حب المراهقين مشاعر صادقة لا تدوم

حب المراهقين مشاعر صادقة لا تدوم

آدم وحواء

الثلاثاء، ٩ فبراير ٢٠٢١

وجدت الأخصائية التربوية الأردنية نور وليد ضالتها في تحقيق شغفها للتعامل مع الأطفال في سن المراهقة، عندما قررت إنشاء صفحتها على منصة انستغرام، وخصصتها للتعامل مباشرة مع المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و21 عاماً. ونور حاصلة على بكالوريوس تربية من جامعة أبوظبي، وعلى الرغم من أن عملها في مجال البترول، إلا أنها لم تتخلَّ عن تطبيق ما تعلمته أكاديمياً مع المراهقين، بهدف حل مشكلاتهم النفسية والتربوية مباشرة، فهي تقدم المشورة والنصائح لأكثر من 40 ألف متابع على صفحتها، فضلاً عن تقديم العديد من الدورات التطوعية في التعامل مع المراهقين، من خلال منصة «نحن» الأردنية التي تعني بالشباب ومشاكلهم. وفي حوارها مع «زهرة الخليج» توضح نور طريقة تعامل الآباء مع أبنائهم المراهقين في شتى الموضوعات وأهمها مشاعرهم.
حب المراهقين مشاعر صادقة لا تدوم
 • ما طبيعة المشكلات التي تصلك غالباً من المراهقين؟
- معظم الرسائل تتعلق بمشاعر الحب والتعلق بالطرف الآخر وتأثير ذلك بشكل سلبي في دراستهم، فضلاً عن عدم تفهم الآباء لتلك المشاعر في هذه السن المبكرة، على الرغم من أن تلك المشاعر في الغالب من أصدق المشاعر خلال سنوات العمر، لا سيما أن الأطفال في هذه السن قد يلجؤون للميل إلى الطرف الآخر، لعدم حصولهم على الاهتمام والحب الكافيين من الوالدين ومحيط العائلة.
الجنس الآخر
• كيف لا يهتم أولياء الأمور بأبنائهم؟ وما تأثير ذلك فيهم؟
- في حالات التفكك الأسري بسبب الانفصال العاطفي أو ما يسمى «الطلاق الصامت»، أو الطلاق الفعلي أو وفاة أحد الوالدين، وربما بسبب غيابهما عن المنزل نتيجة الانشغال بالعمل وتحقيق الذات بعيداً عن الأبناء، إذ ينعدم التواصل ويبدأ الأطفال، خاصة في سن المراهقة، في البحث عن من يقدرهم ويتواصل معهم، من خلال مشاعر الحب والتعلق بالطرف الآخر، ومن أهم الأخطاء الفادحة التي يقع فيها بعض أولياء الأمور، الشعور بالخجل والتوقف عن احتضان الأبناء وتقبيلهم والتحاور معهم وتدليلهم في بعض الأحيان، إعتقاداً منهم أنهم قد وصلوا إلى سن البلوغ، وأن تلك المشاعر لا تتناسب معهم الآن وهم ليسوا بحاجة لها.
• هل يرتقي الحب في سن المراهقة إلى مرتبة الحب الحقيقي؟
- لا، هو في الغالب مجرد شعور بالإعجاب ينبعث من الاهتمام بالتعرف إلى الجنس الآخر، الذي تحركه الغريزة والتغيرات الهرمونية والفسيولوجية للشباب من الجنسين، والتي تؤثر في تفكير المراهقين وتجعلهم غير قادرين على تمييز مشاعرهم، المهم هنا هو التعامل مع تلك المشاعر بطريقة صحيحة من أولياء الأمور.
• ما الطريقة الصحيحة لتعامل أولياء الأمور مع أبنائهم في سن المراهقة، عند التصريح بمشاعر الحب؟
- لا بد أن يمنح الآباء أبناءهم الحرية الكافية للتعبير عما يختلج في أنفسهم من مشاعر بطريقة إيجابية، خاصة أن ذلك الحب في تلك الفترة من الأمور الطبيعية، ولا يعتبر كارثة أو عيباً، ما دام لم يتعدَّ الحدود المسموحة، فقد وصلتني رسالة من إحدى المراهقات تفكر في الانتحار لأنها مرتبطة بشخص ما، ووالدتها ترفض تلك المشاعر أو حتى التحدث معها في الموضوع، وهنا تكمن المشكلة، حيث يكون الخلل في الأم، لأن الفتاة لديها نقص في مشاعر الحب في البيت فتبحث عنه في الخارج، وإذا لم تكن الأم الأذن المصغية لابنتها فمن سيكون؟
4 مراحل
• ما ردك على رسائل المراهقين؟ وما النصائح التي توجهينها لهم؟
- المراهقة هي مرحلة ينتقل فيها الفرد من الطفولة إلى الرشد والبلوغ، وأثناء تلك المرحلة تحدث تغيرات نفسية وجسدية وعقلية كبيرة، لذلك أتعرف في البداية من المراهق عن طبيعة علاقته بوالديه، وغالباً أتأكد من وجود فجوة عاطفية بينهما، وأبدأ معه بشرح تلك الفجوة التي أدت إلى تعلقه الشديد بالطرف الآخر، ثم أنتقل إلى تطبيق أسلوب العلاج السلوكي المعرفي.
• كيف يكون العلاج السلوكي المعرفي للمراهق؟
- يعتمد على الحديث مع المراهق بهدف تغيير طريقة تفكيره وتصرفاته، ويكون ذلك عن طريق المرور بأربع مراحل تعليمية خلال ثلاثة أشهر، وأرسل لهم بعض الفيديوهات التعليمية، كي تعلمهم مهارات التعامل مع الآخرين وحب الذات والاعتماد عليها وتنميتها، وكيفية تخطي عوائق الحياة، وهي الأمور التي قمت بالبحث عنها وتجميعها على مدار خمس سنوات متواصلة لتطبيقها على المراهقين، وأطلب منهم مشاهدتها وكتابة ما تعلموا من هذه الفيديوهات ثم إرسالها لي، ومن خلال تلك الكتابات أستطيع التعرف أكثر إلى ما يفكر فيه المراهقون، وألاحظ تطور وعيهم من خلال إعادة تشكيل أفكارهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم.
• ما النصيحة التي توجهينها إلى أولياء الأمور؟
- على الوالدين مراعاة الفرق بين حقوق الطفل الإجبارية، التي ينبغي عليهم توفيرها مثل المسكن والمأكل والمشرب والاهتمام بالصحة والتعليم، وبين تفاصيل التربية التي تتطلب منهم أن يكونوا الأذن المصغية لأبنائهم طوال الوقت، وتوفير الوقت الكافي للتحاور معهم وأن يطوروا ذواتهم، خلال مشوار تربية الأبناء عن طريق القراءة في موضوعات التربية الحديثة أو حضور بعض الدورات التدريبية وورش العمل التربوية، خاصة أن كل جيل يختلف عن الآخر، وبالتالي فإن طرق التربية أيضاً لا بد أنها ستكون مختلفة.
على الطريق
تقول الأخصائية التربوية نور وليد «أكثر ما يسعدني وصول رسائل امتنان وشكر، سواءً من مراهق قمت بمساعدته لتخطي أزمته النفسية، أو من أولياء الأمور عندما يلاحظون التغيير الإيجابي الذي بدأ يظهر على أبنائهم، لأن ذلك يؤكد أنني على الطريق الصحيح في رحلتي مع المراهقين».