لماذا يقارن الزوج بين زوجته وأمه؟

لماذا يقارن الزوج بين زوجته وأمه؟

آدم وحواء

الخميس، ١٠ مارس ٢٠٢٢

تعاني كثير من الزوجات بسبب مقارنة أزواجهن بأمهاتهم، وهو ما يعد من الأمور التي تهدد مستقبل الحياة الزوجية، فهذه المقارنة، بحسب كاميليا كامل المستشارة الأسرية والتربوية، غير مقبولة وليست عادلة بالمرة، وتتساءل في حديثها لـ«زهرة الخليج» عن كيفية مقارنة الزوج زوجته بوالدته التي قامت بتربية أجيال ولديها الخبرة الطويلة التي تجعلها قادرة على تقديم دروس لابنها وكنتها في مختلف مناحي الحياة.
اختلاف الأجيال
تشير المستشارة الأسرية، إلى طرق المقارنة التي يلجأ إليها الزوج، كالفرق في التعامل اليومي، ويقول مثلاً: (أمي لم تكن تفعل ذلك مع أبي). أو أن يقارن طريقتها في تربية الأبناء، وطريقة ترتيب المنزل، ومتطلبات الحياة الزوجية، مستخدماً جملاً مثل: (أمي لم تكن تفعل ذلك) أو (لم أرَ ولم أعتد أمي تتصرف هكذا). وكأن الزوج يختزل التصرفات الإيجابية في الكون في والدته، متناسياً فرق الأجيال واختلاف الزمن، والخبرات والثقافات، بل والبيئة التي عاشت فيها الأم وقد تختلف كلياً عن بيئة الزوجة.
تنشئة الأطفال
وتدعو المستشارة الأسرية الوالدين إلى ضرورة الانتباه لمثل هذه المشكلات خلال مشوار تنشئة الأطفال، وتربيتهم والتوقف فوراً عن مقارنتهم بالآخرين، حتى لا يقوموا بمحاكاة تلك العادة الذميمة لديهم في المستقبل مع زوجاتهم، منوهة إلى أن الأطفال يفقدون الثقة بالنفس، إذا قام أحد الوالدين بمقارنتهم بنظرائهم، فكيف سيكون وضع الزوجة عندما تقارن بأم الزوج؟
أسباب لجوء الزوج للمقارنة 
تحدد المستشارة الأسرية أسباب لجوء الزوج لمقارنة زوجته بوالدته قائلة: «هناك أسباب عديدة تفسر ذلك، منها ما هو منطقي ومنها ما هو مبالغ فيه، ومن هذه الأسباب على سبيل المثال: (التربية: التي تلعب دوراً مهماً في تكوين شخصية الزوج، فهو يرى العالم من منظور واحد فقط ألا وهو الأم، فهي التي تمنحه الاهتمام والرعاية من دون مقابل، وتسهر على راحته ولا تنتظر أي مردود، فهي تعطي من دون حدود، فتنشأ صورة ذهنية لا واعية في عقله الباطن، أنه من الطبيعي والمفترض أن تكون جميع النساء مثل أمه خاصة زوجته، وأن هذا هو الشكل الوحيد الذي يجب أن تكون عليه الزوجة. و(معتقدات تغرسها الأم متعمدة: إذ تحاول بعض الأمهات غرس صورة معينة عن زوجة المستقبل في أذهان أبنائهن خوفاً من سيطرة الزوجة، لاعتقادها أنها ستقوم بخطف ابنها منها، فترسم له صورة عن الحياة الزوجية مفادها، كيف يجب أن تكون الزوجة وكيف تدير منزلها وكيف تهتم بزوجها وغيرها من التصرفات، وتوحي له بأنه إذا لم تفعل الزوجة ذلك، فهي لا تصلح لاستكمال الحياة الزوجية، فعندما يتزوج الابن يجد الاختلاف الكبير بين الصورة الذهنية لديه عن الزوجة وبين الواقع، فيبدأ سيل من المشكلات والمقارنات المجحفة والتي تؤذي سلامة الزواج). و(تحفيز الزوجة: قد يلجأ الزوج للمقارنة، بهدف تحفيز الزوجة وإثارة الغيرة داخل قلبها، لتحاول أن تصل إلى مرحلة رضائه الكامل عنها، وسعيها الدائم لإسعاده، فيشعرها بالتقصير الدائم تجاه منزلها وأولادها ومقارنتها بأمه، وبالتالي تحاول الزوجة بذل قصارى جهدها لتنافس امرأة تفوق خبرتها في الحياة وكأنها في سباق غير متكافئ). و(عدم نضج الزوج عاطفياً: تعلق الزوج المرضي وغير الطبيعي بالأم يجعله لا يرى غيرها في الحياة، ويعتبرها المثل الأعلى والمرجع، فيقارن تصرفات زوجته بأمه نتيجة عدم نضجه عاطفياً، وأنه مازال الطفل الصغير المدلل الذي لا ملجأ له إلا أمه وهي حصن الأمان الأول بالنسبة له، ويرغب في أن تكون زوجته صورة مستنسخة من أمه، متناسياً الفرق الكبير بين حب الزوجة وحب الأم، وأن عليه الموازنة وإعطاء كل ذي حق حقه، وذلك التعلق يثير الكثير من المشكلات، ويجعل الزوجة تغار من الأم وتعتبرها خصماً لها وتنشأ الصراعات التي لا تنتهي).
رسالة إلى الزوجة
تنصح المستشارة الأسرية الزوجة التي يقارنها زوجها بوالدته، بأن تحاول التعامل مع زوجها بلطف ولين وحزم في نفس الوقت، فالتحاور مع الزوج ومناقشته في كل المشكلات الزوجية أولاً بأول، ومحاولة إقناعه بأن والدته لها قدرها ومكانتها، وبنفس الوقت هي أيضاً لها شخصيتها المستقلة، وعليه تقبل تلك الشخصية كما هي، وعلى الزوجة أن تحسم هذا الخلاف وتوضح لزوجها بطريقة ما، أنه قد يظلمها إذا قارن بينها وبين أمه، أيضاً يمكن للزوجة التظاهر بأنها تتعلم من أمه، وإنها مثلها الأعلى في الحياة.
رسالة إلى الزوج
توجه المستشارة الأسرية رسالة إلى الزوج الذي يرغب في أن يعيش مع زوجته في سلام، طالبة منه الابتعاد عن مقارنتها بالآخرين، حتى لا يضعف من شخصيتها ويسهم في تعكير صفو الحياة الزوجية بينهما طوال الوقت، لا سيما أن الزوج الناضج هو الذي يستطيع أن يحتوي زوجته ويطلب منها وببساطة ما يريد مباشرة، وبمنتهى الحب والثقة سوف تقوم بتنفيذ طلباته، وعليه أن يضع نفسه مكان الزوجة إذا قالت له يوماً ما، أنت لست مثل أبي، وهو بالتالي ما سيغضبه، لأنه لا يريد أن يكون في حياة زوجته أي مقارنات مع أي رجل آخر حتى لو كان والدها.