فيلم «طارق والشرير» صراع بين الخير والشر

فيلم «طارق والشرير» صراع بين الخير والشر

سينما

الأحد، ٢٠ يونيو ٢٠٢١

شهد مركز ثقافي العدوي في دمشق إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور وخاصة العائلات لمشاهدة فيلم «طارق والشرير» من تأليف وإخراج مظهر الحكيم وإنتاج شركة الحكيم للإنتاج الفني، فقد امتلأ المسرح بوجود الأطفال التي رُسمت البسمة على وجوههم نتيجة حماسهم لعرض العمل الذي يعتبر من أوائل الأفلام التي توجه للطفل السوري.
 
قصة الفيلم
 
تدور فكرة الفيلم حول الطفل «طارق» والذي يجسد فكرة الخير وبين الشر الذي يجسد شخصيته «محروس»، ويؤكد الفيلم بأن الخير هو الثمرة الحقيقية التي تعمل على تحقيق الخلاصة الجماعية وليست الفردية واستمرار حياتهم بمبادئ وقيم صحيحة تنعكس على روح وعقل الطفل.
 
التقصير في حق الطفل
 
وفي حديث خاص للمخرج مظهر الحكيم مع «الوطن» أوضح بأنه قام في بداية الأمر بتصوير مسلسل «مغامرات طارق» الذي يتكون من ٢٢ حلقة والذي نال عدة جوائز ذهبية، ونتيجة هذا النجاح قررت أن أقوم بإنتاج فيلم «طارق والشرير»، وبسبب الأحداث التي حصلت في سورية لم أتمكن من توزيعه، وحينما هدأت الأوضاع قمت بطرحه.
 
اتجهت نحو عالم الطفولة لهذا السبب
 
وحول اتجاهه نحو عالم الطفل أكد الممثل مظهر الحكيم بأن محبته لأحفاده وأطفاله هي السبب باتجاهه نحو هذا العالم، مضيفاً بأنه لاحظ أن القنوات السورية لم تقم بعرض أفلام مفيدة للطفل بل كانت جميعها مستوردة ولا تحمل القيم الحقيقية التي يجب أن تزرع في نفس الطفل الصغير، مبيناً بأن هنالك تقصيراً من قبل المسؤولين اتجاه الطفل وحقوقه في الدراما والسينما، كما أكد على أن الطفل السوري يواجه العديد من الصعوبات لذلك يجب أن يكون الطفل من الأشياء المهمة في حياتنا لذلك هو مشروعي الخاص والذي بدأت به منذ برنامج «زينة الدنيا» في السنوات السابقة.
 
كما وجّه مظهر الحكيم لوماً كبيراً لأهالي الأطفال وأساتذتهم ومديري التربية والمسؤولين الذين لم يقدموا للطفل أي أهمية، مؤكداً أنه ومن خلال فيلم «طارق والشرير» سوف يقدم فكرة صغيرة بحسب قوله وهي بأن الطفل يجب عليه أن يكون صادقاً ويبتعد عن الكذب الذي من الممكن أن يجعله يتجه نحو أخطاء أكبر، ومن خلال الجزء الثاني من العمل سوف يتحدث عن الحالة التربوية الخاصة بالطفل.
 
أما عن تعاون الممثلين معه واندفاعهم نحو هذه التجربة أوضح مظهر الحكيم بأن جميع الممثلين كانوا متحمسين لخوض هذه التجربة خاصة أنها التجربة الأولى في سورية، مبيناً بأن الممثلة «مادلين طبر» بالتحديد أنها لم تصدق وجود هذه الفكرة في سورية من شدة حبها للطفل وللأفكار التي توجه له بشكل صادق وحقيقي.
 
نسرين الحكيم: لمجتمع يحيا بالطفل
 
وبالحديث مع الممثلة نسرين الحكيم أوضحت بأن الفيلم تم إحداثه قبل فترة زمنية طويلة، الذي كان يحتاج لبذل جهد حقيقي خاصة أثناء تسجيل الأصوات المرافقة للشخصيات، مؤكدة بأنها كانت تستمتع جداً خلال تأديتها لدور «الفأر» ضمن الفيلم، وأشارت إلى أن هذا النوع من العمل هو مهم جداً لأنه تم استخلاصه من مسلسل كامل وقام بتلخيص أهم المواضيع التي يجب على الطفل أن يتعلمها، أما عن شعورها تجاه والدها وعملها معه في هذا الفيلم بيّنت نسرين الحكيم بأنها سعيدة جداً بنجاح والدها وبنجاح فريق العمل الذي عمل جاهداً على طرح هذه الفكرة التي أخذت وقتاً طويلاً حتى أبصرت النور، مبينة بأن المجتمع يحيا بالطفل.
 
