المرحلة الثانية من مسيرة السينما السورية… منذ عام 1928 شقّت الأفلام السورية طريقها

المرحلة الثانية من مسيرة السينما السورية… منذ عام 1928 شقّت الأفلام السورية طريقها

سينما

الثلاثاء، ١٣ يوليو ٢٠٢١

سوسن صيداوي
برعاية وزارة الثقافة أقامت جمعية بيت الخط العربي والفنون، في قاعة المحاضرات في المركز الثقافي العربي بأبي رمانة، جلسة حوارية بعنوان: المرحلة الثانية من مسيرة السينما السورية، تقديم كل من الإعلاميين: نضال قوشحة وسامر الشغري.
 
رافق الجلسة عرض مقتطفات من فيلم «عقد اللولو» للفنانين دريد لحام ونهاد قلعي لمدة ربع ساعة تقريباً، كما تخللها مداخلة فيديو للمخرج أنور القوادري.
 
تجدر الإشارة إلى أن جمعية بيت الخط العربي والفنون تهتم بالجوانب الثقافية المتنوعة، وتقوم بين الحين والآخر بالورشات من أجل المساهمة في تنشيط الحراك الثقافي، كي يبقى له أثره الفاعل وخاصة على الجيل الشاب الذي يجب أن يسهم في استمرار الهوية والثقافة السورية.
 
وللحديث أكثر نتوقف عند بعض النقاط.
 
من الجمعية
 
في البداية أوضحت رئيسة جمعية بيت الخط العربي والفنون ريم قطان، في حديثها لـ(لوطـن)، بأن هذه الجمعية هي أول جمعية أهلية، وكانت تأسست في العام الماضي، ومرخصة من وزارة الشؤون الاجتماعية وهي تُعنى بنشر ثقافة فنون الخط العربي والتشكيلي، وأيضاً الكثير من الجوانب الثقافية الأخرى من أدب وشعر ومسرح وسينما وموسيقا وغناء، كما أنّ مؤسسيها هم خليط منوع من المثقفين السوريين من الأدباء والفنانين الموسيقيين والتشكيليين وحتى بعضهم من ذوي اختصاصات أخرى، أطباء مثلاً ولكنهم مهتمون بالشأن الثقافي السوري.
 
وعن الجلسة الحوارية تابعت: «من الضروري أن نسلّط الضوء على كل الجوانب الثقافية، فهي هويتنا والتي يجب أن يتمسّك بها الجيل القادم، لهذا نحن نهتم بكل المناحي الثقافية، وبالنسبة للجلسة الحوارية فهي تسلّط الضوء على المسيرة السينمائية السورية، بالحديث عن تجارب لم يحبها الجمهور فقط في سورية، بل كان لها الصدى بالنجاح حتى عند الجمهور العربي، وهدفنا اليوم الاستفادة من هذه التجارب في الواقع الحالي، كي نُثري السينما السورية بتجارب شابة مماثلة بالنجاح».
 
من جانبه ركّز أمين سر جمعية بيت الخط العربي والفنون، الصحفي محمد سمير طحان على أهمية ورشات العمل والمعارض الفنية التي تقيمها الجمعية، قائلاً: «نحاول من خلال الجلسات الحوارية التي نقيمها، أن نطرح مواضيع تفيد في النهوض بالواقع الثقافي السوري الحالي، عبر قراءة التجارب السابقة واستخلاص العبر والخبرات منها، أو من خلال قراءة الحاضر واستشراف المستقبل، إيماناً منا بأن العمل الثقافي هو جهد جماعي يحتاج لمشاركة كل المختصين والمعنيين به، ولذلك نتعاون مع عدد من الزملاء الإعلاميين المختصين بعدة جوانب ثقافية، ونستضيف العاملين بالمجالات الثقافية المتنوعة بحسب طبيعة الموضوع المطروح، ودائماً بالشراكة مع مديرية ثقافة دمشق وعدة مراكز ثقافية».
 
فيلم «عقد اللولو».. بداية احتراف السينما السورية
 
تحت هذا العنوان تحدث الصحفي نضال قوشحة عن بدايات الإنتاج السينمائي السوري، مشيراً إلى أنه كما في كل دول العالم، بدأ المشوار من خلال القطاع الخاص وتحديداً في عام 1928، من خلال شركة حرمون فيلم، وبحسب قوشحة البدايات لم تلق النجاح كونها كانت قائمة -وعلى حسب تعبيره- على روح المغامرة وتعتمد على هوى الفن أو هوى المال عند البعض، لتبدأ المرحلة بإنتاج فيلم (المتهم البريء) وتنتهي بفيلم (لعبة الشيطان). ومنها انتقلنا إلى مرحلة إنتاج سينمائي واعد، لتعيش السينما السورية ولادتين، الأولى في عام 1964 من خلال ولادة السينما الخاصة المحترفة، ثم عام 1968 ولادة سينما القطاع العام، وهنا أصبحت بعض أسماء الفنانين السوريين مطبوعة في وجدان المواطن السوري بشكل قوي، ومن أهمهم الثنائي: نهاد قلعي ودريد لحام، اللذان قدما اسكتش تلفزيوني في إحدى السهرات باسم (عقد اللولو) ولاقى صدى طيباً عند الجمهور، ومن هنا جاء قرار شركة سيريا فيلم لتحويله لفيلم سينمائي، فأعد السيناريو نهاد قلعي، كما وتوجهت الشركة للتعاون مع تحسين قوادري وهو الخبير بشؤون التوزيع السينمائي على العالم العربي وله تجارب إنتاجية في مصر.
 
خاتماً قوشحة بأن فيلم عقد اللولو من إنتاج نادر الأتاسي، قصة نهاد قلعي ودريد لحام، بطولة: دريد لحام، نهاد قلعي، صباح، فهد بلان، ملك سكر، صبري عياد، والمطربة يسرى البدوية.
 
سلسلة من النجاحات
 
من جانبه توقف الصحفي سامر الشغري بتعداد مجموعة من أنجح الأفلام السورية، والتي لم يقتصر صداها محلياً، بل امتد إلى الدول العربية وعلى الخصوص إلى لبنان ومصر. من الأفلام التي توقف عندها: عقد اللولو، سلطانة، عاريات بلا خطيئة، العسل المر، المليونيرة، غرام في اسطنبول، الدلوعة، أنا عنتر، الصعاليك، اللص الظريف، وأخيراً خياط السيدات.
 
بناء الأساسيات
 
خلال الجلسة تمت مداخلة فيديو للمخرج أنور القوادري، الذي أشار في حديثه إلى أن التوجه الرئيسي للشركة المنتجة لفيلم (عقد اللولو) هو تشكيل ركيزة أساسية متماسكة، متابعاً: «تم التواصل مع العديد من الشخصيات الفاعلة في المجال السينمائي، ومنهم الخبير تحسين قوادري، لتشيكل فريق سوري يتشكل من: قوادري وشركة سيريا فيلم، ونادر أتاسي، وهم أصبحوا فريق القطاع الخاص لإنتاج الأفلام السينمائية، حيث أنتجوا نحو مئة وسبعين فيلماً خلال عشر سنوات، ومعظمها توزع ونجح في كل أنحاء العالم العربي، وطبعاً في هذه المرحلة بدأ التنافس مع المؤسسة العامة للسينما، وخلالها برزت أهم أسماء للفنانين السوريين منهم: خالد تاجا، منى واصف، رفيق سبيعي.
 
وأخيراً أحب أن أضيف بأن والدي قام بتأسيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون في نهاية الثمانينات، الأخيرة التي حفظت حقوق المنتجين وكيانهم حتى في الوطن العربي».