أهل الشمس.. فيلم جديد لباسل الخطيب يوصف الحقائق الراهنة

أهل الشمس.. فيلم جديد لباسل الخطيب يوصف الحقائق الراهنة

سينما

الأحد، ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤

عبر مخرج وممثلو فيلم “أهل الشمس” عن حماسهم واندفاعهم للعمل كفريق واحد لتجسيد فكرة الفيلم التي تتناول الإنسان السوري المتجذر في التاريخ والذي يجد نفسه في مأزق مصيري صعب بسبب الظروف الحالية.
وقال المخرج السوري باسل الخطيب في مؤتمر صحفي أعلن خلاله بفندق اللاذقية السياحي عن بدء عمليات التصوير لفيلمه الثالث أهل الشمس أن النص الذي كتبه بنفسه يبحث في الواقع الاجتماعي السوري خلال سنوات الأزمة الراهنة حيث التركيز الأكبر على المأزق الإنساني الذي يعيشه السوريون بمختلف شرائحهم وتوجههاتهم كما أنه ينقل صورة الحقائق على الأرض دون أي تحريف ما يشكل وثيقة تاريخية للأجيال القادمة.
ويشارك في الفيلم الذي سيجري تصويره في محافظة اللاذقية مجموعة كبيرة من الممثلين السوريين وفي مقدمتهم فنان الشعب رفيق سبيعي ومحمود نصر وميسون أبوأسعد وهبة سبيعي.
ويحاول الخطيب من خلال فيلمه أن يسلط الضوء على القيم النبيلة التي يتسم بها الإنسان السوري والتي تتجذر في فكره ووجدانه منذ آلاف السنين وتأثير هذا الموروث الثقافي الحضاري على تجاوز المحنة الحالية من خلال التعويل على قيم المحبة والتسامح والتآخي التي يظهرها البطل في نهاية الفيلم عندما تتاح له فرصة الانتقام من قتلة أسرته فيعزف عن الأمر حتى لا يتشبه بالعدو.
وأوضح مخرج مريم أن اختيار منطقة “وادي قنديل” في ريف اللاذقية لتصوير الفيلم جاء نتيجة لعدة عوامل أهمها الحالة الجمالية التي تميز هذه الأمكنة عن سواها في المحافظات الاخرى بالإضافة إلى ارتباط الحدث السينمائي بهذه الأماكن.
وفي الإطار نفسه يرى الخطيب بأن السينما غير قادرة على صنع المعجزات في أي زمن كان لكن صمود الإنسان السوري هو “المعجزة الأسطورية” التي يمكن التعويل عليها لتجاوز الواقع الإرهابي جراء الاعتداءات الإرهابية فذهاب الأطفال يوميا إلى مدارسهم في هذه الظروف ومثلهم كافة السوريين الذين يتوجهون كل صباح إلى أعمالهم هو ما يمكن أن يشكل في مجموعه القوة الحقيقية القادرة على تغيير الواقع وتجاوز الآلام وفتح الآفاق نحو المستقبل.
وحول تسمية الفيلم بأهل الشمس أوضح الخطيب أن سورية باللغات القديمة هي بلاد الشمس وأن السوريين هم بالفعل أهل الشمس.
من ناحيته أوضح الفنان سبيعي خلال المؤتمر أنه وافق على أداء دوره في الفيلم من دون قيد أو شرط بمجرد أن قرأ النص حيث شعر بسعادة بالغة لاختيار الخطيب له مشيرا إلى أن المفهوم الوطني والإنساني العميق في هذا العمل يجعل منه “عملا مبدعا” بالفعل نظرا لما فيه من توصيف واقعي دقيق لمجريات الحدث السوري كما هو على الأرض ومن دون أي تحريف للحقائق وهو بالضرورة يضيف الكثير إلى رصيد الفنانين المشاركيين.
وقال فنان الشعب.. إنه يقوم في الفيلم بدور أبو يوسف وهو انسان مرتبط بوطنه يقف حائرا أمام الحال التي وصلت إليها البلد ويسعى جاهدا لمساعدة من حوله على التخلص من المأساة التي حلت على الجميع لكن الظروف العامة تحول دون ذلك لتحوله إلى ضحية أخرى من ضحايا الوطن وجل ما يتمناه هو أن يتمكن من تجسيد هذا الدور بنفس الحرفية التي كتب بها النص.
ولفتت الممثلة أبو أسعد الى أن تجربتها الحالية مع المخرج باسل الخطيب تشكل امتدادا لتجربتها السابقة معه في فيلم مريم الذي أدهش الجمهور السوري والعربي وحصد العديد من الجوائز في عدة مهرجانات سينمائية موضحة أن الفيلم الحالي يعكس الأزمة في سورية بصورة مغايرة لما تم تناوله في أعمال فنية اخرى حيث التركيز على الجانب الأخلاقي للإنسان السوري وقدرة هذا الإنسان على التسامح ونبذ العنف المستشري في لحظة مصيرية تفصل بين الإنسانية والهمجية.
وأضافت أن دورها في الفيلم هو دور صبية اسمها زينة تربطها علاقة حب بابن عمها يوسف وهي علاقة تسكنها الكثير من العذابات التي تنشأ لأسباب كثيرة خاصة في ظل الظروف الاجتماعية الحالية لكن اجمل ما في الدور هو استحضاره لكل ما هو روحي ووجداني وانساني في الإنسان السوري العريق.
أما الممثل محمود نصر فذكر ان هذه التجربة هي الأولى من نوعها بالنسبة له سواء مع المخرج باسل الخطيب أو في السينما حيث كانت له تجربة سينمائية وحيدة لم تبصر النور ولذلك فهو سعيد جدا بالوقوف أمام كاميرا الخطيب الذي يتسم باحترافيته العالية ووقوفه على أدق تفاصيل العمل وتحفيز الممثل على إخراج أفضل ما لديه.
وأضاف قائلا.. إن نص الفيلم هو نص رائع بكل المقاييس لا سيما إنه يحمل الكثير من الرسائل الإنسانية العميقة بعيدا عن كافة الايديولوجيات وربما تأتي أهم تلك الرسائل من خلال التركيز على الشرائح الاجتماعية الأكثر تضررا من جراء العنف الراهن ولهذا فإن الخطاب الأساسي للفيلم يكمن في نقل صورة الانسان السوري الحقيقية وكيفية تعامله مع الأحداث والأشخاص من حوله من خلال الإرث الحضاري الكبير الذي يحمله في داخله.