لماذا عليك الاستشارة قبل الانفصال؟

لماذا عليك الاستشارة قبل الانفصال؟

آدم وحواء

السبت، ٢٠ مايو ٢٠٢٣

أظهرت دراسة استقصائية أن أقل من 50% من الأزواج، الذين يعانون مشاكل في حياتهم الزوجية قد تؤدي لانفصالهم، يلجؤون إلى الأخصائيين وأصحاب الخبرة، أو أنهم يحاولون تلقي بعض العلاجات السلوكية، التي من شأنها دعم علاقتهم، ذلك أن معظم الناس لا يدركون حقاً فوائد نيل المشورة قبل الإقدام على الطلاق.
 
وقد قسم الأخصائيون الأزواج، الذين يتلقون المشورة، إلى نوعين: الأول: من لديهم الفهم المتبادل لمشكلتهم، ويريدون علاجها بكل صدق، ويسعون لذلك بجدية كبيرة. الثاني: هم الذين يسميهم المعالجون "زوجان مختلطان"، أي أن أحدهما يرفض فكرة الذهاب لتلقي النصيحة والاستشارة، ويؤمن واحد منهما بأنها لن تقدم أو تأخر في علاقتهما، ولن تكون لها فائدة.
 
وفي الواقع، من المهم جداً نيل تلك الاستشارة، والأخذ بها قبل اتخاذ قرار الانفصال، وذلك لأسباب عدة، نلخصها لكم في ما يلي:
 
تجعلك متأكداً من اتخاذ قرار الطلاق أو التراجع عنه:
 
تساعد الاستشارات الزوجية، قبل الطلاق، في تصفية الذهن، وقد يذهب كثيرون إلى أخصائيين واستشاريين، ويستمعون إليهم، ويجلسون معهم لأوقات طويلة، لكن الطلاق يتم في النهاية،  ما يجعلهم يعتقدون أن كل ما فعلوه كان خائباً، ولم ينجح معهم، وهو أمرٌ معاكس للحقيقة تماماً. ففي كثير من الحالات، يكون الطلاق هو القرار الصحيح، الذي يجب عليك اتخاذه.
 
وقد يتساءل البعض عن مدى قدرة هذه النصائح والاستشارات على إنقاذ الحياة الزوجية، وهنا لا بد من التنويه بأن مستشار الزواج سيظهر لك حقاً الطريقة، التي يجب عليك إصلاح زواجك بها، رغم إدراكه في بعض الأوقات أن الطلاق هو الحل الأفضل لكليكما.
 
 
وقد تكون لهذه المشورة، في حالاتٍ كثيرة، قدرة فائقة على استعادة العلاقات غير المستقرة، كما أنها تمنحك فهماً كافياً، لما يجب عليك أن تفعله، سواء بالاستمرار أو الانفصال.
 
تعلمك التواصل.. وفهم الشريك:
 
غالباً، تعتمد طرق العلاج على بناء التواصل بين الزوجين، وبالتالي ستساعدهما هذه الاستشارات على تعلم طرق التواصل الصحيحة في ما بينهما، وتساعدهما على فهم شريكهما، والتحدث إليه، ما يؤدي حتماً لمعرفة احتياجاته ورغباته وعواطفه، وتبني قضاياه.
 
ومن البديهي أن نقول إن معظم الأزواج، الذين يتعاملون مع مشاكل لا يمتلكون القدرة على حلها بأنفسهم، يفتقدون بشكل أساسي إلى التواصل، لذا إن تعلم كيفية التحدث مع الشريك، هو الركن الرئيسي في حل جميع الخلافات، التي ستؤدي حتماً لإلغاء فكرة الطلاق في ما بعد.
 
تأمين مستقبل أفضل لأطفالك:
 
من المعروف أن نشأة الأطفال في كنف والدين يتمتعان بعلاقة صحية له دور كبير في تأمين مستقبلهم، وإبعادهم عن أي أذى نفسي، لذا إن العلاج الذي يتلقاه الزوجان من خلال الاستشارات له دور محوري ورئيسي في مستقبل أطفالهما، والحفاظ على صحتهم النفسية.
 
ومن البديهي أن يتعلم الأطفال سلوك والديهم، ويجعلونه خاصاً بهم، ويعتقدون أنه السلوك الصحيح الذي عليهم فعله، فإذا كان الشجار والجدال هما الطاغيان على علاقة الأبوين فإن هذا سيسبب مشاكل خطيرة عند هؤلاء الأطفال بعد البلوغ.
 
إن تعلم كيفية التواصل بسلام سيساعد الأطفال على النمو كأفراد أصحاء، كما سيعزز أساليب الاتصال الصحية لدى الأطفال أنفسهم، سيستفيدون منها في العلاقات المستقبلية.
 
توفير المال:
 
نعم، ولا تستغرب هذه الفائدة التي ستجنيها من قيامك باستشارة أصحاب الخبرة والأخصائيين، قبل إقدامك على الطلاق، وذلك من خلال تطويق الخلافات في بدايتها، وعدم اضطرارك لدفع المزيد من المال، لتلقي استشارات أكثر.
 
والأهم من ذلك، طبعاً، أن العودة عن الطلاق، والاستمرار في الحياة الزوجية بشكل صحي ومثالي، أفضل بكثير من الطلاق، الذي يعرف بأنه مكلف جداً من الناحية المالية كما هي النفسية، حتى إن كثيرين يعتقدون أن تكاليف الطلاق المالية أكبر بكثير من تكاليف الزواج.
 
وعليه، إذا كنت محتاراً بين اتخاذ قرار الطلاق أو الاستشارة، فمن المستحسن أن تذهب للأخير، لأن فوائد الاستشارة الزوجية لا حصر لها.
 
غالباً ستكون أكثر سعادة:
 
من المعروف أن زواج أي شخصين يغير علاقتهما بشكل كبير عما كانت عليه قبله، ذلك أن الحياة تصبح أقرب للروتين، ويكون بها الكثير من الرتابة، الأمر الذي ربما يصيب البعض بالإحباط.
 
وعليه، إن طلب الاستشارة من قبل معالج مختص، سيذكرنا بأن علينا أن نكون مفعمين بالحياة، ويساعدنا بالعثور على الفرح مجدداً، وبالتالي الوصول للسعادة في الزواج من جديد.
 
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن العيش مع شريك الحياة لا يعني أنه لم يعد هناك المزيد من المرح، وسيظهر لك المعالج الجيد ذلك بالضبط.