لماذا يقلق الزوج إذا كان مولوده الأول "أنثى"؟

لماذا يقلق الزوج إذا كان مولوده الأول "أنثى"؟

آدم وحواء

الخميس، ٣٠ مايو ٢٠١٩

كما سالف الوقت، ما زالت مسألة المولود الذكَر تقضّ مضجع بعض الأزواج وقبلهم الزوجات، خصوصًا إذا كان المولود الأول "أنثى"، لأن ذلك يحتّم عليهما الاستمرار في الإنجاب إلى حين مجيء "وليّ العهد" كما تُطلق عليه المجتمعات العربية.
فما زالت الكثير من الأسر تفضّل أن يكون المولود البكر ذكرًا، على أن يكون أنثى، انطلاقًا من أهميته الاجتماعية بصورة أكبر من الأنثى، وبصورة تجعل انتظاره كمولود بكر الهمّ الأكبر و "المسألة العظمى" في مفاهيم الأسرة عندما يتزوج أحد أبنائها.
الذكَر أولاً
دوافع عديدة وراء تفضيل المجتمع لأن يكون المولود البكر ذكرًا، ردّها المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات إلى أن المسؤولية في تربيته ورعايته تختلف عن رعاية الأنثى، وعندما يكبر، يصبح الرجل الأقدر على حماية نفسه بنفسه، ولو فعل ما فعل لا مجال لأن يكون محط لوم أو مساءلة، ولن يجلب بفعله أي عار لأسرته، بل تعتبر أفعاله محط فخر واعتزاز.
بالإضافة إلى أن الابن البكر هو الذي يحمل اسم أبيه، وكأن الأنثى لا تحمله أساسًا. لكن المسألة وفق العمارات لا يجب أن تتوقف عند ذلك، لأن من يحمل اسم الأب يجب أن يتميز بقدرته على حمل الاسم، بكل أمانة واقتدار. قائلاً: "كم من ذكر حمل اسمه أبيه ونال من النقد والتجريح الكثير، وكم أنثى حملت اسم أبيها، نالت تقدير وإعجاب كثيرين، وأصبحت محط تقدير وافتخار، فمَن يحمل اسم أبيه ليس شرطًا أن يكون ذكرًا".
مُبديًا في الوقت نفسه، استغرابه من امتعاض كثيرين لمجرد تأكدهم أن الجنين في رحم الأم هو "أنثى"، رغم التقدُّم في المعارف والثورة الرقمية التي أطاحت بكثير من المفاهيم القديمة، تلك المفاهيم التي كانت تعتبر الأنثى ليست كالذكر في تحمل مسؤولية الأسرة والقدرة على مساندتها، بسبب عدم مقدرتها الجسدية وتكوينها الفسيولوجي، وضعف إرادتها من ناحية. وأنها تجلب العار لأسرتها إذا ما اقترفت فعلاً قد يكون في نظر الجميع مُعيبًا ولا يليق بحق أسرتها من ناحية أخرى.
ويرى العمارات أن الحاضر الذي نعيشه اليوم والظروف الحياتية بكافة أشكالها أثبتت أن المولود الأول سواءً كان ذكرًا أم أنثى، ليس دليلاً على أنه خير أو شر، أو أنه سيكون سندًا للأسرة، خاصة مع تحولات كثيرة نالت من الحياة اليومية.
منوّهًا إلى أن الأنثى قد تكون أفضل حالاً من الذكر في مواطن عدة، وقد تكون المُعين والسنَد القوي لأسرتها. وهناك أمثلة حية كثيرة أثبتت بأن الأنثى استطاعت تحويل حياة أسرتها من جحيم إلى جنة، وأثبتت أيضًا مقدرتها على الوقوف إلى جانبهم بكل قوة واقتدار.
وباعتقاد العمارات، أن الأسرة التي كل أفرادها من الإناث، هم في الواقع أسعد حالاً من تلك الأسر التي كلها من الذكور، وهذا ما دلت عليه الإحصاءات بأن نسبة المشاركة الاقتصادية والثقافية من الإناث أكثر من الذكور، إلى جانب أن الأنثى وإن كانت بكرًا فلها حضورها القوي في أسرتها أكثر من الذكر وإن كان بكرًا.