أسبابها متعددة زيادة الوزن عند الأطفال.. تراكم شحمي بنهايات قاتلة.. وعادات غذائية تهدد مستقبل الطفولة!

أسبابها متعددة زيادة الوزن عند الأطفال.. تراكم شحمي بنهايات قاتلة.. وعادات غذائية تهدد مستقبل الطفولة!

شعوب وعادات

الجمعة، ٢١ سبتمبر ٢٠١٨

مع اجتياح مرض بدانة الأطفال الشرق الأوسط بعد أن كانت بداية ظهوره في الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبا، يقرع المهتمون بصحة الأطفال ناقوس الخطر لما يشكّله هذا المرض من خطورة على الطفل، وهي إذا كانت مشكلة عند الكبار فإنها تزداد تعقيداً عند الأطفال، لأن جسم الطفل حساس، وبنيته ضعيفة، وتبدأ البدانة عند الطفل بعمر الثلاث سنوات، وهي تراكم شحمي بزيادة 20% عن الحد الطبيعي، ويجهل الأهل أسباب هذا المرض، وطرق التعامل مع طفلهم البدين، ووسائل العلاج، فما هو منشأ المرض، وكيف يتم التخلص منه؟.
وراثي أو مكتسب
إن الكيلوغرام الزائد في جسم الطفل، كما أفادت اختصاصية التغذية ندى التاجر يشكّل خطراً على جسمه، ويجهل الكثيرون المعنى الحقيقي لبدانة الأطفال، ومتى يمكن القول بأن الطفل بدين، وهو عبارة عن زيادة شحمية تتشكّل عند الطفل، بحيث يختلف عن الطفل الطبيعي بزيادة 20% تقريباً، وتلعب عدة عوامل مثل: العمر- الطول- البنية دوراًً في عملية التراكم الشحمي، ويتركز عند الطفل الذكر في منطقتي البطن والثدي، فيظهر عنده ما يسمى بالتثدي، في حين يتركز عند الفتاة في البطن والأرداف، وقد يؤدي إلى بلوغ مبكر، وهو ما يخشى منه في مثل تلك الحالة لتأثيراته على الطول، وعلى الناحية الجمالية، حيث تظهر التشققات في الجلد، ويمكن الاستدلال على بداية ظهور المرض بزيادة الطلب على الطعام، إضافة إلى ميل الطفل إلى الكسل والخمول، وعن أسباب البدانة تحدثت التاجر بأن مرض البدانة قد يكون منشؤه مرضياً كالإصابة بقصور في الغدة الدرقية، فتختل وظيفة حرق الشحوم، وتسبب البدانة، لذلك يطلب الأطباء في البداية من الطفل الذي يعاني من البدانة تحليل الغدة الدرقية، وتلعب العوامل النفسية كذلك دوراً في الإصابة بالمرض، حيث يعاني الكثير من الأطفال من الكآبة في المنزل، وعدم اهتمام الأهل برغباتهم، وتلبية احتياجاتهم، فيصبون انفعالاتهم بالطعام، إضافة إلى تأخر الأم عن تقديم وجبات الطعام في مواعيدها المحددة، فيلجأ الطفل إلى أي شيء يشبع حاجته كالبسكويت، وقطع الشوكولا التي من شأنها أن ترفع له السكريات، عدا عن العوامل الاجتماعية كقلة الحركة، وعدم ممارسة الرياضة، حيث كان الأطفال سابقاً يلعبون في الحي مع أبناء الجيران، ويذهبون للحدائق، لكن ذلك تبدل اليوم، فالظروف الأمنية من جهة لا تتيح المجال للخروج خارج المنزل، ومن جهة أخرى خطف الأنترنت، وألعاب الكمبيوتر، وأجهزة المحمول الذكية اهتمام الأطفال، وباتوا يجلسون بالساعات للتسلية بتلك الوسائل، فأصبح الطفل جليس المنزل، كما يلعب الدلال الزائد من قبل الوالدين وسعيهما لإرضاء طفلهم وتلبية متطلباته دوراً دون الانتباه إلى خطورة الاستجابة الدائمة للطفل، وتجنب قول كلمة لا له خوفاً من بكائه أو تمرده، وتهرباً من المسؤولية، كما تؤثر قلة ساعات النوم على ذكاء الطفل والاستقلاب، وقد يكون منشأ المرض وراثياً، فهناك جينات يمكن أن يتوارثها الابن عن الأب عن الجد، ولكن يمكن التغلب على المرض عندما يكون هناك عامل