فترة المراهقة: ماهي خصائصها وكيفية التعامل معه؟

فترة المراهقة: ماهي خصائصها وكيفية التعامل معه؟

آدم وحواء

الأحد، ١٤ يونيو ٢٠٢٠

فترة المراهقة وخصائصها ترجع في الأساس إلى طبيعة الطفل الأشبه بالإسفنج؛ يمتص كل ما يدور حوله من خبرات يشاهدها أو يسمعها ، ثم يسترجعها بعد عمر ست سنوات وحتى يصبح شاباً؛ والمقصود أن سلوكيات الطفل وتصرفاته ونمط تفكيره سيكون ناتجاً عن الخبرات التي تعرض لها سابقاً، حصيلة ما بذره الأب والأم من مثل وأخلاقيات، من أسلوب تعامل وأفكار، فتظهر على المراهق وتنطبع عليه وتصبح من سماته ، ومن هنا كانت أهمية العمل على توعية الأسلوب التربوي السليم منذ بدء مولد الطفل حتى يشب، فلا يجد صعوبة في التأقلم مع متطلبات مرحلة المراهقة من تغيير. عن فترة المراهقة والخصائص التي تميزها والكيفية المثلى للتعامل مع المراهق تحدثنا الدكتورة فاطمة الشناوي أستاذة الطب النفسي والمحاضرة بالتنمية البشرية
1-تأثير علاقة الآباء بالمراهق 
لنوعية العلاقة التي يقيمها الأبوان مع المراهق تأثيرٌ كبيرٌ في تصرفاته في مرحلة المراهقة، كما أن لها تأثيراً جوهرياً في تشكيل اتجاهاته في الحياة، وفي نظرته لنفسه ولمن حوله، بل للعالم أجمع، فالعامل الأكثر أهمية وتأثيراً في رفاهية المراهقين وفي إحساسهم بالسعادة، هو جودة علاقتهم بآبائهم
أظهرت البحوث أن المراهقين الذين يتمتعون بعلاقات قوية مع آبائهم يقل احتمال تورطهم في مشكلات خطيرة، فالعلاقة الحسنة والمتينة بالأبوين تشكل بالنسبة إلى المراهق الدرع الحصين الذي يقيه من الدخول في مغامرات وتجارب خطرة
يعيش المراهق مرحلة انتقالية في حياته يتخلّلها الكثير من العقبات والضغوط الخارجية والداخلية، فيعيش في حالة تقلب نتيجة لظهور الآثار الجانبية لعملية البلوغ والنمو الجسمي المتسارع، فتظهر الكثير من السلوكيات والتصرفات التي قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية بحسب الأطوار والجوانب الإنمائية التي يمر بها
2-أفكار وسلوكيات فترة المراهقة   
العداوة والانفعال: يكون المراهق بشكل عام أكثر عداوة وانفعالاً وعنفاً، بالإضافة إلى اندفاعه الدائم والمتأهّب
التذبذب الانفعالي: إذ إنّ المراهق لا يثبت على استجابة محدّدة؛ فقد تختلف استجابته لنفس الموقف في أوقات وفترات مختلفة
الحب: يحبّ المراهق نفسه ويميل إلى الاعتداد بها، كما يحب التمركز حول ذاته، وينشغل لفترات بمظهره الخارجي، فيقف أمام المرآة لمدة طويلة
الخوف: يخاف المراهق ويبتعد عن المواقف الاجتماعية التي لا يملك بها الخبرة الكافية التي تمكنه من التفاعل بشكل جيد، وقد يخجل من مظهره الخارجي نتيجة لتقلبات النمو الجسمي وتسارعها؛ بحيث يشعر بأنّ مظهره غير لائق أو أنّه قد يتعرض للسخرية من الآخرين
