ما هي الهزات الارتدادية وما تأثيرها؟

ما هي الهزات الارتدادية وما تأثيرها؟

حوادث وكوارث طبيعية

الجمعة، ١٧ فبراير ٢٠٢٣

على خلفية الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، والذي بلغت شدته 7.7 درجات على مقياس ريختر وأدى لوفاة أكثر من 28 ألف شخص في عدة ولايات جنوب تركيا ومناطق أخرى في شمال غرب سوريا. وترك آثاراً مدمرة على المركز الذي حدث به الزلزال ،هناك سؤال ملح حول متى يُتوقع حدوث توابع الزلزال من الهزات الارتدادية، وإلى متى يمكن أن تستمر؟ يقول العلماء إن الأمر يعتمد على قوة شدة الزلزال الأول.
ورغم أن الهزات الأكثر شدة سوف تتوقف على الأرجح بعد حوالي يومين من وقوع الزلزال الأول، إلا أنه من الممكن أن تتضاءل تدريجياً، لكنها لن تتوقف تماماً حتى بعد عام من حدوث الزلزال الرئيسي. وتشير أبحاث أخرى إلى أنه في بعض المناطق ذات النشاط الزلزالي مثل خط الصدع الزلزالي "نيو مدريد" بولاية ميسوري الأمريكية، فإن توابع الزلازل الصغيرة قد تستمر لعدة قرون بعد حدوث الزلزال الأول.
يقول الدكتور شريف عبدالهادي، رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية المصرية : الهزات الارتدادية هي زلازل صغيرة (منخفضة الحجم) تحدث خلال أيام أو أشهر أو حتى سنوات بعد حدوث زلزال في مكان معين.
زلازل صغيرة
تُعَد الهزات الارتدادية تعديلات أرضية، وتحدث بالقرب من المناطق التي تضررت أثناء الزلزال. فعندما يحدث زلزال، يُنقل جزء من الطاقة المنبعثة من التصدع المفاجئ للصخور في باطن الأرض إلى الصخور القريبة إلى القشرة، مما يزيد من ضغوط الدفع والسحب والالتواء الموضوعة بالفعل عليها. وعندما تكون هذه الضغوط أكبر من أن تتحملها الصخور، فإنها تنكسر أيضًا، وتطلق جولة جديدة من الطاقة المكبوتة وتُحدث صدوعًا جديدة في الصخر. وبهذه الطريقة، تُولّد الزلازل هزات ارتدادية. ومع أن الهزات الارتدادية صغيرة نسبيًّا مقارنة بتلك التي حدثت في الزلزال الرئيسي، فإنها قد تكون كبيرة بما يكفي لإعاقة جهود الإنقاذ من خلال زعزعة استقرار المباني والهياكل الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون الهزات الارتدادية مرهقة للسكان المحليين الذين يتعاملون مع الأضرار والخسائر في الأرواح التي سببها الزلزال الرئيسي.
عودة الصفائح التكتونية
وقال الدكتور شريف :هي تحدث نتيجة محاولة الصفائح التكتونية العودة إلى مكانها على طول خط الصدع بعد حدوث الزلزال الأشد. وقد تستمر هذه الهزات لأيام أو أشهر وحتى سنوات من تاريخ حدوث الزلزال الأول الأشد. وتكون أقل من الزلزال الأول وتنخفض شدتها تدريجياً.
وإن شدة تلك الهزات تتفاوت مع مرور الوقت فتكون قوية خلال الـ48 ساعة الأولى بعد الزلزال الأول، لكنها دوماً تحدث بدرجات أقل منه ثم تستمر بانخفاض شدتها بدرجات متفاوتة. ووفقاً لتحذير كثير من هيئات المسح الجيولوجية في العالم، فإن خطورة هذه الهزات يكمن في أنها قد تسبب انهيار ما خلخله وصدعه الزلزال الأول من مبان صمدت وقتها لذا يتوجب وفق العلماء عدم المغامرة بالرجوع إلى أي مبنى إلا بعد تقييم حالته من قبل المختصين. ولفت إلى أنه لا يوجد مدى زمني لعودة الاستقرار مرة أخرى، فقد يحدث زلزال واحد بدون أي توابع، وقد يبدأ الزلزال وينتهي وتستمر الهزات الارتدادية لعدة أيام أو شهر، فهي أمور متغيرة من مكان لمكان وحسب طبيعة الأرض ولا يتحكم فيها إنسان، مشيراً إلى أنه في الغالب تحدث هزات لاحقة ارتدادية تقل في الحدة مع الزمن، وبالنسبة لزلزال تركيا فبدأت الهزات في التراجع مع الوقت.