أيام سينما الواقع 45 فيلماً تسجيلياً في أربع مدن سورية

أيام سينما الواقع 45 فيلماً تسجيلياً في أربع مدن سورية

سينما

الأربعاء، ٩ مارس ٢٠١١

بعد أن كانت مقتصرة على ثلاث مدن سورية طرطوس، حمص، ودمشق انضمت عاصمة الشمال السوري حلب، لتكون ضمن رحلة في عالم السينما التسجيلية في الدورة الرابعة من أيام سينما الواقع DOX BOX.
حيث كان المنظمون يتطلعون باستمرار ومنذ تأسيس المهرجان أن يمتد إلى مدينة جديدة مع كل عام وفي كل دورة جديدة، وقد حلت أيام سينما الواقع ضيفاً على مدرسة الشيباني الأثرية بحلب بالتعاون مع معهد غوته- حلب، بالتزامن مع العروض في المدن الباقية.
تتضمن هذه الدورة نحو 45 فيلماً تسجيلياً إبداعياً تم انتقاؤهم من لجنة مختصة من بين أكثر من ستمئة فيلم كانت مرشحة للمهرجان.
انضم إلى تظاهرات المهرجان تظاهرة جديدة لليافعين تحت اسم (إنه عالمي) ستصبح تقليداً سنوياً، عرضت أفلامها في صالة سينما الكندي- مشروع دمر.
أما التظاهرات الأخرى فهي تظاهرة «المختارات الدولية»، التي تتضمن 17 فيلماً تتنافس على جائزة الجمهور، على حين تحضن تظاهرة «أصوات من سورية» الجائزة الثانية التي يتنافس عليها المخرجون السوريون، ترافقهما تظاهرتان جانبيتان حول مواضيع اجتماعية مهمة، التظاهرة الأولى بعنوان (في البحث عن حياة أفضل) والثانية بعنوان (عن الرجال). أما «روائع المهرجانات» فهي تظاهرة تعرض كل ما هو جديد في عالم الفيلم التسجيلي من أفلام احتلت مركزاً متقدماً بما حصدته مؤخراً من جوائز عالمية في مهرجانات دولية مرموقة.
اعتاد المهرجان أن يستضيف مخرجين من أشهر صانعي الأفلام التسجيلية في العالم، وهذا العام حلت السينمائية التسجيلية البريطانية كيم لونجينوتو ضيفة على مهرجان سينما الواقع في أول زيارة لها إلى سورية، حيث عرضت أربعة من روائع أفلامها وناقشت تجربتها مع الجمهور.
وقد سبق للمخرجة لونجيتنوتو أن نالت مجموعة من الجوائز العالمية عن عدد كبير من الأفلام المثيرة للجدل، منها (كبرياء المكان) الذي عرض في مهرجان لندن السينمائي، وفيلم (الساري الوردي) الذي يرصد حركة اجتماعية تقودها امرأة تحولت إلى بطلة النساء في إحدى ولايات الهند وتصبح هي ملجأ النساء ومنقذتهم، و(ضمني، أفلتني) هو دراسة أخاذة عن الإختلال الوظيفي الناجم عن انهيار العائلة.
وتقوم مهرجانات ومؤسسات عديدة حول العالم بعروض استعادية لأفلام لونجينوتو، منها مهرجانات هوت دوكس وأمستردام وهلسنكي وغيرها.
وكان أيام سينما الواقع استضاف في دوراته السابقة أهم المخرجين التسجيليين في العالم مثل الأميركيين د. أ. بينيبيكر وكريس هيغدس، والتشيلي باتريسيوغوسمان، والفرنسي نيكولا فيليبر.
امتدت على أيام المهرجان منصة «تبادل» التي وفرت فرصاً عديدة للتشبيك وتبادل المعارف والخبرات ضمن لقاءات موجة للمختصين المسجلين، كما يفتح «تبادل» مساحة لحوار تخصصي عن المهنة بجوانبها الإبداعية والإنتاجية، والتواصل مع بعض ألمع المختصين من حول العالم، كما تفسح المجال أمام المشتركين في برامجها التدريبية للقاء مديرين وممثلين عن بعض أهم صناديق الدعم والمهرجانات التسجيلية العربية والدولية منهم.