الصراعات: يُعاني المراهق من الصراعات الداخلية أو الخارجية والتي تظهر على هيئة تمرُد وعصيان، وقد تنتج الصراعات عن سعيه لتهذيب ذاته وضبطها وحاجته للاستقلال والتمرد وإثبات الذات
وأحياناً الصراع الذي يتعرّض له يكون نتيجة لاختلاف المبادئ والقيم التي تربى عليها في فترة الطفولة، وأفعال من حوله من البالغين التي تُخالفها
3-ماهي خصائص المراهقة؟
عدم التوافق النفسي: يعاني المراهق في هذه المرحلة من مشكلة عدم التوافق النفسي التي تنعكس على تصرفاته وسلوكياته، فيكون ميّالاً للانطوائية واليأس والقلق والحزن والدخول في نوبات من الاكتئاب والبكاء، بالإضافة إلىالضجر والملل الدائم والرغبة المستمرّة في النوم
الغضب: يُظهِر المراهق الغضب وردات الفعل العنيفة والتي قد تكون في غير موضعها، كما يميل إلى العناد ومخالفة الأعراف والقوانين والاحتجاج الدائم على السلطة
المعاناة من مخاوف متعددة: كخوفه من والديه وخوفه من المجتمع وخوفه من الفشل، بالإضافة إلى المخاوف المتعلّقة بالتحصيل الدراسي والمستوى الأكاديمي
كما يشعر المراهق بشكل دائم بتأنيب الضمير تجاه أي ذنب أو إساءة لنفسه أو لمن حوله، فتنعكس جميع هذه المخاوف على كل استجابات المراهق وتصرفاته
الميل إلى الاستقلالية: يسعى المراهق بشكل مستمر إلى حصوله على استقلاليته الشخصية، كما يعمل على تفرده الذاتي في بناء شخصيته المستقلة
4-صفات الطفل من 6-12
السمات الاجتماعية:  يتعلم الطفل كيفية تكوين الصداقات ويتعلم كيفية إتباع القواعد الاجتماعية، كما يبدأ التفكير المعرفي في إظهار تقدم ملحوظ.
من سن 6 و7 سنوات.. تظهر بدايات تعلم التفكير المنطقي الأوسع ويتضح تطور النمو العقلي
 في سن 8 سنوات يزيد عدد الأصدقاء ويميل الأولاد لتعدد الصداقات، بينما تميل البنات لوجود صديقة حميمة.
 سن 6 إلى 8 سنوات.. تتسم هذه المرحلة بالخيال المتسع والتخيل بكونه بطلاً، وقد يلجأ بعضهم إلى تأليف القصص والشعر.
يبدأ عمر 8 سنوات في التمرد، وقد يبدأ في إظهار تقلب تام، وعلاقة الوالدين بالطفل هي التي تحدد مسار هذا الانقلاب.
 سن 9 سنوات تقل المشاحنات ويظهر فرط الحساسية عند التعامل معهم ليزداد تدريجياً ويصبح تحدياً في عمر الـ21 سنة.
عمر 10 – 12 سنة هو بدايات الدخول في مظاهر المراهقة المبكرة؛ حيث يبدأ الطفل في الاعتراض وإثبات الذات؛ في هذه المرحلة لم يعد الطفل طفلاً فقط، بل هو طفل ومشروع راشد
5-الأسلوب الأمثل في تربية المراهق
أولا: إذا اكتفينا بالدور الأبوي غير التربوي أي الأوامر والإرشاد فقط سنقابل مرحلة صعبة،  أما إذا كانت العلاقة بها مرونة في التربية مع الحوار الذي لا يخلو من الحزم، فسوف تمر هذه المرحلة بسهولة، يجب العمل على ترغيب الطفل في كل مسؤولية جديدة تبدأ في حياته، ومن أمثلة ذلك الاستذكار، العناية الذاتية، الواجبات الاجتماعية.
