«فقط إنسان».. أنشودة عشق تتصاعد من جرح دام إلى فم باسم

«فقط إنسان».. أنشودة عشق تتصاعد من جرح دام إلى فم باسم

سينما

الأربعاء، ١٨ نوفمبر ٢٠١٥

وائل العدس :
بعد مشاركتها بما يقرب من ستين مسلسلاً درامياً، وثلاثة أفلام في سورية ومصر كممثلة، اقتحمت ريم عبد العزيز ساحة الإخراج من بوابة فيلمها الأول «فقط إنسان» (تأليف كوثر معراوي، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما).
ويؤدي أدوار البطولة إيناس زريق، وإسماعيل مداح، وخلدون قاروط، وعلي القاسم، ودينا خانكان، ومؤيد الخراط، وطارق زعيتر، وماهر إسماعيل.

أنشودة العشق
يحكي الفيلم حالة الفقدان التي تلم بحياة السوريين كل يوم بسبب الحرب الإرهابية على وطنهم بطريقة شفافة وإنسانية ومختلفة عما تم تقديمه سابقاً في إضاءة مختلفة على الأحداث.
وتصور قصته حالة اجتماعية يومية من عمر الأزمة السورية بكل ما لدى المجتمع السوري في الوقت الراهن من تأثيرات ومؤثرات سلبية وإيجابية.
ويقع الشريط في 28 دقيقة تبدأ عند حاجز عسكري وتنتهي عند حاجز عسكري آخر، مع تداخلات اجتماعية، ليتضمن الفيلم تفاصيله «حاجز، وشهادة، وقصة حب، وحياة إنسان.. وفقط»، لتسلط الضوء على علاقة المجتمع بالجيش العربي السوري كعلاقة الأب بأبنائه.
ويؤكد الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب السوري ناقلاً أجواء الأزمة على سورية من خلال حياة أسرة سورية تنشأ علاقة بينها وبين جندي في الجيش العربي السوري والذي يستشهد فداء عن وطنه ما يترك أثراً كبيراً في قلوب تلك الأسرة.
تصف عبد العزيز فيلمها فتقول: من سورية عشقي وانتمائي نسطر الآن على ملحمة التاريخ، رمز عطائنا، رمز أمجادنا، رمز أمتنا وليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب، وستبقى بلدي أنشودة العشق، تتصاعد من جرح دام إلى فم باسم».
وعبرت عبد العزيز في افتتاح فيلمها عن امتنانها للحضور الذي أتى رغم الظروف الصعبة، متمنية النصر القريب لسورية التي لم ولن تعرف الهزيمة يوماً وأن تنال تجربتها الإخراجية الأولى التقدير والإعجاب.

رسالة من سورية
وقالت عبد العزيز في حديثها لـ«الوطن»: يشكل فيلمي حالة إنسانية أشعر بها، ويعكس صورة مهمة تتمثل أمامنا كلما سرنا في الشارع، هي قصة حياة على الحاجز من ألم ومرح وحب وذكريات.
وأضافت: الفيلم ليس رسالة لسورية، بل رسالة من سورية إلى كل العالم بأن سورية الأم الحنون لا تصدّر الإرهاب وإنما تقاومه.
وتابعت: سورية بلدي وعشقي وانتمائي وحياتي، وكنت سعيدة بأن أول عرض لفيلمي كان في بلدي، لأني أفضّل أن أنطلق دوماً من بيتي وبلدي ووطني سورية.

دموع غالية
وأكدت أن فرحتها امتزجت بالبكاء، على اعتبار أن الفيلم أثر بالحضور، وبخاصة أمهات الشهداء اللواتي عبّرن بصدق عبر دموعهن الغالية على قلبي وفقاً لعبد العزيز.
وعبّرت عن سعادتها بالأصداء الإيجابية التي لامستها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأردفت: يكفيني أن الفيلم أثار مشاعر وأحاسيس كل شخص تابعه في العرض الخاص.

بداية حلم
وأوضحت عبد العزيز: هذا الفيلم بداية حلمي في طريق الإخراج الذي كنت أخطط له، وطريقي الذي رسمته في الفن مدروس وليس اعتباطياً، وكل خطوة أقدم عليها أحظى بها صدى إيجابياً.
وتضيف: عندما بدأت كممثلة كنت أول بطلة شابة في أول مسلسل شاركت به، وحين عملتُ في مصر كنت أول ممثلة من الجيل الجديد تؤدي دور بطولة في مسلسل، كما كنت أيضاً من الأوائل اللواتي أدين أدوار بطولة في السينما المصرية.
وتقول: أحببت أن أبدأ مشواري الإخراجي في السينما لأنها عشقي أولاً وأخيراً، وهي التي تخلدنا وأقف دائماً مندهشة أمامها، وسابقاً، طُلب مني إضافة صفة لاسمي باعتباري مخرجة فيديو كليب، لكني رفضت إلى حين أخرجت فيلمي «فقط إنسان»، الآن فقط سأضيف صفة «مخرجة» في نقابة الفنانين، وكما عودت الناس سأنتقي الأعمال المهمة حتى في مجال الإخراج ولن يكون انتقائي عشوائياً.

مشروع قادم
وكشفت ريم عبد العزيز أن العرض الجماهيري لفيلم «فقط إنسان» سيكون في المهرجان السينمائي الذي تقيمه المؤسسة العامة للسينما في السابع من شهر كانون الأول القادم.
كما شكرت كل من ساهم في العمل من فنانين وفنيين، ووصفتهم بالمبدعين والمتميزين الذين تعاونوا بكل حب لإنجاح العمل.
وتمنت أن يقف الجميع إلى جانب أي تظاهرة فنية من خلال التهنئة والتشجيع، على اعتبار أن للفن رسائل كثيرة، من بينها التكاتف في لحظات الفرح والحزن في آن معاً.
وكشفت أنها تحضر لمشروع قادم قوي يتمثل بمسلسل درامي لا يزال في طور الإعداد والتحضير، وختمت: أنا حريصة على الفن السوري عامة والدراما السورية خاصة، وأحرض على تقدمها وسأنتقد نفسي دائماً قبل أن ينتقدني الآخرون.

المرأة السورية
بدورها قالت إيناس زريق إن رسالة الفيلم إنسانية بحتة، وأؤدي فيه دور «حواء»، المرأة، الوطن التي تخسر يومياً شباباً غالياً، الفيلم مكثف جداً، وفيه حالة من القلق وعدم الاستقرار ويلامس حالة المرأة السورية التي تفتقد الرجل في حياتها وتتجه نحو العنوسة أو حالة فقدان الابن والزوج، وهي حالات تكاد تكون موجودة في كل بيت سوري إضافة إلى افتقاد عامل الأمان وأبسط متطلبات الحياة اليومية.