طبيب يخصب 50 امرأة من دون موافقتهن وينجو من السجن.. لماذا؟

طبيب يخصب 50 امرأة من دون موافقتهن وينجو من السجن.. لماذا؟

حوادث وكوارث طبيعية

السبت، ٣٠ مارس ٢٠١٩

هل القانون أعمى؟ وكيف يمنح الفرصة للمستهترين بحقوق المرأة والطفل فرصة الإفلات من العقاب؟ وتحت أي ذريعة يخفف القانون أو يلغي العقوبة تجاه طبيب خالف قسمه المقدس، وخالف قانون الحياة؟
طبيب يخصب 48 امرأة من مريضاته وتركه القاضي يفلت من العقاب
فقد حكم على طبيب خصوبة سابق من ولاية «أنديانا» الأمريكية بالسجن لعام واحد مع وقف التنفيذ، بعدما تبين أنه والد «48» طفلاً من مريضاته السابقات.
لقح مريضاته من دون معرفتهن
ووفقًا لصحيفة «ذي أتلانتيك» المحلية، وموقع «روسيا اليوم» فإن طبيب الخصوبة، دونالد كلاين، استخدم سائله المنوي لتخصيب مريضاته منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي. وأخبرهن أن أفراد الطاقم الطبي هم الذين تبرعوا بحيواناتهم المنوية «في ذلك الوقت لم يكن هناك بنوك للحيوانات المنوية».
وأكد الطبيب لمريضاته في ذلك الوقت أن الحيوانات المنوية المأخوذة من شخص واحد، لا تستخدم أكثر من 3 مرات. وملأ كلاين، الذي تقاعد عن العمل عام 2009، عيادته بصور الأطفال الذين ولدوا بمساعدته خلال فترة عمله.
أبناء طبيب الخصوبة
وبدأ أبناء طبيب الخصوبة عام 2014 بالعثور على «إخوة» لهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي منتديات الأشخاص الذين ولدوا من مانحي حيوانات منوية غرباء.
 
وأصبحت الأمريكية، يعقوبة بالارد، أول من اكتشف ما فعله الطبيب أثناء معالجة النساء «العقيمات» وقتها، حيث عثرت على أخت بيولوجية لها تشبهها إلى حد كبير. وأجرت المرأتان فحصًا للحمض النووي فتأكدتا من أنهما أختان من «أب» واحد. وبعد فترة، اكتشفت الفتاتان على موقع إلكتروني خاص وجود 4 إخوة لهما، من نفس الأب البيولوجي. وارتفع عدد أطفال كلاين، الذين أجروا فحص الحمض النووي، ليصل إلى 48 شخصًا.
اعتراف الطبيب بتخصيب 50 امرأة من مريضاته دون علمهن
واعترف الطبيب كلاين لأطفاله الـ 48 بأنه قام بتخصيب زهاء 50 امرأة من سائله المنوي، ومن ثم دمر كل السجلات المتعلقة بذلك فيما بعد.
أبناء الطبيب الـ48 يبلغون الشرطة
وقام أبناء الطبيب «المحتال«175» بإبلاغ الشرطة، وحكم على كلاين بالسجن لمدة عام واحد مع وقف التنفيذ، لأن قوانين ولاية إنديانا تمنح الأطباء الحق بأن يصبحوا متبرعين لمرضاهم. ويبدو أنه ربما كان يعلم ذلك قبل الإقدام على فعلته في سبعينيات القرن الماضي.
السعي لقانون جديد
ويسعى أولاد الطبيب الآن لاستصدار قانون يجرم استخدام الحيوانات المنوية أو البويضات دون موافقة وعلم المرضى. وقالت بالارد: «أعتقد أن أمهاتنا تعرضن للاعتداء، لقد دمر حياتنا. ونتوقع العثور على المزيد من الأخوة مستقبلا.
ووصفنّ بناته وأبناءه صدمتهم الكبيرة باكتشافهم وجود أشقاء كثر لهم كل فترة وأخرى عبر رسائل تصلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهن ابنته «هيذر ووك» التي فوجئت إثر عودتها من عطلتها برسائل كثيرة من أشقاء جدد لها من طبيب الخصوبة دونالد كلاين.
وكان الطبيب المحتال دونالد كلاين قد افتتح عيادته للتخصيب في أنديانا عام 1979 حين كان تخصص تخصيب أطفال الأنابيب جديداً في هذه المدينة وغير منتشر كثيراً.
أسماء المتبرعين تظل سرية للأبد
وكان قانون التبرع بالحيوانات المنوية يفرض السرية على أسماء المتبرعين بالحيوانات المنوية حفاظاً على استقرار الأبناء وأسرهم، وكان معظم أطباء الخصوبة في ذاك الوقت حسب «ذي أتلاتنتيك» المحلية يدمرون سجلات المتبرعين بالحيوانات المنوية، ولا يمنع القانون الأطباء من التبرع لمريضاتهم شرط الحصول على موافقتهن المسبقة كإجراء أخلاقي، وإن لم يفعلوا فلا توجد عقوبة كما تبين من حكم القاضي.
وبعد نشر القضية والحكم حاز الموضوع على اهتمام الملايين، وكان الخبر الأكثر قراءة في الولايات المتحدة الأمريكية.