هل تصل العلاقة الجنسية بين الزوجين إلى علاقة مدفوعة الأجر مسبقًا؟

هل تصل العلاقة الجنسية بين الزوجين إلى علاقة مدفوعة الأجر مسبقًا؟

شعوب وعادات

الاثنين، ٦ مارس ٢٠١٧

يعد سرير الزوجية مكاناً للمشاعر الدافئة والطمأنينة والأمان بين الأزواج، كما تعد درجة حرارته من الناحيتيْن النفسية والاجتماعية عاملاً مهماً ودليلاً على صحة العلاقة الزوجية أو مرضها، ولما يحمله السرير من أرشيف للذكريات بين الزوجين، فلا يمكن اعتباره إلا مكاناً مقدساً، يشهد على العلاقات بينهما.

هذا ما أكده أخصائي الأمراض النفسية والعصبية الدكتور عبد الله أبو عدس مشيراً إلى أن العديد من الدراسات العلمية أثبتت بأن ما يحدث فوق السرير، هو منشأ معظم حالات الانفصال بين الأزواج التي وصلت إلى نسبة أعلى من 80% إذا كانت غير ناجحة.

وأوضح أن الغريزة الجنسية هي أمر موجود عند كلا الزوجين، إلا أن الطرف المندفع لهذه العلاقة هو الرجل على الأغلب، بحكم رجولته أولاً ثم جرأته ثانياً، بخلاف الزوجة، الأمر الذي يُشعرها بأنها تمتلك سلاحاً تضغط به على زوجها، وتُرهنه ببعض المقابِلات، مثل: المقابِل المادي، أو العيني الملموس نوعاً ما.

واستنكر أبو عدس أن يكون للزوجة مطالب أياً كان نوعها، بالقول: “من المفروض أن تُشبع الزوجة رغبات زوجها الجنسية دون أي مقابل، إلا إذا كان مطلبها رومانسياً أو عاطفياً ومعنوياً، بينما يعد المطلب المادي من الأخطاء الكبيرة بأن يُشرط في العلاقة الجنسية”.

وبالمقابل، نصح الأخصائي أبو عدس بأن يعمل الزوج على توفير كل احتياجات زوجته المادية، بحيث لا يجعلها تستخدم أي طريقة أو أسلوب للضغط عليه حتى يحقق لها رغباتها المادية الحياتية.

وعن التأثير السلبي لهذا الأمر، أكد أبو عدس أن اشتراط المرأة على زوجها بتحقيق مطالبها قبل العلاقة الجنسية قد يؤثر عليه سلباً من الناحية النفسية، ويُشعره بعدم الراحة والطمأنينة معها في الفراش، وهو ما قد يضطره أحياناً إلى ممارسة العلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية، وتساءل: “من غير المعقول أن تكون العلاقة الجنسية مربوطة بما يقدم كلٌّ منهما للآخر!”.

كما استنكر الأخصائي ربط ما يحدث فوق السرير بأي مقابل، فربما تكون ظروف الزوج صعبة، أو غير قادر على تلبية حاجات زوجته، وهنا، لا يحق لزوجته استخدام رغبة زوجها في ممارسة العلاقة معها كسلاح بيدها لتحقق ما تطلب، لأن هذا السلاح سلبي في الحقيقة، ويمكن أن يجعل الرجل، ولو لوهلة، يعتقد بأن زوجته، التي ربطت ممارسة الجنس معه بمطالب مادية، كغيرها من النساء اللواتي يمكنه ممارسة العلاقة الجنسية معهنّ مقابل مطلب مادي أيضاً، وإلا فما الفرق بين الزوجة وإنسانة مدفوعة الأجر مقابل إقامة علاقة جنسية معها؟.

وفي النهاية، لا يمكن الاستهانة بهذا الأمر ويجب أن يؤخذ على محمل الجد، لأن سلاح المرأة الذي تستخدمه لإضعاف زوجها أمام حاجته الجنسية، ليس سلاحاً ذا حدين، بل حدوده كثيرة، وعواقبه وخيمة ومؤذية على العلاقة الزوجية، وكذلك علاقة الزوج بزوجته على المدى البعيد.