ممارسة الجنس مع الزوجة بالإكراه.. هل يُعد

ممارسة الجنس مع الزوجة بالإكراه.. هل يُعد "اغتصابًا"؟

آدم وحواء

الأحد، ١٦ أغسطس ٢٠٢٠

عدم انتظار رغبة الزوجة، أو إجبارها على ممارسة العلاقة بالإكراه، أو كما يسميها البعض "اغتصاباً"، هي ممارسات جنسية خاطئة يمارسها الزوج بحق زوجته رغماً عنها، غير مبالٍ بمشاعرها أو توازنها وتهيئتها النفسية لهذه العلاقة المقدسة.
ممارسة العلاقة الحميمية الصحية بحسب توصيف اختصاصي الطاقة الإيجابية والصحة النفسية والعلاقات، الدكتور عادل القراعين حالها حال الطعام لا يجوز الإفراط فيه أو التقصير به، حفاظاً على الصحة الجسدية والنفسية التي هدفها تحقيق غايات شخصية ومجتمعية للزوجين، وليس لأحدهما على حساب الآخر.
وحتى تحقق العلاقة الحميمية غاياتها، يتوجب عليهما الاستعداد الجسدي والنفسي والعاطفي ليصلا إلى المتعة والشغف، فتدوم شحنتهما بالرضا النفسي لفترات طويلة قد تمتد لموعد الممارسة التالية.
لكن القراءة السيكولوجية لـ "مشاعر الرضا" تقول إنها أدنى درجات المشاعر الإيجابية، وقد لا تكفي للارتقاء بالمتعة إلى مرتبة السحر، قبل وأثناء وبعد الممارسة الجنسية.
ماذا لو..
والتساؤل الذي ما زال معلقاً في كثير من غرف النوم هو الذي يقول: أي نوع من المتعة، إن لم تكن مشاعر الرضا موجودة أساساً عند ممارسة العلاقة بالإكراه أو بما يُفضل القراعين تسميته "سلب إرادة المرأة وحريتها" وليس اغتصاباً بالمعنى، وماذا ستكون النتائج؟
ما لا يراه القراعين مقنعاً، هو أن يقدم الزوج على ممارسة العلاقة مع زوجته لينال وحده متعته الجسدية، أما هي فلا يهم، بداعي أحقيته الشرعية والقانونية فيها، أو بداعي الموروثات والعادات الاجتماعية الخاطئة، بغض النظر عن قابليتها واستعدادها على كافة الأصعدة، حتى وإن اضطر أحياناً للتهديد بمعاقبتها وحرمانها مما تحب إن لم تنجح في تحقيق شهوته الجسدية.
وما يقصده القراعين، هو أن الإكراه بالجنس لا يُفضي إلا لاستهلاك احتياجات الزوج الجسدية، ولفترة مؤقتة، وكأن شريكته غير موجودة.
تلك الرغبات الجسدية بالواقع لا تشكل سوى جزء ضئيل من مجمل العلاقة التي يجب أن تتشبع بعواطف المودة والحب والتفاهم، وإلا فإنها ستترك مكانها لمشاعر النفور، والألم وفقدان الشريكة سيطرتها على مشاعر قد تتحول إلى كراهية.
وهذه مسألة، بتقدير الاختصاصي القراعين، طقس حميمي محبط ومشبع بالطاقات السلبية التي تتنقل بين الشريكين بالعدوى إذا جاز التعبير. آثارها السلبية ستخرج من غرفة النوم إلى حياتهما اليومية فتأكل من صحتهما النفسية، وقد تأتي على استمرار شراكتهما والعائلة والمحيط الاجتماعي.
عليه بالاقتناع
من ضمن الحلول لهذه العلاقة الجنسية السلبية، من وجهة نظر القراعين، أن يقوم هذا الزوج "السلبي" بالعمل جاهداً على إصلاح نفسه، وليعي بأن الزواج شراكة متكافئة طويلة الأجل تتكون من إنسانين لهما نفس الحقوق وعليهما نفس الالتزامات.
كما لا بأس من زيادة جرعة احترام مشاعر زوجته ورغباتها المختلفة، للوصول لمستوى متفق عليه من ناحية دورية ونوعية الممارسة الجنسية، ولا بأس أن تكون هناك تنازلات مقبولة من كلا الطرفين، لأنها ستؤدي تدريجياً لارتفاع مستويات الإيجابية بالعلاقة وصولاً إلى "الرضا" ومن ثم "المتعة" وما ينبني عليها من استدامة مؤسسة الزواج بكل ما فيها من قيم مضافة.
ويختتم القراعين: "وإن لم يستطع الزوج الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمية بحب وقبول متبادل، يلبي الرغبات الجسدية والعاطفية، فلا ضير من مراجعته أصحاب الاختصاص لمساعدته بإيجاد الحل".