هل تعانين فرط الإحساس؟.. اكتشفي ذلك

هل تعانين فرط الإحساس؟.. اكتشفي ذلك

آدم وحواء

الأحد، ٢٤ يوليو ٢٠٢٢

شدة الإحساس سمة تعتبر تنوعاً طبيعياً موجودة لدى نسبة حوالي 20% من الناس، وهذه السمة قد تصبح وبالاً على صاحبها وعلى المحيطين به، إذا لم يفهموا طبيعته الخاصة، ولم يتعرفوا إلى أفضل طرق للاستفادة من نقاط قوته.
يقول موقع journals.sagepub الصحي، إن ترجمة الأحاسيس والتعامل معها أحد أسرار أجسامنا التي لا تنتهي، ومازال العلم عاجزاً عن تفسير الكثير من وظائفنا الحيوية، والاختلافات في ما بيننا، وكل ما يمكن للعلم أن يقدمه هو محاولة رصد ووصف الظواهر ومحاولة معرفتها عن قرب.
ومن الظواهر المكتشفة، بشكل حديث نسبياً، ظاهرة الأشخاص شديدي الإحساس أو مفرطي الإحساس (sensory processing sensitivity - The Highly sensitive persons - finely tuned nervous system)..
فما فرط الإحساس؟ وهل يعتبر اضطراباً؟ وكيف تعرف أنك شخص مفرط الإحساس؟ وكيف تتعامل مع فرط الإحساس؟ 
 
ما المقصود بفرط الإحساس؟ 
الشخص مفرط الإحساس يتعامل مع كل المؤثرات المختلفة بعمق شديد، يثار من الأصوات والمثيرات الضوئية والشمية واللمسية، ويشعر بالألم أكثر، كما يشعر بمشاعر الآخرين ويتأثر بها، وصك المصطلح بواسطة الباحثة والمعالجة النفسية إيلين أرون Elaine Aron (1996)، التي قضت حياتها هي وزوجها في البحث حول فرط الإحساس. ومن الجدير بالذكر أن السيدة أرون نفسها مفرطة الإحساس.
وفرط الإحساس لا يعتبر اضطراباً أو مرضاً، لكنه تنوع طبيعي، ونسبة من يتسمون به تقريباً 20%، أي أنه من بين كل 5 أفراد هناك شخص مفرط الإحساس، وتوجد هذه الصفة لدى الرجال والنساء بالنسبة نفسها تقريباً، كما يوجد الإحساس المفرط لدى 100 نوع من الحيوانات.
 
كيف تم اكتشاف فرط الإحساس لدى الإنسان؟ 
قام العلماء بدراسة مخ الأفراد مفرطي الإحساس باستخدام جهاز رنين مغنطيسي محدد اسمه (Functional MRI)، حيث يتعرض الأشخاص مفرطو الإحساس، ومجموعة حاكمة من الأشخاص ذوي الإحساس غير المفرط لمثيرات معينة، ووجد العلماء أن أماكن استقبال الإثارات تضيء أكثر لدى الأشخاص ذوي الإحساس المفرط.
 
سمات وخصائص الأشخاص مفرطي الإحساس 
- عمق المعالجة: الأشخاص مفرطو الإحساس يعالجون المعلومات بعمق أكبر، وهذه هي السمة الأساسية، وكل شيء يتفرع من هذا.
- فرط الإثارة بسهولة: نحتاج أن نكون في مستوى استثارة مثلى حتى يمكننا أن نعمل بشكل أفضل، والشخص مفرط الإحساس يثار بشدة بشكل دائم؛ ما يعني أنه يخرج من المنطقة التي يمكنه فيها أن يؤدي مهامه بشكل فعال، وعندما يفشل في الأداء بشكل جيد، فإن هذا يشعره بالخجل مع شعور بالنقص وعدم الكفاية.
- ممتلئون بالمشاعر: الأشخاص مفرطو الإحساس يشعرون بكل المشاعر بقوة، وقد يبكون كثيراً، كما أنهم يشعرون بمشاعر الآخرين، ولو كانوا في مكان به العديد من البشر فإنهم يشعرون بمشاعر كل من حولهم، وهذا بالطبع مرهق جداً لهم، ويستنفد طاقتهم، وفي التجارب كان الباحثون يعرضون على الشخص صوراً لأشخاص تبدو مشاعرهم على وجوههم، وكانت هذه الصور تحرك مناطق الإحساس نفسها في أدمغة الأشخاص مفرطي الإحساس، ويعرف العلم، الآن، أن هذه الظاهرة تحدث من خلال استثارة ما يعرف بالـ"Mirror Neurones".
ومن الجدير بالذكر أن الباحثين وجدوا أن الأشخاص مفرطي الإحساس رغم أنهم يتأثرون بمشاعر كل الناسٍ، فإن التأثير يكون أقوى مع الأحباء، وهذه الصفة رغم صعوبتها على كل مفرطي الإحساس، فإنها أصعب على الرجال، لأن العالم يتوقع منهم أن يكونوا أكثر صلابة وقسوة، وبالتالي هم مضطرون إما للانزواء بعيداً، أو إلى أن يضغطوا على طبيعتهم الحساسة، وأن يخفوا شخصياتهم الحقيقية. 
 
- التركيز على التفاصيل الدقيقة، إذ إنهم يلاحظون ما لا يلاحظه غيرهم، ورغم أن هذا يساعدهم على أداء الأعمال بشكل أكثر دقة، فإنه أمر مرهق ومستنزف للطاقة.
- مفرطو الإحساس يحبون المناقشات العميقة، ويملون السطحية.
- يتكلمون بصوت منخفض الطبقة.
- قراراتهم تؤخذ بحرص شديد وببطء، وهذا يجعلهم مختلفين في العلاقات، حيث يأخذون قرار الالتزام بالعلاقات بشكل بطيء، لكن يأخذونه على محمل الجد.
وجد الباحثون أن منطقة "Insula" نشطة جداً لدى الأشخاص مفرطي الإحساس، و"Insula" هي منطقة من الدماغ عميقة في القشرة الدماغية، وتختص بالوعي ومعالجة كل المدخلات.
ولا توجد حتى الآن دلائل مؤكدة على العلاقة بين الوراثة والأشخاص مفرطي الإحساس، لكن هناك ملاحظات مبدئية، حيث لوحظ ارتباط بين جين السيروتونين القصير وبين شدة الإحساس. كما وجد أيضاً ارتباط بين بعض جينات الدوبامين.