اجعل عاطفتك بقربك.. بقلم: شيماء المرزوقي

اجعل عاطفتك بقربك.. بقلم: شيماء المرزوقي

آدم وحواء

الاثنين، ١٥ مارس ٢٠٢١

قرأت قبل فترة من الزمن كلمات حول القرارات العقلية، أو ما سمي بالقرار بعد التفكير المطول العميق، وهناك تحذيرات عديدة للابتعاد عن العاطفة عند اتخاذ قرارات مصيرية، ومن المهم أن تكون قراراتنا منطقية تتماشى مع الواقع وتتعاطى معه بشكل دقيق.
هذه كلمات عامة لا يمكن اعتمادها كمنهج حياتي تام وفي مختلف المراحل، والسبب أننا نحتاج إلى العاطفة في كثير من الجوانب؛ بل هناك مواضيع عدة وقضايا من المهم أن ننظر للجانب العاطفي الشعوري فيها، وليس العقلي المنطقي المجرد وحسب.
وهناك مواضيع وقضايا إذا تم الحكم عليها بشكل قاسٍ وموضوعي وبشكل مباشر، لا تنجح أو لا تكون قراراتنا سليمة؛ لأنها تجردت من العاطفة. الذي أريد الوصول إليه هو أن التفكير العاطفي ليس شراً، ولا هو تفكير عاصف سيؤدي إلى الانهيار كما يقال لنا بين وقت وآخر.
نسمع بعض الآباء والأمهات عندما يصرخون في وجوه أبنائهم قائلين: لا تفكر بعاطفة، أو من يقول: أبعد العاطفة، وهذا أعتقد بأنه خطأ بالغ. نحن نحتاج إلى العاطفة ونحتاج إلى أن تكون قلوبنا بقربنا، لا نريد أن نكون آلات متجردة دون إحساس أو بلا شعور. وهذا الجانب تحدث عنه العلماء وكان محل العناية والاهتمام، وحثوا على الرحمة والشعور بالآخر، وأن نحاول قدر الإمكان النظر للجوانب الأخرى، عند اتخاذ قرار قد يؤذي ويسبب ألماً وحزناً لمن هو بقربك، وهناك دراسات كثيرة عن فائدة العاطفة، وأنها في كثير من الأحيان تكون في الصدارة كموجّه ومرشد لنا في اتخاذ قراراتنا السليمة الصحيحة.
في كتاب «تعرف على دماغك»، من تأليف الدكتورة ساندرا أمودت، أستاذة علم الأعصاب، والدكتورة سام وانج، أستاذة في علم الأعصاب وعلم الحيوية الجزيئية، جاء التالي: «يفترض معظم الناس أن العواطف تتداخل مع قدراتنا على القيام باختيارات معقولة، لكن هذا ليس صحيحاً. تحدث العواطف استجابة للأحداث في العالم، وتُبقي أدمغتنا مركزة على معلومات حاسمة، مثل أذى جسدي يهددنا، أو فرصة اجتماعية تنتظرنا. تحفّزنا العواطف لتشكيل سلوكنا من أجل اكتساب ما نرغب فيه وتجنّب ما نخافه».
اجعل عاطفتك بقربك ولا تتخل عن الرحمة والشعور بالآخرين، فكر وتعمق واستحضر القلب والإحساس وكل عواطفك، وما خاب من استفتى قلبه.