كيف تمتلكينَ الذكاء الاجتماعي؟.. إليكِ هذه النصائح!

كيف تمتلكينَ الذكاء الاجتماعي؟.. إليكِ هذه النصائح!

آدم وحواء

الاثنين، ٢٩ أبريل ٢٠١٩

يُعرف الذكاء الاجتماعي بأنه قدرة الإنسان على التنقل والتفاوض في العلاقات الاجتماعية المعقّدة والبيئات المختلفة بأحسن طريقة وأكبر فعالية ممكنة وكل منا يمتلك الحد الأدنى منها.
حول ذلك، تتحدّث الاستشارية التربوية والأسرية الدكتورة أمل بورشك بقولها: "يعدُّ الذكاء الاجتماعي من المهارات المهمة في حياة كل منا، وهو مصعد النجاح ولا يجوز الاستخفاف به، لأن التعايش اليومي مع الآخرين يتطلب تفاعلًا إيجابيًا يوفر جهدنا ووقتنا ومالنا، عندما نتقن بناء شبكة من العلاقات الاجتماعية والإنسانية ونُحسن إدارتها".
وتُضيف: "وهي عملية معقدة تتطلّب مهارات خاصة يمكن امتلاكها بالتدريب وإعادة التقييم لتصرفاتنا، ويساعد امتلاكها على التمييز بين الناس وتسهيل الإنجاز وتجميل الحياة، لأن لها تأثيرًا إيجابيًا علينا، كما يمكن الارتقاء بمستوى الذكاء الاجتماعي الذي تمتلكينه لتحقيق النجاح الحياتي الذي يعتمد على خليط معقّد من العلاقات والتفاعل بين البشر وهذا يشكل حالتنا النفسية ويؤثر على كل جزء من حياتنا".
ووفق بورشك، "تذكّري أن أي علاقة تعتمد على طرفين، ولا يجوز أن تكوني متلقية دائمًا وتنتظري أن يبدأ الآخرون بالتكلم، بادري بالحديث وتفاعلي معهم مرحبةً بكلمة أهلًا، ولا تنسي أن تبدئي يومك بابتسامة مع من حولك فهذا يشجعهم على الكلام، والعامل الوراثي يساعد في بناء الذكاء الاجتماعي ولكنه ليس الأساس، فالتواجد في بيئة داعمة تعززه، ويمكن أن تثري نفسك اجتماعيًا بهذه المهارة التي تتطلّب التدريب ويتم تعلمها بالممارسة فهو سلوك يمكن اكتسابه بالممارسة وتحليل المواقف وتطوير الأداء، لذا ادمجي نفسك بالمناسبات الاجتماعية واحدة واحدة حسب ظروفك".
وجهّزي لك مكانًا آمنًا تشحذين فيه همّتك فهذا يساعدك على التقييم والتعلّم من العلاقات السابقة التي مررت بها مثل الحديقة، غرفة النوم، عند الاستحمام، ساعات الاسترخاء، والمكتبة، فتخيلي وقيّمي ما الذي عملتيه هل هو صح أم خطأ؟ وماذا تعلمت من هذا التواصل؟ ولا تبالغي في تحليل النظرة السلبية من الآخرين إليك مثل إغلاق خط الهاتف بسرعة وأنت تتحدثين، أو عدم الاهتمام بك في موقف ما، فالبعض مدمن على المبالغة وتحليل المواقف، والناس الفقراء في العلاقات يبالغون في تحليل المواقف، ولكن لا تبالغي أيضًا في التوقعات الإيجابية من الناس.
كما يمكنك بحسب بورشك تمكين نفسك من خلال تجميع الوعي الاجتماعي وتحويله إلى مهارة اجتماعية بحسن التصرف وتنمية قدرتك على التعرف على حالة الشخص الداخلية والتقاط أفكاره والنوايا التي تقف وراء مواقفه، وذلك بالانتباه للغة جسده، فإذا أمسك شخص هاتفه وانشغل به وتظاهر بأنه يتابع شيئًا ما ليظهر أنه شخص مهم ويتصنّع الأهمية، فهذا يعطي انطباعًا بأنه غير راغب بالتواصل، لذا تلافي مثل هذه الحركات.
ومن الجميل كذلك أن تكوني مستمعة جيدة ولا تُقاطعي الآخرين، فالناس تحب أن تتكلّم عن نفسها وعن الأمور التي تُهمها ومن يستمع إليها جيدًا، فإذا أبديت اهتمامًا بما يقولونه تكونين مثيرة لاهتمامهم، لذا تعرّفي على ميول الناس واهتماماتهم وماذا يحبون أو يكرهون واسأليهم أسئلة شخصية عن رأيهم في الحاضر وعن تطلعاتهم وتوقعاتهم في المستقبل.
وتنصحُ بورشك بأن تبتعدي عن الأسئلة الشخصية التي توقعك في مواقف محرجة اجتماعيًا مثل وضعه الاجتماعي أو الاستفسار عن خصوصياتهم في أول لقاء "مثل أن تسألي عن مقدار الراتب" لأن هذا يدل على تطفل، لذا اقتربي من حياة الناس ولكن بحرص شديد.
ولا تنسي كما تقول بورشك إن التقدير والتعاطف مع مشاعر الإنسان هي احترام لهويته ولنفسيته فإن عدم تقديرك الصحيح لما يمر به من حالة وفاة أو مشاركة بفرح، يعتبر بأنك تعدّيت على وجوده، فلا تتوقعي منه أي شيء بالمقابل، فالذكاء الاجتماعي بات ضرورة يسهل عليك أمور الحياة، فتأملي ما تقومين به وابذلي قليلًا من الجهد وسوف تنعمين بحياة هانئة.