هل زواج الصالونات ناجح؟

هل زواج الصالونات ناجح؟

آدم وحواء

الأحد، ٢٥ أبريل ٢٠٢١

خطوبة الصالونات أو خطوبة العلاقات أيهما أكثر نجاحا.. سؤال دائما ما يقفز لمخيلتنا. د. سميرة سراج إبراهيم وهى استشارية فى الصحة النفسية ومتخصصة العلاقات الأسرية ولديها رسالة بحثية فى "تحولات العلاقات الأسرية بين الماضي والحاضر" ، تقول: سواء خطوبة الصالونات أو خطوبة العلاقات فالكل يريد أن يصل قطار علاقته مع الآخر لمحطة الزواج حيث الاستقرار، والكثيرون يعتقدون ان علاقة الزواج هى أهم علاقة لكلا الطرفين فالزواج يعنى الاستقرار. حسب دراسة بحثية أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصرى العام الماضي كشفت ارتفاعا كبيرا في حالات الطلاق المسجلة في مصر لعام 2020، مقارنة بالعام 2019 و2018، وتطرقت الدراسة لبداية علاقة الزواج وهل كانت البداية خطوبة الصالونات أم قائمة على معرفة مسبقة، واظهرت النتائج ان حالات الزواج والذى كان بدايته الصالونات كان أكثر استقرارا وأطول عمرا. كما تحدثت الدراسة أن حالات الخلع الناتج عن زواج  العلاقات المسبقة أعلى من حالات الخلع الناتج عن زاوج الصالونات.
الحب والرومانسية ليس دليلا على نجاح الخطوبة ثم الزواج
الحب والرومانسية
تؤكد د. سميرة أن تلك الدراسة تعطينا كثير من الدلالات فالاعتقاد الراسخ قديما بأن العلاقات القائمة على الحب والرومانسية علاقات رائعة ومستمرة وتدوم وأنها السبب الوحيد لنجاح الزواج، أصبح اعتقادا مشكوك فيه لحد كبير، فالآلاف من حالات الطلاق كانت بدايتها علاقة حب رائعة وفترة خطوبة مفعمة بالمشاعر، ثم ما تلبث أن تتحطم على صخرة المشاكل والتجاذبات والماديات والحياة الصعبة.
معطيات أخرى لنجاح العلاقة لتصل لقطار الزواج
الزواج
دراسة أجراها عدد من العلماء المتخصصين في العلاقات الزوجية من كلية العلوم الاجتماعية والسلوكية فى جامعة أوتريخت الوطنية بهولندا تضمنت خمسة آلاف من المتزوجين والمطلقات حديثًا (تزوجوا فى الفترة من 2016 ) وأثبتت الدراسة أن الحب فقط ليس العامل الأساسي فى نجاح العلاقة بين الازواج فهناك معطيات أخرى أهمها الحاجة للأمان والاستقرار والتفاهم المشترك والتواصل النفسي والعاطفى.
ويرى د. جميل عبد الرحيم الرفاعى (وهو رجل ستينى) أستاذ علم الاجتماع جامعة الإسكندرية أن علاقات الزواج فى زمن الآباء والأجداد أكثر نجاحا منها حاليا، فزواج الصالونات أكثر نجاحا واستمرارية، ويؤكد "آباؤنا وأجدادنا كانوا أكثر حظا فى علاقاتهم".
ود. جميل له تجربة فى هذا الشأن يحكيها لسيدتى..
الخطوبة
فلقد تابع حالة أحد الأصدقاء سبق له الخطوبة ثلاث مرات الاولى عن حب حيث خطب زميلته بالجامعة وعاش معها تجربة حب مدهشة إلا أن هذه التجربة أصيبت بالفشل بنهاية سنوات الدراسة بسبب التوقعات الرومانسية الإيجابية المفرطة والتى اصطدمت بالزمن والمادة  لافتا أن الرومانسية المفرطة من كلا الطرفين خطر لا بد الانتباه له.
التجربة الثانية كانت عن حب أيضا حيث التقى صديقه فتاة زميلته بالعمل وأحبها حبا جما ثم خطبها وتزوجها وللاسف فشلت العلاقة حيث اكتشف الحبيبان على طول فترة الخطوبة ثم الزواج مدى اختلافاتهما وتضارب قراراتهما ومن ثم كان الاصطدام وانتهت العلاقة أما العلاقة الثالثة كان بدايتها خطوبة الصالونات والتعارف أو التفاهم واكتشاف النقاط المشتركة ثم جاء الإعجاب والذى تطور لحب والمدهش أن العلاقة ازدهرت وتطورت واثمرت عن ثلاث بنين وبنات ومازالت العلاقة  ناجحة  وهادئة ورصينة ومستمرة.
يقول د. جميل هذه الحكاية مؤشر بالغ الاهمية يجب دراسته وتحليله ففترة الخطوبة ليست فترة تعارف فقط بل هى المرحلة التي تسبق الزواج والمؤشر الكبير على نجاح الزواج أو عدمه، ومن ثم يجب على الفتاة أن تنتبه
فالحب هو ركيزة هامة فى العلاقة فى مرحلة الخطوبة ولكنه ليس كل العلاقة
لا يجب أن تختزل فترة الخطوبة فى معانى الحب فقط فهناك معطيات هامة لا بد من الانتباه لها.
 للحب وهج يخفت مع مرور الأيام فتخفت المشاعر وتنطفئ دروب العواطف بفعل الاعتياد اليومى أو السعى وراء متطلبات الحياة.. وهذا يظهر فى فترات الخطوبة الطويلة
نصيحة: اعملى العقل والقلب معا 
ينصح د. جميل الفتاة المقبلة على الخطوبة أن تعمل العقل والقلب معا ولا تجعل القلب هو الذى يتحكم فيها فكثير من العلاقات تحطمت بقسوة على صخرة الحياة الصلدة، والقلب عندما يتحكم بالعلاقة تكون النهاية سريعة، ولكن العقل والتفهم والخلفيات المشتركة والرضا والقناعة تكون ركائز صلبة لحب دائم لا ينهار بمرور الايام