لماذا يتفوّق الطهاة الرجال على الطاهيات النساء في هذه المهنة؟

لماذا يتفوّق الطهاة الرجال على الطاهيات النساء في هذه المهنة؟

شعوب وعادات

السبت، ٢١ أبريل ٢٠١٨

انتشرت في الآونة الأخيرة البرامج المتخصّصة بتعليم فنون الطهي، واللافت فيها أن مقدّمي تلك البرامج هم طهاة رجال، في ما لجنة التحكيم في برامج المسابقات التي تهدف لإفراز نخبة من الطهاة الواعدين مثل: “توب شيف” و “ماستر شيف”، أغلبها من الطهاة العرب أو العالميين.
وهذا ما يطرح التساؤل: هل الطهاة الرجال أكثر حرفةً ومهنيةً وذوقًا في تعلّم فنون الطهي أكثر من المرأة؟ وهل باتت المرأة تفقد دورها في المطبخ الذي هو أهم أركان منزلها؟
الطهاة الرجال أكثر حرفيةً من الطاهيات النساء!
مساعد الشيف الرئيسي التنفيذي في أحد فنادق الخمس نجوم رائد العامري بيّن لـ “فوشيا” بأن هذا الإقبال من الرجال يرجع لأن تعلُّم سيدات البيوت للطهي لم يكتسبنَه إلا من أمهاتهنّ، وهذا الأسلوب التقليدي، اعتاد أغلبهنّ عليه، بشكل لم يساعدهنّ على التطور به أكثر، وأبقاهنّ على حالهنّ، إلا من لديها قابلية الخروج عن الطهي التقليدي إلى الحديث منه.
وساهم انتشار الفنادق والمطاعم الغربية الحديثة إلى إقبال الرجال الواسع على دخول مهنة تعلُّم فنون الطهي، لعدّة عوامل منها وجود مدربين متخصصين في تعليم فنونها، عدا عن قدرتهم على السفر والحصول على دورات تديبية تؤهلهم لدراستها والتوسّع فيها، وطهي الطعام بعدة أشكال ونكهات تمزج ما بين الطابعيْن العربي والغربي، بحسب العامري.
انتشار أكاديميات تعليم فنون الطهي بالطرق الحديثة، وإقبال الفتيات على الدراسة فيها، لم يمنع من تفوّق الرجل عليها في هذه المهنة، نظرًا لصبره وقدرته على تحمُّل الوقوف لساعات أثناء الطهي بخلاف المرأة وما عليها من مسؤوليات كثيرة أخرى، إضافةً إلى قوته البدنية التي تتطلّب حمله أدوات الطهي الثقيلة، والأهم بأن مزاجه في الأكل يختلف عن مزاجها، أكد العامري.
“لا تقبل المرأة توجيه الانتقادات على طهيها الطعام، بخلاف الرجل الذي يتقبّله ويغيّره للأفضل، من باب تحمُّله المسؤولية في كل شيء، وهذا مدعاة لنجاحه في مهنة الطهي أكثر من المرأة” كما قال.
هل يمكن للمرأة أن تضاهي الرجل في الطهي؟
إن الثقافة المهنية لتعلُّم فن الطهي بطرقه الحديثة مطلوبة للمرأة حتى تخرج عما توارثته من أسرتها بطرق ثابتة لا تغيير فيها، لا سيما أن انتشار المطاعم والأكلات الغربية تفرض عليها متابعة وإحداث كل تنوع وجديد في طبخاتها لتتواكب مع ما يُسعد زوجها وأولادها.
ومن المتعارف بأن “أقصر طريق إلى قلب الرجل معدته”، هذا ما يدل على أنه ذواق، ويعرف في ما إذا كان طهي زوجته طيّبًا أم لا، أي أنه الحَكَم الوحيد على نجاحها من فشلها، ومن أكثر ما تحرص عليه وتقصده من تفنّنها في الطهي إرضاء زوجها، لكونها الأعرف بما يناسبه دون غيره، وأحياناً تضطر لطهي ما يحبه أكثر مما يحبه أولادها.