حسين الإبراهيم.. البحث في التعامل مع محتوى الرقمي

حسين الإبراهيم.. البحث في التعامل مع محتوى الرقمي

اكسسوارات

الثلاثاء، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤

نبوغ أسعد
يقول الباحث حسين الإبراهيم: عرف الإنسان منذ الأزل الإشارة والرمز والصوت والصورة والموسيقا والنص ثم عرف السينما والمسرح والفيديو، وأتاحت هذه المعرفة الفصل بين كل نوع من هذه المكونات التعبيرية وفق معايير وحدود واضحة إلى أن دخلت التقانات ووسائل الاتصال الجديدة وتشكلت من خلالها عمليات الدمج بين الاتصالات والإعلام في إطار علمي انتقلت من خلاله استقلالية المكون التعبيري إلى حالة الدمج مع المكونات الأخرى، وعندها لم يكن بالإمكان الحديث في هذا العالم الجديد عن نص أو رمز أو صورة بل أصبحت كلها خاضعة للحالة الجديدة التي تجمع أكثر من مكون وهنا ولد مفهوم المحتوى الرقمي.
يبحث الإبراهيم في كيفية التعامل مع المحتوى الرقمي والمنظومات الإلكترونية والتي تؤدي إلى تقنية وطنية تخدم العاملين على الوسائل الإلكترونية، كونه يعتبر المحتوى الرقمي اليوم هو عبارة عن مجموعة من المكونات التعبيرية التي تتشكل من خلال وسائل الاتصال الحديثة والتقانات الرقمية التي تتيح عمليات البحث والاسترجاع والمتابعة والاكتشاف وبالتالي صناعة المعرفة.
في هذا الإطار الذي ألم به ساهم بالعمل بكثير من المؤسسات الوطنية ومنها اشتغل منسقاً لملف مجتمع المعلومات في وزارة الإعلام، كما مثّل وزارة الإعلام في فريق خبراء الإعلام الإلكتروني في جامعة الدول العربية ورئيس شعبة النشر الإلكتروني في صحيفة تشرين .. فهو أول من خضع لدورات في التحرير الإلكتروني وهندسة الحامل الإعلامي وإدارة الشبكات وتحليل نظم المعلومات والنشر المكتبي.
كما درس الإبراهيم منهجية النشر الإلكتروني في المواقع العربية على شبكة الإنترنت والمحتوى الرقمي العربي وبناء المكون الإعلامي كإطار حيوي للمحتوى الرقمي وإشكالية العلاقة بين المعلومات كمحتوى والبنى التحتية في قمة مجتمع المعلومات .. كما درس العنونة العربية على شبكة الإنترنت وإشكاليات المعايير والآليات.
أما عن تسرب الوسائل الإلكترونية الحديثة يرى الإبراهيم أن التقانات الحديثة بدأت تفرض علاقات جديدة بين الأجيال المتعاقبة من شأنها أن تقضي على المفاهيم المألوفة التي تعتبر أن الأهل والمدرس والأستاذ مثلٌ أعلى وقد حل بدلاً من مفاهيم أخرى تدخل تلك الرموز في حالات محرجة وهذا الأمر لم يكن مألوفاً قبل أن تتوافد علينا تقانات الاتصالات والمعلومات، ويشير في بحوثه إلى أن ما دخل علينا من تقانات حديثة أظهر مواهب جديدة لم تكن مألوفة من قبل .. وهي قدرة الأطفال والشباب على استيعاب التقانات واستثمارها بشكل لافت.
ويشير الباحث في معظم دراساته التي نشرت في الصحف السورية والمواقع الإلكترونية وغيرها إلى أهمية العناية بالأطفال, لأنهم يستمتعون بقدرة فائقة على استيعاب التقانات الحديثة نظراً لما يمتلكون من ذهنية تختلف عن ذهنية آبائهم وأجدادهم .. وهذه الذهنية تتمتع بالاستكشاف والتعلم الذاتي واكتشاف النفس والشعور بأهمية الإنجاز، ولكن يرى حسين الإبراهيم أنّ ثمة انعكاسات لفجوة اجتماعية ستحصل وتتسع يوماً بعد يوم وسيعمل على تنميتها ذلك الإهمال الشديد وإهمال الثقة بين الأهل والأبناء وبين الشباب والأجيال التي سبقتهم .. إضافة إلى انعدام الحوار وأخطر ما يترتب على ذلك هو فقدان الأهل إمكانية التواصل مع أبنائهم الذين يستعيضون عن ذلك بعالمهم الافتراضي مع أصحابهم دون الاهتمام أو الانتماء إلى ثقافة أو عادة أو حتى طقس اجتماعي إيجابي وهذا ما تسعى إليه أدوات التغريب بكافة أشكالها وفي معظم كتاباته يشدد الإبراهيم على تنمية دور المؤسسات وخبراء علم الاجتماع والعمل على إستراتيجية ثقافية تساهم في رد الخطر عن أجيالنا وجعلها تدرك كيفية التعاطي مع هذه المنظومات الجديدة.
كما دعا الباحث لوضع مناهج تعليمية تنسجم مع متطلبات هذا النموذج التعليمي والذي يقضي بالإلمام بالتدريس الإلكتروني بجميع أنواعه ومستلزماته ولاسيما بعد صدور المرسوم التشريعي .. القاضي .. بإحداث هيئة عامة باسم المدرسة الإلكترونية السورية في 11 آب عام 2014 ولاسيما أنّ هذه المدرسة أمامها مهام متعددة منها تقديم خدمات إدارية وتسجيلهم في جميع المراحل وإدارة عملية التقويم والامتحانات المدرسية بما يضبط عملية نجاح الطلبة من صف إلى أعلى، إضافة إلى مهام أخرى تسعى إلى دعم الحركة الحضارية بشكل منهجي.
مازال الباحث حسين إبراهيم يعمل على إغناء الثقافة الوطنية الالكترونية وآخر إنجاز هو المساهمة في إنجاز مجلة المهندس الالكتروني الصغير وهو الآن رئيس تحرير موقع اي سيريا /مدونة وطن/