بعد زواج الأبناء.. هكذا يُمكن للأم التأقلم إيجابيًا مع الواقع الجديد!

بعد زواج الأبناء.. هكذا يُمكن للأم التأقلم إيجابيًا مع الواقع الجديد!

آدم وحواء

الثلاثاء، ١٦ أبريل ٢٠١٩

تتغير حياة الإنسان بين الحين والآخر، ويجدّ ويجتهد ليحقق آمالًا وأمنيات كان يتطلع إليها سابقًا، فيما يكتشف بعد حين أن هناك نهايات لكل مرحلة من المراحل التي يمر بها تقحمه في حالة من الشعور بالفراغ ويبقى وحيدًا مع الذكريات.
ولذلك، يضطر إلى بذل الجهد اللازم للتأقلم مع احتياجات واقع كل مرحلة من مراحل التغيير، والتي لها آثارها النفسية الخاصة، ولا يجوز الاستسلام لها والضعف أمامها، ولعل أهمها زيادة وقت الفراغ وقلة المسؤوليات في مرحلة ما بعد زواج الأبناء.
إشغال وقت الفراغ
وحول ذلك، تتحدث الاستشارية التربوية الأسرية الدكتورة أمل بورشك بقولها: "بداية، يمكن تجاوز المرحلة بإشغال وقت الفراغ المستجد بما يعود بالنفع على شخصك، وعلى جميع أفراد عائلتك ضمن متطلبات الحياة العصرية، فالشعور بالحزن والشوق للأبناء يجعلك تشعرين بمتلازمة الافتقاد، ولا بد من التأقلم مع المستجدات بعد إكمال الرسالة السامية وتربيتهم".
وتنصح هنا بورشك بأن تقوي إيمانك بالله وتتأملي ما قدمته وترفعي من ثقتك بنفسك وأن تكوني فخورة بما قدمت، وتذكري أنك بذلت قصارى جهدك ضمن إمكاناتك المادية والاجتماعية والاقتصادية وآن الأوان ليخرج أبناؤك للحياة ويكملوا مشوارهم.
قومي أيضًا بالبحث ضمن إمكاناتك المتاحة عن رياضة بدنية مناسبة في المنزل أو خارج المنزل على الأقل المشي في الهواء الطلق والتنزه لمدة نصف ساعة كلما سمحت لك الظروف، وأحسني إدارة وتدبير وقتك لتخففي من ضغوط وقت الفراغ، وذلك بتحديد جدول لأوقاتك تنظمين من خلاله أعمالك المنزلية، وما عليك القيام به من واجبات ومسؤوليات.
ومن بين النصائح الأخرى التي تقدمها بورشك أن ترتبي ألبوم الصور بطريقة تدخل الفرح إلى قلبك، وتفقدي ما هو قديم واستمتعي بترتيبه، فهذه العملية تتطلب جهدًا لا يستهان به وتشغل تفكيرك وتدخل الفرح والسرور إلى قلبك وتجعلك تتذكرين مواقف جميلة عشتها معهم، وسوف تتحدثين عنها في لقائكم المستقبلي؛ ما يرفع نسبة الشعور بالأمل لديك.
البحث عن هواية
ويمكنك أيضًا البحث عن هواية تتوافق مع صحتك النفسية والجسدية تحبينها وتفرغين طاقاتك بها مثل تنسيق الزهور وزراعتها، أو صيانة بعض الأشياء، أو إعادة تنظيم غرفك، أو الرسم، وغير ذلك، وابحثي على الإنترنت عن مواهب يمكن أن تفيدك في تعزيز مالديك من إمكانات مادية ومعنوية وهي كثيرة.
ووفق بورشك، تُغذي القراءة وسعة الاطلاع العقل والذات وتجعلك شخصية جذابة وتبعدك عن الشعور بأنك على هامش الحياة، وتذكري أن الأم لا تقدر بثمن وأن قيمتك محفوظة ولا تقرني انشغالهم بأنه عزوف عنك فهذه هي الحياة، وأحسني أيضًا اختيار من يستمع إليك وابتعدي عن التركيز على أنك تشعرين بفراغ لا حل له، فهذا شعور نفسي أكثر منه واقعيًا؛ ذلك أن حياة الإنسان السليمة تتطلب حكمة في حسن إدارتها من حيث المأكل والمشرب والنظافة الشخصية والاعتناء بما يخصك وخاصة مظهرك.
وتنصح بورشك بالاستمتاع باعتدال؛ ما سيجعلك نشيطة لفترة أطول للقيام بتجارب جديدة كالسفر وقضاء وقت ممتع مع العائلة وفتح باب النقاش والحوار مع من حولك، وابتعدي عن العزلة والتظاهر بالعصبية والتذمر المستمر فهذا لن يغير شيئًا، وابحثي عن دور تكميلي لحياة أبنائك ومشاركتهم في بعض الأمور الخاصة بهم حسب رغبتهم واحتياجاتهم دون التدخل في خصوصياتهم.
ويمكنك كذلك أن تتفنني في تنظيم المائدة واختيار وجبات صحية مفيدة تتطلب جهدًا ووقتًا، ولا تنسحبي من الحياة الاجتماعية، فاخرجي مع صديقاتك أو قريباتك أو جاراتك وشاركيهم مناسباتهم، واستمتعي بالتسوق وفق قائمتك ووضعك، ومتعي نظرك بالألوان والجمال من حولك.