وراثي، بحيث نلجأ للوقاية مسبقاً عبر نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بشكل دائم، وعدم الإكثار من السعرات الحرارية، فالتخلص من البدانة ومعالجتها غاية في الأهمية للتأثيرات السلبية على الجسم، وهي تؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض في حال تم إهمالها مثل السكر الطفولي أو الشبابي، وهو أخطر من السكر الكهلي الذي يصيب الإنسان بوقت متأخر– كولسترول الأطفال- مشاكل قلبية- شحوم ثلاثية، عدا عن سخرية الزملاء وآثارها النفسية التي تؤدي للكآبة وقلة الثقة بالنفس، وتعاني الفتيات منه أكثر من الذكور، إضافة إلى النوم ساعات طويلة، وما قد ينجم من مشاكل جمالية كالترهل، والتشققات.
دور الأهل
ولعلاج مرض البدانة يجب الانطلاق من الأهل، ومراجعة طريقة تربيتهم، والقيام بواجباتهم تجاه أطفالهم على أكمل وجه، والابتعاد عن العادات السيئة، لأن الطفل كائن صغير وبسيط، وإدراكه ووعيه محدودان، فيعتاد الطفل على ما يعوّده الأهل عليه، فمن الضروري الابتعاد عن الدلال الزائد، وعدم إهمال حاجات الطفل، والامتناع عن الاستجابة لجميع طلبات الطفل حتى لو تمرد أو قام بالبكاء، فهو سيبكي مرة واثنتين وثلاثاً، ولكن في المرة الرابعة سينصاع ويفهم، وخاصة إذا عملت الأم على محاورة الطفل ومحاولة تفهيمه سبب منعه من تناول الطعام غير الصحي، فالطفل ذكي، وهو يدرك وجود غلط ما في جسمه، وأنه يختلف عن أصدقائه، كل ذلك يستطيع الطفل فهمه، وعلى العائلة بأكملها التعاون في تخليص المصاب من بدانته، وفي حال تمرد في أحد الأيام وخرج عن النظام الغذائي المحدد له، لا نوبخه، أو نستهزىء به، أو نصرخ في وجهه، ومن غير المعقول أن نضع أمامه صحن بطاطا مقلية، ونمنعه من الاقتراب، أو أن نخزن أكياس الشيبس والشوكولا في المنزل ونحرمه منها، فنحن لا نريد اعتماد أسلوب الحرمان، وإنما تنظيم الوجبات، وفي تلك المرحلة العمرية يمكن أن نقدم للطفل “سناكات” بين الوجبات الرئيسية مثل الفاكهة، والكاتو المحضر منزلياً قليل السكر، والمكسرات، أو البوشار، ومراقبته بشكل دائم، ولا يمكن التلاعب كثيراً بالبرنامج الغذائي للطفل لأنه بحاجة للفيتامينات والمعادن بجرعات محددة، ويؤثر نقصها سلباً على نموه.
أيروبيك الأطفال
ويمكن للأهل تسجيل الطفل في الأندية الرياضية التي بدأت حديثاً بالاهتمام بأيروبيك الأطفال من خلال أجهزة رياضية خاصة بالأطفال، أو الاشتراك في أي نوع من أنواع الرياضة مثل كرة السلة- الكاراتيه، وغيرهما من الألعاب، وفي حال عدم القدرة على ارتياد النادي يمكن أن نضع موسيقا للطفل ليرقص على أنغامها في المنزل لمدة ربع ساعة، أو اللعب على القرص الدائري، ومع مرور الوقت سنشعر بتحسن الطفل، وتفضّل التاجر استشارة طبيب الأطفال، لأن التخلص من البدانة بالنسبة للطفل يتطلب جهداً مشتركاً، وصبراً من الأهل، ووقتاً طويلاً، لأن تخليص الطفل من وزنه الزائد يختلف عن المتقدم في العمر، فالطفل لا يجوز أن يخسر أكثر من كيلوغرام ونصف إلى 2 كيلوغرام في الشهر، بينما يخسر المتقدمون في العمر من خمسة إلى ستة كيلوغرامات في الشهر، حيث إن الهبوط السريع في وزن الطفل يسبب خللاً فيزيولوجياً، ويؤذي صحته، ويمنع على الطفل تناول أي من أدوية التنحيف، لأن جسم الطفل حساس جداً، فضلاً عن أنه لم تجر اختبارات لأدوية التنحيف على الأطفال.