سينما.. فيلم غرفة واحدة لا أكثر.. الحرية داخل الجدران الأربعة..!

سينما.. فيلم غرفة واحدة لا أكثر.. الحرية داخل الجدران الأربعة..!

سينما

الخميس، ٢٤ مارس ٢٠١٦

آنا عزيز الخضر
الحراك السينمائي الذي يعيشه الوسط الثقافي السوري رغم الظرف الخاص المحيط، أفسح المجال أمام معالجات واسعة وجريئة،

فطرقت أبوابا شتى انطلاقا من القراءات للواقع والأزمة، ليبحث ذلك المبدع في أبعاد وأعماق، تبتعد عن المباشرة، إلا أنها في جوهرها ومضمونها، تقدم كلمتها في معركة المجتمع الاجتماعية التي أودت إلى أرضية خصبة لكثير من الإشكالات، لم يقف حيالها المبدع مكتوف الأيدي، بل قدم رؤيته ليس بدافع النجاح بقدر ما كانت بدافع المسؤولية تجاه المجتمع..‏‏

‏‏فكانت أعماله صورة متكاملة فكرا وفنا..من هنا نشهد كيف أن تلك الأعمال السينمائية التي دعمتها صندوق المنح الإنتاجية وغيرها من الأعمال، تم الاحتفاء فيها عالميا لتميزها... من تلك الأعمال كان فيلم (غرفة واحدة لا أكثر)، حيث تم استقباله مؤخرا في مهرجان لويس لوميير بباريس ) وضمن المسابقة الرسمية، وهو الفيلم السوري الوحيد الذي شارك في ذلك المهرجان، وهو من بين أربعة أفلام عربية فقط تم قبولهم، حيث لفت الأنظار بطرحه الاجتماعي الغني الأبعاد والتي تستقطب بحد ذاتها الكثير من الإشكالات الأخرى، وتعكس صورة جلية لمعضلات اجتماعية يعاني منها المجتمع... إذ يركز العمل على الازدواجية عبر شخصية فنانة تشكيلية متميزة ومنطلقة، تمتلك مقومات قوتها وحضورها، لكن ذلك يكون فقط بين أربعة جدران، بين جدران غرفتها، التي تسكنها وتمارس فنونها وتعبيراتها المختلفة عن ذاتها ومواهبها وروحها، وما إن تخرج حتى يختلف الأمر، وتصبح شخصا آخر، لتكون تلك الازدواجية وجهها الآخر..‏‏‏

حول الفيلم وأطروحاته ومشاركته في مهرجان عالمي تحدث المخرج علي إسماعيل الماغوط فقال: أعتبر هذه المشاركة مهمة جدا وخطوة متميزة بالنسبة الي وللأعمال الفنية السورية ككل، من وجهة نظري يمكن قراءة تلك المشاركة على أنها مؤشر على أهمية المعايير الفنية والفكرية التي نعمل عليها.. ولأنها من جهة أخرى تقول أننا نحن السوريين متمسكون بالثقافة، وأكثر مانؤمن به هي رسالتها لصنع الحياة الأجمل.. فنعالج من خلال وسائلها كل ما من شأنه المساهمة في هذا النهوض.. أما الفيلم يدور حول قضية قديمة حديثة في مجتمعنا، ألا وهي الازدواجية، تلك التي تترك أثرها وبصماتها على مسارات حياتنا، وليس المجتمع هو المسؤول عن هذه الحالة فحسب، بل نحن كأفراد أيضا نتحمل جزءا من هذه المسؤولية، ولا نمتلك روح المبادرة نحو شخصية إيجابية، وإن كانت الحالة ككل، تعطي الصورة الدقيقة عن بيئة اجتماعية لها عاداتها وتقاليدها وبنيتها الخاصة.. فالفيلم يقدم دعوته للفرد للانطلاق نحو عالم أكثر رحابة بعيدا عن القيود، أقول هذا رغم أن شخصية البطلة، هي شخصية واعية آهل للثقة، ويعول عليها بالكثير، والخيار لهذا النموذج مقصود، إذ ركز الفيلم على الازدواجية التي نعاني منها في مجتمعنا الشرقي. وذلك من خلال تسليط الضوء على أنثى تطلق العنان لحريتها داخل جدرانها الأربعة، وتبقى أسيرة القيود الداخلية خارج غرفتها وفي الخارج.. وقد استخدمت الأسلوب الصامت لأكثر من هدف، ومن وجهة نظري أن الفيلم القصير لا يحتمل الحوارات الكثيرة، ويمكن المعالجة من خلال الصورة، خصوصا أنه تكمن جمالية السينما في صورتها تحديدا، وإن كان التنفيذ ضمن أطر هذا اللون الفني الأسلوب الصامت هو أكثر صعوبة، على كافة الأصعدة.‏‏‏

فيلم (غرفة واحدة لا أكثر) نص (زياد العامر)، إخراج: (علي إسماعيل الماغوط)، بطولة (آلاء مصري زاده)، أنس الحاج، عوض القدور، (مجد حنا)، كريوغراف ورقص: إميل صافية، مدير التصوير عمر العيسمي..‏‏‏