هل يفيد الإنفصال المؤقت في إنقاذ الزواج؟

هل يفيد الإنفصال المؤقت في إنقاذ الزواج؟

آدم وحواء

الأحد، ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٠

تُعتبر كل علاقة مختلفة، فكلها لها جوانبها الإيجابية، ومعاناتها ومشاكلها الخاصة، وتاريخها الخاص. ولكن هناك بعض جوانب العلاقات التي تكاد تكون عالمية، سواء من ناحية الأفضل أو الأسوأ. بحسب خبيرة علم النفس الفرنسية باسكال انجيه يمكن هذا في بعض الحالات ان يساعد على ترميم العلاقة وعلى اعادة بنائها. وهي ترى ان الانفصال المؤقت يعتبر الحل الوحيد لبعض الثنائيات. وهذا ابرز ما يجب معرفته عن اهميته وفوائده ونتائجه السلبية.
فوائد الانفصال المؤقت
بعد تزايد الخلافات الزوجية والمشادات قد يجد الزوجان انه بات من الضروري ان يأخذ كل منهما قسطاً من الراحة وخصوصاً في حال تراكم اسباب الضغوط والمشاكل. ولهذا يمكن ان يقررا الانفصال المؤقت. وهذا ينطوي على العديد من الفوائد بحسب خبراء العلاقات وعلم النفس.
-يساعد هذا القرار كلاً من الزوجين على اعادة التفكير بتصرفاته وسلوكياته ورود افعاله وافكاره ومشاعره وتقييم طريقة تعامله مع الآخر. كما يساهم في دفعه الى اعتماد العقل وسيلة للتفاعل مع المشكلات الزوجية بدلاً من العاطفة.
-يمكن ان يساهم هذا الانقطاع بعد التفكير في اعادة ارساء الحوار كحل نهائي وفعال للكثير من المشاكل العالقة بين الزوجين.
-قد يدفع هذا احد طرفي العلاقة الى الاعتراف بأخطائه والى التقدم بالاعتذار للآخر والى تصحيح سلوكياته، ما يعني تجديد العلاقة وانطلاقها نحو افق جديد افضل واكثر رحابة.   
-يمكن ان يساهم في جعل كل من الزوجين اكثر تفهماً للآخر ولحاجاته ومشاعره وانفعالاته ومواقفه وطريقة تفكيره.
وعن هذا تقول الخبيرة: "الانفصال المؤقت قد يكون الحل النهائي الذي يمكن ان ينقذ الحياة الزوجية. في حال انقطع التواصل وبات الحوار بين طرفي العلاقة امراً صعباً، من الضروري ان يحظى كل منهما بقسط من الراحة وان يقوم بخطوة الى الخلف من اجل اعادة النظر في العلاقة التي تجمعه بالآخر. والانقطاع لبعض الوقت يشبه الاستحمام بالماء المنعش في ايام الحر".  
وتشير الى انه يمكن الابتعاد عن شريك الحياة لمدة شهرين كحد اقصى ان يكشف مدى الحاجة والاشتياق اليه. وتضيف: "لكي يكون هذا الانفصال فعالاً من الضروري ان يطرح كل من طرفي العلاقة على نفسه الاسئلة التي ترتبط بها من دون ان يتواصل مع الآخر. ولهذا من المهم استغلال ايام العطل ايضاً من اجل التفكير بهدوء وصمت بعيداً عن كل المؤثرات الخارجية الاجتماعية والعاطفية.
سيف ذو حدين
ينطوي الانفصال المؤقت عن شريك الحياة على الكثير من الفوائد. لكنه بحسب الخبيرة سيف ذو حدين. فمن الممكن ان يؤدي الى اعادة تجديد الحياة الزوجية وقد يسبب في المقابل الانفصال التام والنهائي. وتعلق انجيه على هذا بالقول: "قد يكون ذلك لعبة خطرة ومغامرة غير محسوبة النتائج ايضاً. ففي هذه الحالة قد يقرر كل من الزوجين انهاء العلاقة. وقد يجد احدهما او كلاهما في الحياة من دون شريك مساحة للتنفس والشعور بالراحة والبعد عن الضغوط.
كما انه يستعيد من خلال ذلك استقلاليته وثقته بنفسه" ولهذا تنصح بضرورة اخذ قرار الانفصال المؤقت بعقلانية ومن دون استعجال. كما تدعو الى التفكير في امر انهاء العلاقة الزوجية بوضوح وبعيداً ان اي تأثير خارجي. اما ما تركز عليه فهو الحوار الهادئ الذي تعتبره افضل السبل لإعادة المياه الى مجاريها ولمنع الانفصال النهائي.