سينما شباب : «رحـــلان» .. بين آلام المخاض وانبثاق الأمل

سينما شباب : «رحـــلان» .. بين آلام المخاض وانبثاق الأمل

سينما

الخميس، ٢٩ ديسمبر ٢٠١٦

(رحلان) فيلم روائي قصير تم تصويره مؤخراً ، ينوس بين (ألم الجسد و جرح الماضي, رحلان الروح وانبثاق الروح) ، هو سيناريو رماح جوبان ، إخراج فاديا ابراهيم ورماح جوبان ، وتمثيل كل من : نور أحمد ، نبيل خيربك ، الطفل محمد العزيز ، وهو إنتاج المؤسسة العامة للسينما ضمن إطار مشروع دعم سينما الشباب في موسمه الخامس .
لإلقاء المزيد من الأضواء الكاشفة عليه كانت لنا هذه الوقفة مع رماح جوبان التي أتت إلى عالم السينما من الكتابة ، فهي شاعرة وسبق أن كتبت ضمن إطار الأعمال الدرامية .‏
رمزية سينمائية:‏
في تصريح خاص لصحيفة الثورة تحدثت عن خصوصية الفيلم قائلة : يحكي الفيلم عن حالة عاشتها سيدة على وشك الولادة وهي هاربة من المسلحين بعد أن اقتحموا منزلها ، هذه السيدة التي سبق ووصلها قبل فترة نبأ استشهاد زوجها العسكري تعيش حالة نفسية صعبة ما بين آلام المخاض في البرية بعد هروبها وترحال الذاكرة لأصعب اللحظات التي مرت عليها بما فيها استلام العلم السوري بعد استشهاد زوجها ودخول المسلحين . وبعد وصولها إلى مرحلة الولادة لم تجد إلا والرضيع بين يديها ، لكنه ولد شبه ميت لا بل ليس هناك تنفس ، فصُدمت لما رأت ، وبما أنها فقدت كل شيء في حياتها حتى أملها الوحيد الذي هو ابنها ، قررت الانتحار ، ولكن قبل ذلك ضمته محاولة أن تعيده إلى داخلها ، ثم زحفت حتى وصلت إلى جرف صخري لتنتحر ، وفي اللحظة التي صممت فيها على تنفيذ قرارها انعكس ضوء الشمس عبر قلادة زوجها العسكري التي علقتها بصدرها على وجه الرضيع فصرخ واستيقظ .‏
أما حول مدى واقعية ما تم طرحه من الناحية الطبية ، تقول : لدى الحديث عن الأمر من الناحية الطبية فبالفعل هناك مثل هذه الحالات ، حيث يكون هناك مشكلة صحية يعاني منها الرضيع لدى الولادة فيظنونه ميتاً ولكنه يعود ويستيقظ ، وهي حالة طبية واقعية . أما الفيلم كحالة سينمائية فيحمل رمزية ترتبط بقلادة العسكري ، وبالرضيع الذي يرمز إلى الجيل الجديد ، أما الأم فرمزنا لها بسورية التي تعرضت لكل هذه المصاعب وكانت وحيدة .‏
قدرة على الأداء:‏
عن كيفية اختيار الممثلة المناسبة للدور خاصة أن الشخصية تمر بحالة نفسية تحتاج إلى قدرة عالية من الأداء لتجسيد حالتها بصدق وعفوية ، تقول : لقد انتقيت الممثلة من بين عدة ممثلات ، وتحاورت معها واتفقنا على كل التفاصيل ، وأوصلت لها ما أريد ، لأنني كنت أرى الفيلم وكأنه مجسد في ذهني ، وهو أساساً بُني على ومضة شعرية ، كانت تحدياً بالنسبة إلي ، فأنا شاعرة أكتب الشعر النبطي ولكن هذه الومضة كانت بالفصحى، وغالباً سأسجلها لتكون في المشهد الأخير في الفيلم .‏
حول مقدار الفائدة التي قدمتها لها دورة (دبلوم العلوم السينمائية وفنونها) لإخراج الفيلم ، خاصة أنها واحدة من خريجي الدفعة الأولى فيها ، تقول : بما أنني سيناريست فليس لدي فكرة عن الاخراج والتصوير والاضاءة والمونتاج .. لذلك كل ما درسته في الدبلوم قدم لي الفائدة لأستطيع الرؤية بعين المخرج . وأين توضع الكاميرا والإضاءة فبات العمل أنضج ومهمتي أصبحت أصعب على الصعيد السينمائي .‏
أما علاقتها مع شريكتها في الفيلم فاديا ابراهيم فتصفها قائلة : فكرة مشروع دعم سينما الشباب لطلاب الدبلوم هي أن ينجز كل اثنين فيلماً ، وكانت شريكتي في الفيلم فاديا ابراهيم ، وقد تناقشنا بعدة أفكار وكانت متفقة معي بكل شيء ، وأتمنى أن تكون النتيجة مرضية .‏