لهذه الأسباب تجنبي الشجار مع زوجك أمام الأبناء

لهذه الأسباب تجنبي الشجار مع زوجك أمام الأبناء

آدم وحواء

الخميس، ٣ يونيو ٢٠٢١

تقع مسؤولية تربية الأبناء على الوالدين في المقام الأول، لاسيما أن التربية بمفهومها الشامل لا تعني توفير الطعام والشراب والكساء، وغير ذلك من أمور فقط، بل تشمل، أيضاً، غرس القيم والأخلاقيات الحميدة، بالإضافة إلى توجيه الأبناء وإرشادهم في كل مناحي الحياة. وعلى الزوجين أن يعلما بأن الخلافات الزوجية أمر طبيعي في الحياة الأسرية؛ لاختلاف الطباع، بشرط ألا تتعدى الحدود المسموح بها، ولا تصل إلى حد العنف لفظياً أو جسدياً، بحسب المستشارة الأسرية، كاميليا كامل، إذ توضح لنا في السطور التالية تأثير الخلافات الزوجية في الصحة النفسية للأبناء والعلاج.
 السعادة الزوجية
تلفت المستشارة الأسرية النظر الى أن البعض قد يظن أن الأطفال لا يدركون ما يحدث حولهم، بيد أن الحقيقة تتلخص في أن الأطفال يرون العالم من خلال الوالدين، فإن كانت علاقتهما قائمة على الخلافات المستمرة والشجار؛ سيؤدي ذلك إلى تفكك الأسرة، وتعرض الأطفال لمشكلات الاضطراب النفسي، لاسيما أن السعادة الزوجية والاستقرار الأسري يؤديان إلى تماسك الأسرة؛ ما يخلق مناخاً يساعد على إشباع حاجات الطفل من الأمان النفسي.
وتوضح المستشارة الأسرية بعض الاضطرابات النفسية، التي قد يتعرض لها الطفل الذي اعتاد أن يشاهد ويسمع خلافات وشجار والديه بصفة مستمرة، قائلة:
التنمر أو الخضوع
من الممكن أن يتعلم الطفل من الخلافات الأسرية التي يشاهدها، دائماً، من خلال شجار والديه أمامه، أن الطريقة الصحيحة لحل المشكلات هي العنف؛ لأنه لم يرَ غيرها في المنزل، وبالتالي سيبدأ في ممارسة العنف والتنمر على أقرانه، أو على الجانب الآخر سيصبح الطفل اعتمادياً خجولاً ضعيف الشخصية خاضعاً؛ نتيجة شعوره بالخوف باستمرار.
اضطرابات نفسية
من الممكن أن تظهر على الطفل بعض الأعراض النفسية، مثل التبول اللاإرادي، أو ممارسة عادة قضم الأظافر، ونتف الشعر، أو القلق والاكتئاب والحزن ومشاعر الأسى التي تصاحبه أينما كان.
جلد الذات
شعور الأطفال بأنهم سبب المشكلات قد يولد لديهم الشعور بلوم النفس، الذي يصل إلى حد جلد الذات، الأمر الذي قد يتسبب في تأخرهم الدراسي المفاجئ، والعزلة عن أقرانهم، وعدم الرغبة في التحدث مع الآخرين.
مشاعر الكره
من الممكن أن يكره الطفل أحد والديه؛ لكونه السبب في الخلافات من وجه نظره، والميل إلى الطرف الآخر المستضعف من الأبوين، مثل أن يميل الطفل لأمه؛ عندما يشاهد الأب وهو يعنفها ويقسو عليها.
فقدان الشعور بالأمان
الوالدان هما مصدر الأمان الأول بالنسبة للطفل، وبالتالي إذا فقد هذا الأمان فسيفقد الثقة بالعالم والمحيطين، ويتسبب ذلك في توليد مشاعر الذعر لديه، وقد يعرضه ذلك للكثير من المشكلات النفسية والاضطرابات في المستقبل.
الاكتئاب والتوتر
خوف الطفل من أن يفقد أحد والديه؛ إذا انفصلا نتيجة تلك المشاجرات، سيجعله دائماً في حالة من الاكتئاب والتوتر، وقد يصاب باضطرابات الأكل، سواء بالشراهة أو فقدان الشهية.
نصائح للتعامل مع الخلافات الزوجية
تنصح المستشارة الأسرية كاميليا الوالدين بضرورة تجنب النقاشات الحادة أمام الأطفال قدر المستطاع، ومناقشة الأطفال حول ما يحدث بينهما من خلاف، وأنه مجرد اختلاف في الطباع، وهو أمر طبيعي يحدث بين الأزواج، ولن يتسبب في أي نوع من أنواع الضرر لأيٍّ من أفراد الأسرة، وعلى الوالدين أن يفضلا مصلحة الأبناء على خلافاتهما الشخصية، ومحاولة الاستماع إلى بعضهما، بدلاً من الصراخ والشجار، وإذا فشلا في التوصل إلى حل مناسب، فعليهما اللجوء إلى طلب المساعدة من الأكبر سناً من ذوي الخبرة، أو حتى الذهاب إلى مستشار أسري؛ للحصول على النصح والمشورة.
وتستكمل: تبادل الاحترام بين الزوجين من الأمور المهمة جداً لاستقرار الحياة الزوجية، فضلاً عن ضرورة عدم التشبث بالرأي، وإعطاء الفرصة للطرف الآخر كي يعبر عن وجهة نظره ومحاولة تفهمها، مشيرة إلى أن الأبناء هم فلذة أكبادنا، والتوافق بين الوالدين يؤدي إلى حياة أسرية مستقرة، وهو أيضاً إحدى أهم دعائم صحة الأطفال النفسية.