لماذا ينتقل الزوج من العلاقة الحميمية إلى النفور من زوجته؟

لماذا ينتقل الزوج من العلاقة الحميمية إلى النفور من زوجته؟

آدم وحواء

الاثنين، ٢٧ يوليو ٢٠٢٠

لكثرة ما تتعامل مواقع السوشال ميديا بمواضيع ونهفات العلاقات الزوجية والترويج لانطباعات أن هذه العلاقة لا يطول بها الوقت حتى تبرد وربما تتحول إلى نفور من طرف الزوج، فإن الموضوع أضحى مُلفتا، ومدعاة للتقصي عن مدى دقته العلمية والسيكولوجية.
مصدر الالتباس في تشخيص ما يطرأ على درجة حرارة العلاقة الزوجية هو ما يسمونه عقدة "هو وهي" المجتمعية، وهي التي يعطي فيها الرجل لنفسه الأحقية بفرض مطالبه الجسدية والعاطفية، وطريقة الممارسة الزوجية وتفاصيلها، بل وضرورة اهتمام الزوجة به وتحمُّل شخصيته بما تحملها من سلبيات.
الدكتور عادل القراعين
ما يقصده بذلك، اختصاصي الطاقة الإيجابية والصحة النفسية والعلاقات الدكتور عادل القراعين، هو أنه في حال خالفت الزوجة القواعد المفروضة من الزوج وتمردت على قوانينه، فكأنها تبدأ في "خراب عشّها" كما يقول المثل، كون ذلك يعني بمنظور الزوج تجاوزا للخطوط الحمراء التي من الصعب تقبُّل صدورها من الزوجة "المطيعة".
فما يبرره الزوج لنفسه وللآخرين مع الوقت، هو أن سبب ضبابية علاقتهما وتباعده عنها ونفوره منها جسديا وعاطفيا، تعود لعدم الانصياع لأوامره.
من زاويته، يرى الزوج أن أعمال الزوجة داخل المنزل بسيطة وتنتهي بسرعة دون تعقيدات، وما عليها بمجرد عودته للمنزل، إلا أن يجدها بكامل أناقتها وتألقها واستعدادها لتقديم جسدها وعواطفها له بالكامل ولا يحق لها الرفض أحيانا.
كثرة الأسئلة والتذمر
وبحسب القراعين، فإن الغيرة غير المبررة والأسئلة الكثيرة ورغبتها بالتملك ومراقبة تحركاته والشك به أحيانا، هي ربما مبرر آخر يجعل الزوج ينفر من زوجته؛ فأكثر ما يُشعر الرجل بالضيق هو أن يجد أي طرف كان وبالأخص زوجته، تمسّ بحريته المطلقة التي منحها لنفسه أساسا، بعيدا عن مستوى التفاهم الذي يفترض أن يكون بينهما.
وهنا تدخل في إطار العلاقة مسألة بحث الزوج عن امرأة أخرى، أو رفيقة تستمع لكلامه وتشاركه همومه وتعطيه دوره الطبيعي في الحياة، ليشعر بوجود سيدة تدعمه عاطفيا وتلبي مشاعره الإنسانية الطبيعية.
وفي هذه الحدود من شبكة المستجدات والحاجات العاطفية، تذهب المعادلة الشائعة إلى القول إنه إذا كانت المشكلة صادرة من الزوجة، وهي فعلا سبب نفوره منها، وترغب بعودته إليها كما كانت علاقتهما في السابق، فإن عليها إعادة حساباتها، وتقدير ضغوطاته النفسية التي يتعرض لها بالعمل والحياة، ومحاولتها بشتى الطرق دعمه لاستمرارية حياتهما بالصورة الإيجابية المثمرة.
تنازلات متبادلة
إذا المطلوب، وفق القراعين، خلق حالة من الانسجام بينهما على مختلف مسارات حياتهما الزوجية، وعمل ما ينبغي لضمان جمالية هذه العلاقة المقدسة، ولا ضير من قيامهما بتقديم بعض التنازلات من الطرفيْن.
وفي حال لم يلتقيا عند نقطة معينة، وظلّ النفور مستمرا، يُنصح عندئذٍ اللجوء لأخذ المشورة من أصدقائهم الإيجابيين، وكسب الخبرة من تجاربهم الزوجية الناجحة، أو اللجوء إلى خبير موثوق في العلاقات الاجتماعية لمساعدتهما على إيجاد حلول فعالة.
المستشارة الأسرية سمية عبدالدايم
المسألة لا تقبل التعميم على كل الرجال، بحسب المستشارة الأسرية ومدربة التنمية البشرية والتطوير الإداري سمية عبدالدايم؛ فشخصية كل واحد منهم مختلفة عن الآخر: "ما يكرهه الرجل في زوجته، ربما هو عند الآخر مقبول وعادي".
ولكن ما يشترك عليه الأزواج كافة في مسألة نفورهم من المرأة، أن تكون سليطة اللسان، دائمة الاستخفاف به في اللباس وحتى في تعامله معها في أكثر اللحظات حميمية، والتقليل من قيمته مهما فعل من أجلها وأجل بيته.
المسترجلة والمتحكّمة
في توصيفها للبيئة البيتية التي تنمو فيها فيروسات نفور الزوج، تستذكر عبد الدايم أن المرأة "المسترجِلة" هي واحدة من الشخصيات التي يكرهها الرجل ويذهب للنفور منها، فهي كمن ترفض أنوثتها، وتتشبه بالرجل سلوكا وتفكيرا، فيبدأ هو بدوره يبحث عن المفقود.
ومثلها أيضا الزوجة المتحكِّمة التي تسيطر على زمام الأمور وإدارة دفّة الحياة الزوجية، غير مكترثة بواجباتها الأساسية وأناقتها وجمالها ورائحتها، وطريقتها في استقباله والاهتمام بمكان نومه واستشعار حاجاته الصامتة، التي إذا لم تقرأها الزوجة فإنها تتحول من الحميمية إلى النفور، كما تقول.