البرودة الجنسية ما بين الثنائي

البرودة الجنسية ما بين الثنائي

آدم وحواء

الثلاثاء، ٣٠ يونيو ٢٠٢٠

للزوج وللزوجة دور بارز في إستثارة «الشرارة الجنسية» بينهما. فحتى مع مرور سنين من الزواج، يمكن أن يجد الثنائي طرقاً لتقوية العلاقة، بالرغم من أنّ البعض يعبّر عن «إختفاء» العلاقة الجنسية وهما ما زالا في محض «نشاطهما الجنسي». فما هي البرودة الجنسية؟ وكيف يمكن أن يتساعد الزوجان لإيجاد طاقة جنسية بعد إضمحلالها لسنوات وسنوات؟ ما الأسباب وراء خمود اللهيب ما بين الزوجين؟ وكيف يمكن مساعدة الطرف الآخر في إسترجاع رغبته؟
يعتبر كثير من الأشخاصن أنّه إذا إنعدمت الحياة الجنسية بين الثنائي، يعني أنّ مصير تلك العلاقة هو الهجر. ولكن هذا الكلام غير صحيح. فعندما تذوب العلاقة الجنسية التي عادة تجمع الثنائي، يجب أن يتساعد الزوجان لإعادة إحياء حياتهما الجنسية. وهناك الكثير من الأمور التي يمكن أن تساعد في إحياء الشرارة من جديد. ولا يجب أن ننسى، أنّ نمط الحياة يؤثر مباشرةً على الحياة الجنسية. فإذا كان أحد الثنائي كثير الانشغال في عمله، ومسؤولياته تفوق قدرته... يعود هذا الشخص إلى منزله منهك القوى، فيستسلم للراحة وللنوم، طالباً من الشريك التفهم. وطبعاً هذه حالة كثيرين من الأشخاص الذين تنهكهم مطالب الحياة العملية، متناسين مطالب شريك الحياة.
وهكذا، تكبر وتتوسع الفجوة التي يمكن أن تظهر بين الثنائي. ولكن في بعض الأحيان، يعمل كلا الزوجين، وهنا، لا تتأثر الحياة الزوجية فحسب، بل حياتهما الجنسية أيضاً. والنتيجة، يتأجّل النشاط الجنسي يوماً بعد يوم بسبب الإرهاق.
هل تنطفئ الرغبة الجنسية مع الوقت؟
كلا، لا تنطفئ الرغبة الجنسية، بل هي بحاجة دائمة للتجديد. فكل شيء في هذه الحياة بحاجة لترميم وتصليح مع مرور الوقت. الحياة الجنسية بحاجة دائماً للإستثارة كي لا تنطفئ. بالإضافة إلى ذلك، لا يجب الخلط ما بين الحياة الجنسية بين الزوجين وحياتهما كثنائي. فكم نعرف من الأشخاص، الذين لا يعانون من مشاكل علائقية، ولكن حياتهم الجنسية معدومة. وهناك أيضاً كثير من المتزوجين، الذين لا يعانون البتة من مشكلات جنسية، ولكن حياتهم العلائقية ليست سوية ابداً. ويعتبر علم النفس - الجنسي، بأنّ الحياة الجنسية تؤثر تأثيراً مباشراً على الحياة العلائقية بين الزوجين والعكس صحيح.
ولا يمكن التكلم عن الرغبة الجنسية دون التكلم عن الروتين اليومي الذي يعيشه الثنائي في العمل وفي العائلة. وليس الروتين اليومي وحده سبب المشكلات على الصعيد الجنسي، بل التوتر والإكتئاب وظهور الأمراض النفس- جسدية، كالقروح الهضمية أو أمراض القلب أيضاً.
أسباب البرودة الجنسية بين الثنائي
 
إذا انعدم النشاط الجنسي بين الزوجين، هذا لا يعني بالضرورة وجود مشكلة جنسية بين الزوجين، بل ربما مشكلة عاطفية يمرّ بها الثنائي. فطبعاً الغضب والإحباط والحزن العام وعدم الرضا والعدوانية... تضخ كل هذه المشاعر السموم في العلاقة بين الزوجين وتجعلهما غير قادرين على التقرّب والإندماج من جديد. فالزوجة التي لا يرضيها شيء، حتى لو قام الزوج بسابع المستحيلات، والتي تشعر دائماً بالحزن والإهمال، بالرغم من أنّ اهتمام الزوج... والزوج العدواني، الذي لا يمكن أن يقوم بحديث هادئ وناضج مع زوجته ويغضب بسرعة فائقة و»يفش خلقه» بها... كيف لهما بناء علاقة سوية، وممارسة الحب؟ هكذا تبدأ المشكلات ويبتعد الزوج عن زوجته تدريجياً وتصبح الحياة الثنائية معدومة الانسجام.
كما هناك أسباب أخرى يمكن أن تكون وراء انصراف الزوجين عن الجنس، ومن أهمها:
- الإكتئاب، الذي يكون سبباً أساسياً لإنخفاض الرغبة الجنسية، كما التعاسة الزوجية وعدم الرضا بالطرف الآخر.
- المرض، أكانت أمراضاً نفسية أو جسدية... جميعها تخفف من الرغبة.
- المشكلات الإجتماعية والإضطرابات النفسية التي تلعب دوراً سلبياً في انسجام الزوجين
- الأدوية، هناك طبعاً أدوية تؤثر على الإنتصاب عند الرجل وتؤدي إلى جفاف المهبل عند المرأة، وبالتالي تجعل ممارسة الجنس صعباً جداً.
والعلاج؟
عندما يشعر الزوجان ببعض البرودة في الحياة الجنسية، يجب أن يبحثا عن سبب تلك البرودة. كما يجب معالجة القلق الذي يمكن ان يكون سبباً مباشراً للفشل الجنسي. لذا يمكن التخفيف من القلق وتطبيق بعض الأساليب التي تهدف إلى تخفيفه وإعادة الثقة بالنفس مثلاً والإسترخاء... كلها تساعد في إستعادة الحرارة الجنسية. كما ان الثقافة الجنسية وقراءة المقالات العلمية حول الجنس وتعديل المعلومات الخاطئة... تخلق الانسجام المتجدّد بين الطرفين. إضافة إلى ذلك، على الزوجين تحسين العلاقة التي تجمعهما، فيزيد التفاهم، وبالتالي تستقر أكثر علاقتهما الجنسية. ويمكن إبتكار طرق جديدة لخلق الإنجذاب الجنسي من جديد.
 
كما قد يحتاج الثنائي إلى تغيير نمط الحياة والتحدث مع الطبيب المختص عن صحة الأوعية الدموية، خصوصاً إذا كان يعاني المريض من أمراض جسدية، كارتفاع ضغط الدم أو إرتفاع الكوليسترول ومستوى السكر في الدم... كل ذلك يمكن أن يؤذي الشرايين الدموية في جسم الإنسان ويؤثر تأثيراً مباشراً على الإنتصاب عند الرجل وعلى الرغبة الجنسية عند المرأة. كما من أهم النصائح لإستعادة شرارة الحياة الجنسية، تجنّب الأطعمة المشبعة بالدهون، وتجنّب جميع المأكولات الغنية بالسكر وإستبدال المشروبات ذات السعرات الحرارية العالية بالماء أو الشاي غير المحلّى. ولا يجب أن ننسى بأنّ ممارسة الرياضة يومياً، والمشي والركض والسباحة... تخفض من مخاطر الضعف الجنسي وتجدد الحياة الجنسية عند الزوجين