شباب وشابات: هؤلاء فقط يستحقون الحب

شباب وشابات: هؤلاء فقط يستحقون الحب

آدم وحواء

الاثنين، ٨ فبراير ٢٠٢١

يصاب بعض العشاق بخيبة أملٍ كبيرة، إذ يكتشفون بعد فترة أن «الحبيب» لم يكن يستحق كل مشاعر الحب التي كانوا يحملونها تجاههم لأسبابٍ مختلفة. هذه التجارب تجعل آخرين يتخوَّفون من فكرة الوقوع في الحب خشية ملاقاة مصيرٍ مثل مصير أبطالها. ولأن الموضوع مهمٌّ ومصيري، ويلامس شريحةً كبيرة من المجتمع، وهم الشباب، سلطت «سيدتي» الضوء عليه ، حيث سألت عدداً من الشباب والشابات عن صفات الشخص الذي يستحق أن نمنحه حبنا ونخصص له عواطفنا.
الحب يخترق القلوب
بدايةً، بيَّنت أبرار عبدالله، كاتبة، أن «الجميع يستحق الحب، المذنبون والمضطهدون، النساء والرجال، الأطفال والكبار». وقالت: «الحب في رأيي حينما يكون صحيحاً، يستطيع اختراق الأبواب الموصدة، ودخول القلوب المتحجرة، لكن فيما يخصُّ العلاقات، أعتقد أن مَن يستحق الحب هم الأشخاص الذين يسمحون لنا بأن نكون أنفسنا أمامهم»، مؤكدةً أننا «لا نكون في علاقة حبٍّ حينما نتظاهر بأننا شخصٌ آخر».
بينما رأى عبدالكريم الخزرج، معلم، أن الحب الحقيقي للعائلة وكل مَن يسعدنا، موضحاً أن «الإنسان كتلة من المشاعر والعواطف والرغبات، ولا يوجد قلبٌ يخلو من هذا المخزون المتدفق، لكنَّ السؤال الذي يطرح نفسه هنا: أين يصرفها ولمَن؟ شخصياً، تعجبني قصص الحب التي تنشأ في المنزل، فحب العائلة في رأيي هو الأساس والأمان والاحتواء، ومنه تبدأ نهاية مفترق الطرق، إما اكتفاءٌ، أو فراغ عاطفي. تقول الست أم كلثوم: أما الحب يا روحي عليه. أما أنا فأقول: إذا أردت أن تُحب، فاعشق شيئاً يسعدك، يبهج قلبك، يضيف لروحك الجمال، شيئاً يجعلك تبتسم كلما ضاقت بك الحياة».
الجميع يستحق الحب
وأكدت أريج مدني، مدربة وعي وتطوير ذات، أن الجميع يستحقون الحب، وعن ذلك قالت: «لا يوجد، من وجهة نظري، مَن لا يستحق الحب، فالحب هبةٌ من الخالق، أعطانا إياها بحبٍّ، وكرَّمنا وفضَّلنا على كل مخلوقاته بحبٍّ، لذا أرى أن كل البشر يستحقون الحب، بعيداً عن أي تصنيفاتٍ وأحكامٍ مبنية على وجهات نظرٍ مختلفة».
لكنها أكدت أن «هناك أشخاصاً قد يندمون على الحب بسبب حدثٍ ما، أو صدمة يتعرضون لها، أو شعورٍ أو معتقدٍ، ومع ذلك تبقى هناك دائماً طرقٌ عدة لعيش الحياة بكرامةٍ وحبٍّ، فإن كنت من النادمين على الحب، فابحث عن السبب الحقيقي لهذا الأمر داخلك، وكن صادقاً مع نفسك، حينها ستصل حتماً إلى مرادك، وستعيش الحب دون ندم».
حالة من التوحد
وأوضحت سارة طالب السهيل، كاتبة وناشطة اجتماعية، أن "الحب الكبير"..الحقيقي هو الذي يستحق أن نقول عنه إنه حبٌّ»، مشيرةً إلى أن «الحب يظل رمزاً لاستمرار وجودنا وبقائنا الإنساني، لذا لا غرابة أن تغزونا مشاعر الحب، وتصيب بسهامها مرامي قلوبنا دون أن نستطيع ردها»، مؤكدةً أن «الحب الحقيقي حالةٌ من التوحد بين الحبيب ومحبوبه، وعندما تصدق بتجليات الإخلاص، نستطيع وقتها سماع خرير المياه، وصهيل الخيل، وتغريد العصافير، وقد نرى القمر بدراً على الرغم من وجوده في حالة المحاق. سنشعر بالنور في عتمة الليل يسري في أعماقنا، وسنسبح بجوارحنا في فضاء الهيام، وسنرى أنفسنا في جنة الفردوس، حيث الجمال والسلام الداخلي. ستهون علينا الدنيا بمشكلاتها وتلاطم أمواجها، فالحب سيطهر قلوبنا بمشاعره العذبة».
لكنَّ سارة رأت في الوقت نفسه أن «هذا الحب يتحول إلى ظلمةٍ حالكة، وسجن لأرواحنا إذا ما شعرنا بغدرٍ، أو مكرٍ من الحبيب، أو دخوله في العلاقة بدافعٍ من مصلحةٍ شخصية دنيوية رخيصة، أو رغبةً منه في استغلالنا بأي طريقةٍ كانت، مع أننا نكون في أشد الحاجة إلى الحب الحقيقي البعيد عن الكذب»، مشيرةً إلى أن «الطرفين يشعران في الحب الحقيقي بالأمان والراحة النفسية، والتسامح والغفران، تترجم ذلك معاني التضحية والفداء والإيثار. يقول جورج سبنسر: أن تدفن الحب في قلبك أفضل من أن تعطيه لمَن لا يستحق؛ لأن مَن لا يستحق قد يدمرك ويقضي عليك، بينما الحب الحقيقي يدفعك للأمام، ويشجعك على تخطي صعوبات الحياة، وينقذك من الغرق في دواماتها، ويدفع بك للنجاح تلو النجاح».