6 حالات في أسبوعين... لماذا تزيد حالات الانتحار في الأردن

6 حالات في أسبوعين... لماذا تزيد حالات الانتحار في الأردن

حوادث وكوارث طبيعية

الاثنين، ٩ مارس ٢٠٢٠

مرهق يقدم على الانتحار

شهد الأردن انتشارا واسعا لعمليات الانتحار في الفترة الأخيرة، ففي الوقت الذي نجحت فيه الأجهزة الأمنية بمدينة العقبة من إنقاذ شاب حاول إلقاء نفسه من أعلى برج الاتصالات، استطاع 6 أشخاص التخلص من حياتهم في الأسبوعين الأخيرين .
 
وحسب إحصائيات رسمية فإن عدد حالات الانتحار منذ بداية العام الماضي وحتى مطلع شهر سبتمبر/ أيلول الماضي بلغ 100 حالة انتحار، فيما تزداد الحالات بشكل لافت في السنوات الأخيرة.
وتقول دراسة لجمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، إن النساء الأكثر إقبالًا على ظاهرة الانتحار، حيث أصبح موضوع الانتحار ومحاولاته في زيادة مستمرة خلال السنوات (2012-2018)، والإناث يشكلن حوالي 30% من حالات الانتحار و62% من المحاولات.
الحالات الأخيرة
 
شهدت المملكة خلال الأسبوعين الماضيين تسجيل 6 حالات انتحار ثلاث منها في العاصمة عمان، حيث شهد جسر عبدون واحدة منها، فيما توزعت الحالات الأربعة المتبقية بين محافظتي إربد وعجلون.
 
في عمان أقدم شاب على الانتحار برمي نفسه من فوق جسر عبدون، فيما اقدمت ستينية على الانتحار في منزلها شنقا في منطقة شفا بدران، بعدما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا بوجود جثة في إحدى الشقق السكنية بالمنطقة، وفي منطقة عرجان بمحافظة العاصمة أقدمت خادمة على الانتحار بشنق نفسها داخل منزل مخدوميها بواسطة حبل.
 
وفي منطقة راسون بمحافظة عجلون أقدم عشريني على الانتحار بشنق نفسه، ووجدت جثته معلقة على شجرة بالقرب من منزل ذويه، وفي المحافظة ذاتها أيضا عثرت الأجهزة الأمنية على جثة لمواطن مصاب بعيار ناري في منطقة الرأس، وفي الرمثا بمحافظة إربد أقدم شاب على الانتحار بمنطقة الشجرة بإطلاق النار على نفسه.
 
فقر وعنف
 
منير إدعيبس، المدير التنفيذي لجمعية معهد تضامن النساء الأردني، قال إن "تراجع الأوضاع الاقتصادية في الأردن ساهم بشكل كبير في زيادة ظاهرة الفقر والبطالة بين المواطنين، وهذا ما ساعد في انتشار حالات الانتحار، وكذلك الإقبال على تناول المخدرات والكحول".
 
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "نتيجة هذه الأوضاع الصعبة التي يمر بها الأردنيون، يجد البعض في الموت هروبًا من هذه الأوضاع".
 
وأكد أن "محاولات الانتحار التي تقدم عليها النساء في الأردن تعود إلى أسباب أخرى، أهمها العنف الممارس عليها سواء كان من جانب الأسرة، أو في محيط المجتمع".
 
وتابع: "في دراسة أجرتها الجمعية عام 2019، تناولنا أسباب انتشار ظاهرة الإقدام على الانتحار لدى السيدات، ووجدنا أن السبب في ذلك عائد بشكل أساسي إلى العنف الممارس ضدهن".
 
ليست ظاهرة
 
من جانبها قالت عليا أبوهيل، النائبة في لجنة المرأة بمجلس النواب الأردني، إن "حالات الانتحار الأخيرة التي حدثت في الأردن، منتشرة في جميع بلدان العالم، وربما المعدلات في عمان من ضمن الدول الأقل على مستوى العالم".
 
وأضافت في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "هناك العديد من الجنسيات التي تعيش في الأردن، والحديث عن انتحار 6 في خلال وقت قصير لا يعني بالضرورة أنها تحولت لظاهرة مقلقة".
 
وتابعت: "11 مليون مواطن يعيشون في الأردن، ومعدل الانتحار في الأردن طبيعية وأقل من الطبيعية، مقارنة بالدول الأجنبية التي تنتشر هذه الظاهرة فيها".
 
وبشأن إمكانية أن يكون إقدام الأردنيين على الانتحار بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، قالت: "غير صحيح، لا يمكن أن تتسبب هذه الأوضاع إلى الانتحار، من يقدمون على الانتحار هم من لديهم فراغ روحي، وضعف إيماني".
 
أرقام ووقائع
 
وأظهر التقرير الإحصائي السنوي لعام 2018 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة، الزيادة المستمرة في حالات الانتحار في الأردن خلال السنوات الماضية، حيث وصلت حالات الانتحار التام إلى 142 حالة خلال عام 2018 وبنسبة ارتفاع بلغت 9.2% مقارنة مع عام 2017.
 
وتشير "تضامن" إلى وقوع 605 حالات انتحار تام خلال السنوات (2014-2018) حيث سجل 100 حالة انتحار عام 2014، و113 حالة عام 2015، و120 حالة عام 2016، و130 حالة عام 2017، إلى جانب تسجيل 142 حالة عام 2018.
 
وبحسب منظمة الصحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة، جاء الأردن في المرتبة 11 بين الدول العربية في معدلات الانتحار عام 2016، بنسب بلغت 0.2 لكل 100 ألف نسمة.
وتقول جمعية "تضامن": "تقع حالة انتحار واحدة في العالم كل 40 ثانية، وهو موجود في مختلف دول العالم ولكنه أكثر انتشارا في الدول ذات الدخل المتدني أو المتوسط، ويحدث في مختلف المراحل العمرية وبين الجنسين حيث تكون نسبة الإناث المنتحرات في بعض الدول أعلى من نسبة الذكور".
 
وتابعت: "في الدول الغنية يمثل عدد الذكور المنتحرين ثلاثة أضعاف النساء المنتحرات وتنخفض النسبة في الدول المتوسطة والمتدنية الدخل إلى النصف، فيما تشكل حالات الانتحار 50% من جميع الوفيات الناجمة عن العنف ضد الذكور، بينما تشكل 71% من جميع الوفيات الناجمة عن العنف ضد النساء، كما أن إلغاء العديد من الدول لتجريم الانتحار ساعد في نجاة العديد منهم لطلبهم المساعدة دون خوف".
 
وأكدت تضامن أن "معدلات محاولات الانتحار تختلف بين الذكور والإناث ما بين الدول، وبشكل عام فإن معدل انتشار محاولات الانتحار المبلغ عنها لمن هم فوق 18 عامًا ذكورًا وإناثًا هي 4 لكل 1000 نسمة في جميع الدول، وبمقارنة ذلك مع حالات الانتحار الكاملة لمن هم فوق 18 عاماً، نجد بأن مقابل كل حالة انتحار واحدة هنالك 20 محاولة".