ماورد: فيلم ينتظره عشاق السينما السورية

ماورد: فيلم ينتظره عشاق السينما السورية

سينما

الخميس، ٢٣ يونيو ٢٠١٦

قرابة ثلاثة أشهر تنقل فيها المخرج أحمد إبراهيم أحمد بين جنوب ووسط سورية لتصوير فيلمه الروائي الأول “ماورد” ثلاث أرواح للوردة” الروائي الطويل الذي كتب له السيناريو والحوار سامر محمد إسماعيل عن رواية “عندما يقرع الجرس” للأديب محمود عبد الواحد.
يعيدنا الفيلم إلى أجواء الخمسينيات من القرن الماضي وصولاً إلى أيامنا عبر قصة “نوارة” الفتاة التي تعمل في تقطير زيت عطر الوردة الشامية ويقع ثلاثة رجال في غرامها ينتمي كل واحد منهم لتيار وسلوك سياسي مختلف عن الآخر فهناك المحافظ والليبرالي والقومي وهي المراحل التي يحاول الفيلم الذي تنتجه المؤسسة العامة للسينما الإطلالة على كل واحدة منها عبر شخصيات الشريط المشوق.
المخرج أحمد إبراهيم أحمد وبعد عشرات الأعمال التلفزيونية التي عمل فيها كمدير للتصوير وكمخرج وبعد تحقيقه لفيلمه الروائي القصير “الرجل الذي صنع فيلماً” يحاول الذهاب إلى سينما حالمة لا تخلو من نزعة واقعية تضيء على الريف السوري منذ نصف قرن تقريباً من خلال تعاونه مع عقبة عز الدين في إدارة التصوير وكل من الفنانين “ريهام عزيز” في دور “نوارة” و عبد اللطيف عبد الحميد في دور “الشيخ قحطان” و فادي صبيح في دور “ثائر” ورامز أسود في دور “غانم” ونورا رحال في دور “لوسيان” ووسيم قزق بدور “نايف”.
ويعتبر مخرج الفيلم أن الخيارات الصعبة سواء عبر التصوير في بيئات جديدة على الفيلم السوري كجبال “رخلة” في ريف دمشق أو “المشتاية” و “جبل النبي متى” في جبال حمص وطرطوس تأخذ المشاهد إلى براءة الطبيعة السورية وغناها اللوني والبصري وصولاً إلى فيلمية خاصة يطمح لتحقيقها في أولى تجاربه السردية في السينما.
الكاتب سامر محمد إسماعيل قال أن “ماورد” هو “محاولة روائية سينمائية اقتبس أحداثها عن أحداث ذكية ومؤثرة ساقها الأديب محمود عبد الواحد في روايته “عندما يقرع الجرس” ودور المدرسة في حياتنا كسوريين وكيف علينا إعادة النظر في تاريخ “المدرسة العربية” التي نشأت أولاً كحلقة صوفية ثم تطورت لتصبح أداةً في يد الأيديولوجيات الصاعدة فالعنف والتهميش والرغبة في السيطرة والحب سواء من قبل الأسرة أو حتى المدرسة كان منتظماً منذ فترة ما بعد الاستقلال وحتى يومنا هذا وصولاً إلى تقلبات اجتماعية جذرية خاضها الجميع بغية تطوير حياتهم والظفر بحياة أكثر عدلاً ومساواة”.
ويركز فيلم ماورد على صناعة الوردة الشامية مسقطاً نموها في الربيع على دورة حياة سورية الوطن التي كانت على مر الأزمنة هي الوردة الكونية بعطرها العصي على الإخماد أو الانطفاء إذ يقتبس الشريط المزمع عرضه في تشرين الثاني القادم بعد الانتهاء من العمليات الفنية التي تشرف عليها شركة “آرت وير” وقوف هذا الوطن في وجه ثقافة الظلام والظلاميين ورفضه لابتزازات التطرف الديني فالعطر الشامي السوري كان على مر السنين بمثابة الروح التي تظل بحضارتها الضاربة في القدم مخرزاً في عين كل الطامعين بتراب الأرض السورية.
ويستقي فيلم “ماورد” أحداثه من طبيعة الحياة الاجتماعية السورية مسلطاً الضوء على مفهوم “الضرب” في المدرسة العربية وكيف صاغ كل فريق اجتماعي نظريته عن “العنف” مبرراً إياه كوسيلة وغاية جنباً إلى جنب مع قصص الحب الثلاث التي تميل في بعضها نحو الكوميدي الساخر والرومانسي.