِ إلى أعماقه!

لا تُهملي رُسُومات طفلكِ.. فهي دليلكِ إلى أعماقه!

شعوب وعادات

الجمعة، ٢ نوفمبر ٢٠١٨

يميل العديد من الأطفال للرسم على الورق، أو دفتر الرسم، وعادة ما يثني الأهل على تلك الرسومات، حتى لو كانت عبارة عن أشياء غير مفهومة، أو غير مكتملة.
 
ففي بعض الأحيان، يجد الطفل الورق، أو اللوح ملاذًا له في التنفيس عن رغباته، أو أفعاله، أو صداقته، أو غيرته، أو حزنه، وغيرها العديد من الأحاسيس، التي لا يستطيع التعبير عنها بالكلمات.
وبهذا الخصوص، تقدّم الاختصاصية التربوية، والنفسية، الدكتورة أسماء طوقان لكِ معلومات، ونصائح حول أهمية متابعة رسومات الأطفال، كونها رسائل "للأبوين" لا يجب إهمالها:
تقول الاختصاصية طوقان، "يمكننا التعبير عمّا في داخلنا، وذلك من خلال التعبير اللّفظيّ، أو بوسائل أخرى غير مباشرة، ولكن هذه القدرات عند الراشدين فقط".
أما الأطفال، فلديهم صعوبة في التعبير عمّا في داخلهم، أو يخافون قول الحقيقة، أو يخجلون، أو لا يدركون ما الذي سبب لهم اضطراب في شخصيتهم، وعندما يسألهم الأهل، أو المدرس، أو الاختصاصيّ، عن سبب قيامهم بالتّصرّفات المزعجة، أو السلوكيات الخاطئة، يجيبون بلا أعلم، أو ينكروا أفعالهم، أو يكتفون بالصمت، وعدم الإجابة، وهذه من بعض الصعوبات، التي نواجهها مع الأطفال.
وتضيف طوقان "لكن يمكننا من خلال رسومات الأطفال، وتحليلها معرفة ماذا يكبت الطفل في داخله من مشاعر، وأحاسيس، وخبرات مؤلمة، لأنّه يقوم بتفريغها باللاوعي، فمن خلال الرسم، والألوان، يمكننا معرفة ذلك، والتوصّل إلى معاناة الطفل تدريجيا".
وهنا، تشير طوقان، إلى عدد من الأمور، التي يجب ملاحظتها، أثناء قيام الطفل بالرسم، مثل طريقة مسكه للقلم، وقوّة ضغطه عليه، وموقع الرسمة بالنسبة للورقة، وحجم الرسمة بالنسبة لحجم للورقة، وسلوك الطفل أثناء الرسم، وتعابير وجهه أثناء الرسم، وتكرار استخدام الممحاة، والألوان، التي يستخدمها، ودلالات الأشكال، التي يرسمها الطفل، والتغيّر المباشر، والمفاجئ في الرسومات.
لذا، يجب دائمًا مراقبة رسومات الأطفال، فإذا لاحظتْ الأم انعكاسًا في رسومات الطفل، أو اختلاف طريقة رسمه بصورة مفاجئة، فإنّ هذا دليل على تعرّض الطفل لمشكلة مباشرة أدّت إلى اختلاف مشاعره.
وختامًا، تؤكّد الاختصاصية طوقان، أنّ رسومات الطفل، هي الوسيلة الأفضل للتواصل معه، ومعرفة كل ما يدور في خاطره، لذلك يجب متابعتها باستمرار، ومحاولة مشاركة الطفل في الرسم، ليتمّ مساعدته وتوجيهه بالصورة الأمثل، حيث تحمل رسومات الأطفال دلالات نفسية.
ولعلّ من الأفضل أنْ تستعين الأمّ، أو المدرسة بشخص مختصّ في تحليل رسومات الأطفال وعرضها على مختصّ نفسيّ، في حال ملاحظة أيّ تغيير سيء، في رسومات الطفل.