ثانيا:  وسائل الترهيب المبالغة تجعل العلاقة بين الطفل والوالدين معقدة، وتؤدي إلى المزيد من المشكلات السلوكية لدى الأطفال. ولأن هذه المرحلة تمتاز بالنمو العقلي السليم والسريع، فعلى الآباء استغلال ذلك في الحث على المزيد من تنمية النمو المعرفي للطفل
ثالثا: يتم ذلك بالعمل على توسيع دائرة معارفه، من خلال مشاركته مشاهدة بعض الأخبار مع التعليق عليها، حثه على القراءة، الزيارات الميدانية، الحوار البناء بين الطفل ووالديه، الحث على المزيد من التعلم. وهناك العديد من الأنشطة والألعاب التي تعمل على تنمية عقل الطفل وشخصيته والتي يجب على الوالدين اللجوء إليه 6
6-كيف أكسب ثقة ابني المراهق؟
بناء الثقة بين الطفل وأهله في مرحلة مبكرة يساعدهم على التعامل مع ابنهم المراهق، مما يوفر على المربين الكثير من العناء، وفي سبيل توليد الثقة عند المراهق بذويه ومربيه، كما أن ويمكنك كسب ثقة المراهقين بعدة طرق
أولا: أن نكون قدوة له على كل الأصعدة، فلا يتوقع الآباء أن يكون ابنهم صادقاً وهم كاذبون، أو أن يبتعد عن التدخين وهو يرى والده يدخن أمامه
ثانيا: قد يلجأ ابننا المراهق إلى إخبارنا ببعض الأفكار أو المشاعر أو الأحداث التي يعتبرها سرية وخاصة، ومن الحكمة أن نحافظ على أسراره، مع وجوب إقلاع الأهل عن عادة الحديث عن خصوصيات أبنائهم مع الأصحاب والجارات
ثالثا: التعامل مع المراهق أو المراهقة كعنصر فعال في الأسرة من خلال مشاركتهم بالمشاكل والبحث عن الحلول بما يتناسب مع عمرهم
مواصفات حديث الآباء مع المراهق-7
حذر التقلبات المزاحية في تربية الطفل والمراهق التي من شأنها أن تحدث خللاً في منظومة الاستجابة لديه، واتبع أسلوباً تربوياً منظَّماً وبعيداً عن العشوائيةا
المراهق يجب أن يدرك تماماً المسموح والممنوع بوضوح وعلانية، وما سيتبع كلاً منهما من جزاء
دللي طفلك.. التدليل له فوائد عديدة، لكن يجب أن يكون هذا الدلال بحدود
انتقدي أبناءك المراهقين ولكن ليس بشكل مزعج دون شرح الأسباب أو حتى تقديم الحلول، نظراً لحساسية المراهق بشكل كبير تجاه الانتقادات
لا تضعي ابنك -ابنتك- دائماً تحت المراقبة، وتطلبي منه الاستئذان في كثير من التصرفات
لا تصدري أوامرك إليه بحدة وعلى نحو مباشر
لا تشكي بقدرة ابنك على التصرف على نحو مستقل، ولا تغلبي جانب الحذر في النظر إلى تصرفات
كيف تتعاملين مع المراهق؟-8
لا تحرصي على التعرف على نحو مبالغ فيه على كل علاقات ابنك خارج المنزل من دون أن تفتحي مجالاً للنقاش معه
إن اختلفت مع ابنك أو ابنتك في شيء فلا تتمسكي بصواب رأيك وتصري على خطأ رأي ابنك
راعي مشاعر ابنك فلا توبخيه أمام إخوته أو أمام الآخرين
تعاملي مع ابنك على أنك واثقة فيه، ولا تدققي في تصرفاته إلا عند وجود شك
لا تلومي معظم كلام ابنك المراهق وتأخذيه على محمل الجد في كل مرة؛ لأنك تعرفين أنه مرتبك وناقص التوازن
فوضي إليه إدارة بعض الشؤون  ، راعي مشاعره، واحرصي على حفظ كرامته اتركي له مساحة واسعة للاختيار،