فيلم «عمران» تجربة سينمائيّة سورية في بلاد المغترب

فيلم «عمران» تجربة سينمائيّة سورية في بلاد المغترب

سينما

الثلاثاء، ٢٨ يوليو ٢٠١٥

يشير الكاتب المعروف «روبرت سوليه» في روايته «الطربوش» إلى مسألة مهمّة جداً في نزوح العائلات السوريّة إلى مصر وأثرها في المجتمع عموماً، ويبدو أن هذا الأثر غدا واضحاً اليوم عبر إنجازات الكثير من السوريين في بلاد المغترب وأصقاع العالم، فبين يومٍ وآخر دائماً نقرأ أخباراً عن إنجازات السوريّين في بلاد الأرض على تنوّعها واختلافها، التي هاجروا إليها بسبب ظروف الأزمة. ومادّتنا اليوم تحمل برهانها أيضاً فيما أشرنا إليه، فإن تصنع فيلماً في ظروف بلدٍ لم تعتد الحياة فيه، ولا تعرف ظروفه، ولم تعش فيه سوى فترة زمنيّة قصيرة! هو أمرٌ يستحقّ التقدير، وهذا ما قدّمه المخرج الشابّ «أحمد درويش» في فيلمه الجديد «عمران» الذي تواصلنا معه بعد رؤية «برومو» الفيلم، واليوم يضع اللمسات الأخيرة على الفيلم ليكون جاهزاً للعرض.

بين الوثائقي والروائي

يقول المخرج «أحمد درويش» في إنجازه لفيلم «عمران» وعن الظروف التي واجهته: «تواصلت بدايةً مع الكاتب «أحمد قصّار» عبر الشابكة من موسكو، وقد كان لي تجربة سابقة معه في فيلم «الحاسة الثانية» عندما كنت في سورية، واطلعت على مجموعة من النصوص التي كتبها فكان أن وقع اختياري على نصّ فيلم «عمران» ويمكنني القول إن ما جذبني للنصّ هو طريقة كتابته الجديدة الذي جاء بين أسلوبين هما الوثائقي والروائي، ولكن لدى العمل لم أستخدم فكرة الوثائقي نفسها فقد شغلتني أكثر ظروف المشاهد الروائيّة والانهماك مع الممثل، كونه غير محترف، وآثرت ألا أظهر الزمان والمكان، فقد تمّت عمليّات التصوير في الطرق والحدائق ويتضح من الصور بأنها في بلد أجنبي لكن غير معروف المعالم، فقد تعمّدت عدم ذكر ذلك، والهدف من الفيلم هو فكرة الغربة التي تعرّض لها السوري حتى داخل بلده نتيجة للحرب البائسة التي نمرّ بها».

الحكاية باختصار
يروي الفيلم حكاية مغترب سوري يتحدّث عن تجربته قبل يوم من الاحتفال بعيد ميلاده الستين، وتنتهي القصة بوفاته طبعاً والأحداث تدور حول مسيرة يوميّة يعيشها وذكريات سابقة عاشها، وقد ذكر لنا المخرج «درويش» بأنّه وجد معاناة في توافر الممثل السوري في موسكو، والممثلون الذين التقاهم شكّل العمر لديه مشكلة فكلّ من التقاهم كانوا من شريحة الشباب على حين الفيلم يتحدّث عن شخصية عمرها 60 عاماً، وعن هذه المسألة يشير: «من الصعب وجود ممثل سوري هنا، وكلّ من التقيته لم تنطبق المواصفات عليه بسبب شرط السنّ، وقد فكرت بممثل روسي، فهناك من يتقن العربية بينهم، لكن هذا سيتطلب مني جهداً أكبر ولم أقتنع بالخطوة تماماًَ لدى دراسة الأمر بصورة جديّة، وعموماً وقع خياري أخيراً على مغترب لا علاقة له بالوسط الفني، ومهنته كهربائي، لكن بعد أن ناقشته قليلاً رغب في التجربة ثم تورط في مجريات العمل معي، ونجح».

خاصّ بمؤسسة السينما
الفيلم قصير جاء بمدة 15 دقيقة، وهو من إنتاج المخرج نفسه، وبمساعدة مدير الإضاءة والتصوير «زياد الحلبي» الذي شاركه في خمس تجارب سينمائيّة حتى اليوم، وفي سياق الحديث عن إمكانية عرض الفيلم في سورية أشار «أحمد درويش» إلى رغبته في ذلك لكنه لا يمتلك الوسيلة للتواصل مع مؤسسة الإنتاج السينمائي، بسبب البعد ولأنّ الشابكة هي وسيلة التواصل المتوافرة لديه اليوم، وهو ليس على معرفة بأي من موظفي المؤسسة لتسيير أمر التواصل.

المهاجر السوري
أمّا عن جديده بعد وضع اللمسات الأخيرة على فيلم «عمران» يقول المخرج «أحمد درويش»: «لدي فيلم جديد وهذه المرّة سيكون من كتابتي أيضاً، وموضوعه حول الناس التي هاجرت من سورية عبر البحر».