كما تقدم المنصة فرص التدريب والدعم للمخرجين والمنتجين من البلدان العربية، ولمشاريعهم التسجيلية قيد التطوير أو الإنتاج، وذلك ضمن «مخيم التدريب» الذي استقبل هذا العام 63 طلب مشاركة من تسعة بلدان عربية.
ويقدم «مخيم التدريب» ورشات تطوير للمشاريع يشرف عليها عدد من المختصين الدوليين المرموقين ويشارك فيها بعض أشهر المستشارين والممولين في العالم، ويتوج المخيم بإعلان المشروعين الفائزين بمنحتي «تمكين» لأفضل مشروع فيلم تسجيلي عربي وأفضل مشروع فيلم تسجيلي سوري، وذلك بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما ومع شركة صورة للإنتاج الفني (المخرج حاتم علي).
ويقدم «مخيم التدريب» كذلك برنامج «تكوين» الموجه للمهتمين ممن لا يملكون الخبرة الواسعة أو العميقة في مجال عمل الفيلم التسجيلي، حيث يحضر المشاركون في «تكوين» جلسات تدريبية تخصصية حول جوانب العمل السينمائي التسجيلي.
«الوطن» التقت مدير المهرجان عروة النيربية فشرح معنى Dox Box فقال:
تعني Dox Box أيام سينما الواقع وهي تسمية لاتينية، Dox اختصار لمعنى أفلام تسجيلية وBox تعني علبة، وحتى نقدم المهرجان بصيغة أقرب للشباب، وضعنا الأفلام بعلبة وجلنا بها على المدن السورية دمشق، حلب، حمص، وطرطوس.
وعن جديد المهرجان أردف: انضمت مدينة حلب في هذه الدورة إلى باقي مدن المهرجان، وهناك تظاهرة اليافعين، وتظاهرة موجهة لعمر أميرلاي المخرج السينمائي التسجيلي الرائد على الصعيد العربي والعالمي، كان أحد أقرب المستشارين لهذا المهرجان، ساهم بدعمه وترويجه ومساندته ونصحه ومن الطبيعي بعد رحيله أن نقدم 3 أفلام من أفلامه.
وعن الفرق بين المصطلحات والتسميات التالية (الفيلم التسجيلي، الفيلم الوثائقي، والفيلم الواقعي) والغلط الذي يحدث بينها بالنسبة للمتلقي قال: المصطلحات بحر ولا يمكن الحسم بينها، ولكن بعد التجريب وجدت أن الفيلم الوثائقي هو الفيلم الذي يستخدم الوثيقة من دون إبداع مثل الأفلام التي تتحدث عن حرب أو الطبيعة.
والفيلم التسجيلي: هو الذي يعتمد على التسجيل، ويخرج بوجهة نظر المسجل فهو ممزوج بالتأليف.
يضيف مدير المهرجان: يعرض من خلال المهرجان أفلام تسجيلية للواقع بشخوصه وبيئته دون ممثلين أو سيناريو، ولكن الأفلام مملوءة بالحبكة الدرامية فتصبح ممتعة وجذابة.
وفيما يخص تكلفة الأفلام الواقعية قال: تكلفة السينما التسجيلية أقل من الأفلام الدرامية التي تعتمد على النجوم والسيناريوهات، ولكن تكلفتها ليست منخفضة، الفرق بين التقرير الـTV وفيلم تسجيلي إبداعي أن التقرير يصور بسرعة ولكن الفيلم التسجيلي غالباً ما يستغرق سنوات ليتم إنجازه والانتهاء منه.
وفي النهاية تحدث عروة النيربية عن مشاكل السينما الواقعية فقال:
على العموم لا نفضل التحدث عن مشاكلنا في هذا المجتمع، وهذه الأفلام تعتمد على المشاكل، لنتمكن من تقييم ذاتنا وتطوير أنفسنا.
كما أن دعم التلفزيونات العربية للأفلام التسجيلة قليل جداً، من حيث العرض والإنتاج والتمويل، وكل هذه العوامل في حال توافرت تؤدي إلى نهضة حقيقية لكون هذه الأفلام تساعد على نشر الوعي وتدعيم التنمية الاجتماعية.