بعض الأفلام المتعلقة بالطفل ليست بالسوية
 
وعبّرت الممثلة أماني الحكيم بأن الفيلم مهم بالنسبة لها بشكل شخصي لأنه من إنتاج شركة الحكيم وتأليف وإخراج والدها الممثل والمخرج مظهر الحكيم، كما أشارت إلى أن العمل موجه للأطفال وهو يختلف عن بقية الأعمال التي توجه لهذه الفئة بالتحديد، لأنه كتب بطريقة تشبه عادات وتقاليد المجتمع العربي، أما بالنسبة لدورها فقد أوضحت أماني الحكيم بأنه دور لطيف.
 
وأكدت أماني الحكيم أيضاً أن الأفلام الموجهة للطفل التي تشبه معتقداتنا وعاداتنا يجب أن تكون متواجدة دائماً، لأن الأفلام التي تعرض اليوم والتي توجه لهذه الشريحة لا تكون بالسوية المطلوبة بل تحمل أفكاراً مخالفة بعض الشيء.
 
الهدف توسيع آفاق الطفل
 
أما مصممة الشخصيات والديكور هنادة الصباغ أوضحت بأن تجربة دمى القفاز هي فكرة جديدة على مستوى سورية لم تطرح من قبل أحد، مبينة بأنها حينما تواصلت مع المخرج مظهر الحكيم وتم النقاش بينهما لصناعة هذا العمل كانت متشجعة جداً، مؤكدة بأنهم بذلوا جهداً كبيراً حتى وصلوا للنتيجة النهائية، كما أنهم عملوا على الاهتمام بالألوان التي تعمل على خلق التذوق الجمالي بنفسية الطفل، وذلك من خلال تقديمهم لعدة أدوار، منها ما هو الشرير ومنها الطيب، منوهة بأن المخرج مظهر الحكيم عمل على توسيع آفاق الطفل وتوسيع خياله من خلال تقدمة مادة توعوية وترفيهية معاً.
 
الخير والشر هما الصراع القائم في فكرة
 
أما الناقد الأديب عمر جمعة الذي كان ضيفاً خلال الندوة التي دارت حول الفيلم، فقد أوضح بأن فيلم «طارق والشرير» هو فيلم مهم كونه يتحدث عن الصراع الذي يحدث ما بين الخير والشر، مشيراً إلى أن الفيلم حاول بأن يوجه أعين الطفل إلى أن الخير سوف ينتصر على الشر حتى لو كانت الأمور في بداية الفكرة توحي بأن الشر سوف ينتصر إلا أن الخير هو الذي يجب أن يحصل مهما طال الزمن، وأكد أن سينما الأطفال هي محاولة لإحياء القيم الحقيقية التي أنهكتها الحرب في السورية.
 
الطفل هو أساس المجتمع وتطوره
 
أما المحاورة لبنى مرتضى التي أدارت الندوة الحوارية بين صانعي الفيلم، وجهت الشكر من خلال «الوطن» لكل شخص يقوم بإنتاج عمل سوري حقيقي، متمنية أن تكون الأعمال الموجهة للطفل تحظى بأهمية خاصة لأن الطفل هو أساس بناء المجتمع وتطوره وتقدمه نحو المستقبل خاصة بعد مرور عشر سنوات على حدوث الأزمة السورية.
 
أمهات سعداء بوجود سينما الطفل
 
وفي نهاية عرض الفيلم وفي حديث خاص لجريدة «الوطن» مع إحدى أمهات الأطفال المتواجدين أثناء عرض الفيلم، فقد أشارت الأم بأنها تشجع أطفالها لكي يكونوا متواجدين ضمن هذه الفعاليات، وكانت متحمسة جداً لكي يشاهد أطفالها فكرة الفيلم التي تزرع بأنفسهم قيماً صادقة وحقيقية.
 
وبرأي والدة طفل آخر فقد بينت بأنها سعيدة جداً بوجود ممثلين ومخرجين مهتمين بعالم الطفل الذي يعتبر بمثابة شجرة صغيرة يجب أن تبنى على القيم والأخلاق السليمة لكي يتحقق تطور الوطن وازدهاره.