قريبًا...

قريبًا..."فايس لوك" بدلًا من "باسوورد" لحماية الحواسيب

اكسسوارات

الخميس، ٢٦ يونيو ٢٠١٤

يبدو أن طريقة استخدام كلمات السر في الكومبيوترات ستتخلى عن مكانها سريعًا لتقنية التعرف إلى وجه المستخدم، بفضل تطبيق "فايس لوك" الجديد. وهذا برنامج ابتكره الباحث روب جنكنز وزملاؤه من جامعة يورك، ويقولون إنه مريح وموثوق ولامجال فيه للخطأ.
لا يضمن هذا النظام سلامة بريد وأسرار المستخدم، وإنما سلامة أصدقائه من مستقبلي البريد منه، لأنه سيمنع قراصنة المعلومات من خطف كلمة سره واستعمالها.
ويقف عالم الشبكات الإلكترونية اليوم حائرًا بين كلمات السر البسيطة، التي لاينساها الإنسان ويسهل كشفها من قبل القراصنة، وبين كلمات السر المركبة من الحروف والأرقام، التي قد لا يكشفها القراصنة، لكن قد ينساها الإنسان. ومن الواضح أن التعرف إلى معالم الوجه لا يسهل تقليده، وإن خطف القرصان وجه المستخدم بوساطة المكياج.

قدرات الدماغ
استخدم علماء جامعة يورك برامج التعرف إلى الوجه الاعتيادية، لكنهم أستطاعوا أن يزوّدوها ببطاقة التعرف إإلى ما يحفظه الدماغ البشري من ملامح عن الوجوه.
فالإنسان يتعرف إلى وجه معارفه من بعيد، وإن بدون نظارات أو من خلال صورة سيئة، لأن الدماغ البشري يحتفظ بالمعالم العامة لوجه الصديق، وهذا ما قلّده روب جنكنز وزملاؤه عند إعدادهم لنظام فايس لوك. فالنظام يتيح للآخرين أيضًا التأكد من أن من يراسلهم هو فعلًا الشخص نفسه الذي تظهر صورته على شاشة الكومبيوتر.
والعكس صحيح، لأن الدماغ لا يحتفظ بمعالم وجوه الأشخاص الذين لايعرفهم، وغالبًا ما يكوّن عنهم صورة مشوّشة، ولا يمكن أن يخلط الدماغ بين هذه الصور وبورتريهات المعارف، بل من الممكن أن يحسب الإنسان صورًا مختلفة للشخص الغريب نفسه على أنهما صورتان لشخصين مختلفين.

97.5 بالمئة نجاح
اختار العلماء 100 متطوع لإجراء التجارب عليهم، والتأكد من نجاح طريقة التعرف إلى الوجوه بدلًا من كلمات السر. وعرضوا على كل متطوع أشرطة من الصور، يحتوي كل شريط منها على صور 8 أشخاص مجهولين، وشخص تاسع من المشاهير.
وتمكن المتطوعون دائمًا من تمييز المشهور دون الوجوه الثمانية الأخرى، رغم تغير البورتريهات وتغير زوايا اللقطة. وبلغ النجاح نسبة 97.5%.
جرى ذلك قبل عام من الآن، بحسب تقرير علماء جامعة يورك. وأعادوا التجربة الآن على الأشخاص أنفسهم، فحققوا نجاحًا بنسبة 86 % رغم أنهم لم يستخدموا فايس لوك مجددًا طوال تلك السنة، ولم يذكرهم أحد بالشخصية التي استخدموها في الاختبار قبل عام. ويقول روب جنكنز إن تخلي الإنسان عن كلمة سر غير معقدة لمدة سنة يجعله يتذكر هذه الكلمة بنسبة  27 - 35% فقط.

فرص ضئيلة
وفي حين كانت نسبة النجاح عالية في التعرف إلى وجه الشخص نفسه، أو على وجه الصديق، بوساطة فايس لوك، كانت قدرة القراصنة على خداع الآخرين باستخدام الصور نفسها ضئيلة. كما كانت قدرتهم على المطابقة بين المستخدم وصورته شبه مستحيلة.
استخدم العلماء هنا أشخاصًا يعرفون بعضهم، وطلبوا منهم استخدام صور الآخر لخداع الآخرين بالبريد، فلم ينجحوا سوى بنسبة 6 %. ولاشك في أن هذه النسبة ستقلّ كثيرًا عندما يستخدم بريد الشخص قرصان لا يعرفه شخصيًا.
جرب جنكنز وزملاؤه فايس لوك على 32 قرصان حقيقي، وطلبوا منهم التعرف إلى وجه المرسل من بين ألواح الصور المتعددة. ورغم أن القراصنة حاولوا 160 مرة اختراق نظام التعرف إلى الصور، إلا أن ما سجلوه من نجاح لم يتعد 3 مرات. والسبب هو أن نظام فايس لوك يعرض على الهاكرز كل مرة شريطًا جديدًا من الصور.
وفي حين يتمكن الشخص من التعرف إلى صورته بسهولة، وهذا شيء بديهي، ويستطيع الصديق أن يميّز صديقه في الصور بفضل البورتريه المحفوظ في دماغه، يفشل قرصان المعلومات في ذلك، لأن دماغه لا يحتفظ بأية صورة، وإن مشوشة، لوجه المستخدم.
وعبّر علماء يورك عن عدم رغبتهم في تطوير سوفت وير خاص بـ"فايس لوك"  لتسويقها، وقالوا إنهم يضعون هذه الطريقة بين يدي الشركات الخاصة بإنتاج البرامج الأمنية، وربما تستطيع هذه الشركات أن تطور نظامًا منيعًا 100% على القراصنة.