أفلام سورية تختـرق عقدة المهرجانات

أفلام سورية تختـرق عقدة المهرجانات

سينما

الأربعاء، ١٥ أكتوبر ٢٠١٤

على الرغم من الصعوبات في السنوات الأخيرة والحصار المفروض على سورية إلا أن أفلام المؤسسة العامة للسينما استطاعت اختراق الحصار وسجلت لنفسها حضوراً هاماً على الصعيد العربي والعالمي في أكثر من مناسبة،
ومما لا شك فيه أن كم المشاركات في المهرجانات قد تقلص بالمقارنة مع الوضع الذي كانت عليه الأمور قبل الأزمة، إلا أن شعاع الإبداع لا بد أن يصل ويحقق صداه، وضمن هذا الإطار هناك ثلاث مشاركات عبر الفترة القريبة القادمة لأفلام من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في مهرجانات عالمية في قارات آسيا أفريقيا وأوروبا، حيث يشارك الفيلم الروائي الطويل (مريم) في الدورة الثالثة لمهرجان أفلام الجنوب العربي السينمائي الذي يقام في بروكسل خلال الفترة الواقعة بين (23 26) من الشهر الجاري، والفيلم من إخراج باسل الخطيب وتأليف مشترك بينه وبين أخيه تليد، ويتناول حكايات لثلاث شخصيات نسائية حملت كل منها اسم مريم، مقدماً أفكاراً بقدر طزاجتها وآنيتها بقدر ما تضع الأصبع على الجرح في أكثر من محطة تاريخية، ومريم هنا هي الوطن والأم بكل ما تحمل من تجليات التضحية والصبر والحب والدفء، وقد جاءت حكايات الفيلم عبر ثلاثة أزمنة إلا أنه كان معاصراً في كل تفصيل وركن من أركانه، ويمكن القول أنه كان بمثابة تحية لروح الشاعر الكبير الراحل يوسف الخطيب الذي شكلت جملته مفتاحاً للولوج إلى أحداث الفيلم، فكانت المبتدأ (لقد فقدنا كل شيء.. ولكن يبقى لنا الحب)، وسبق للفيلم أن نال ثلاث جوائز في الدورة الثامنة من مهرجان مسقط السينمائي إضافة إلى الجائزة الكبرى في الدورة السابعة من مهرجان وهران للفيلم العربي في الجزائر والجائزة الكبرى لمسابقة الأفلام العربية في المهرجان الدولي للسينما بمدينة الداخلة المغربية في دورته الرابعة.‏
الفيلم الثاني هو الفيلم الروائي الطويل (العاشق) سيناريو وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد ويشارك في مهرجان طريق الحرير السينمائي الدولي الذي يقام في الصين في مدينة (شي آن) خلال الفترة الواقعة بين (20 24) من الشهر الجاري، وتدور قصته حول مخرج عاش في القرية وانطلقت علاقته مع السينما في صالات مدينة اللاذقية، بدأ منذ أن كان مراهقاً عاشقاً ومن ثم بات مخرجاً عاشقاً أيضاً، يضيء الفيلم على لحظتين من لحظات العشق له مع خلفيات لبيئته الأولى، وبيئته الجديدة وعلاقته فيها وعلاقته بصناعة الفيلم السينمائي، (العاشق) يكاد يكون فيلماً ضمن فيلم، وهو يضم أكثر من محور يتم تغليفها بحالة من العشق المستمر، يذكر أن الفيلم سبق وشارك في مهرجان جنيف السينمائي للأفلام الشرقية. أما الفيلم الثالث فهو الفيلم الروائي الطويل (الشراع والعاصفة) للمخرج غسان شميط والذي يشارك في مهرجان الداخلة السينمائي المُقام في المغرب خلال الفترة الواقعة ما بين (6 13) من الشهر القادم، والفيلم مأخوذ عن رواية الكاتب حنا مينة، سيناريو وفيق يوسف وغسان شميط، ويتناول حكاية (الطروسي) وهو بطل شعبي عاشق للبحر، يعيش تجربة إنقاذ سليم الرحموني من موت مؤكد وسط عاصفة بحرية هوجاء، وسبق له أن شارك في مهرجان وهران السادس للفيلم العربي في الجزائر وفي الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية كما عرض في افتتاح مهرجان الناظور المتوسطي.‏
يذكر أنه منذ بداية الأزمة دأب السينمائيون السوريون على محاولة إيجاد منافذ لعرض أفلامهم حول العالم وخلال العالم الحالي استطاعت العديد من أفلام المؤسسة العامة للسينما أن تحفر لنفسها مكاناً متقدماً في العديد من المحافل والمهرجانات، ولم يقتصر الحضور على الفيلم الطويل وإنما كان للفيلم القصير مكانه المتقدم أيضاً، فقد نال مؤخراً الفيلم القصير (دوران) جائزة أفضل فيلم تجريبي من مهرجان هارلم السينمائي الدولي في نيويورك وكان سبق له نيل جائزة الاستحقاق في مهرجان نيست شورتس في كاليفورنيا عام الماضي وذهبية مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة الأول الذي أقيم في دمشق، كما شارك في عدد من المهرجانات العالمية الأخرى، وهو من إخراج وسيم السيد وتأليف علي وجيه وإنتاج مؤسسة السينما ضمن إطار مشروع دعم سينما الشباب. أما الفيلم القصير (الرجل الذي صنع فيلماً) إخراج أحمد ابراهيم أحمد وتأليف علي وجيه فنال جائزة لجنة التحكيم في مهرجان تولفا للفيلم القصير في إيطاليا.‏