نساء يفضلن أن يستأثر الرجل بالمسؤوليات المعيشية … هل أنت مع المساواة بالرجل؟!

نساء يفضلن أن يستأثر الرجل بالمسؤوليات المعيشية … هل أنت مع المساواة بالرجل؟!

آدم وحواء

الأربعاء، ٢٧ مارس ٢٠١٩

لطالما كانت مسألة المساواة مع الرجل مطلباً تجمع عليه النساء حول العالم، وما قيام الجمعيات المتخصصة بحقوق المرأة إلا دليل جلي على التمسك بالمساواة في المجتمع، كعنوان أساسي وملح.
إنما لا ينفي هذا وجود نسبة كبيرة من النساء، يرفضن الصوت ويطالبن عن قناعة شديدة بعدم المساواة مع الرجل في أمور محددة.
«أقوم بالأعمال الحياتية كافة تماماً مثل الرجل»، اعتراف يخرج من فم المهندسة المعمارية شذى، إنما ينم عن مضمون مقنع لنظرة أخرى حول المساواة مع الرجل، تعلنها بالقول: «إذا كنت أتساوى مع الرجل في الوظيفة وأمور عدة، فذلك لا يمنعني من أن أرفض في قرارة نفسي، التساوي معه في قضايا أخرى كثيرة وأساسية في الحياة، مثل حمل مسؤولية البيت والتكفل بمصاريفه والإنفاق على الأولاد، إضافة إلى أعمال كثيرة تتطلب قوة بدنية ذكورية ويصعب على المرأة القيام بها» وتكمل: «المساواة مع الرجل قد تكون جميلة ومهمة للمرأة، ولكنها لا تنسحب على جميع الأمور، وشخصياً أميل إلى الانتقاء من بينها ما أراه يخدم مصلحتي كأنثى».
عدم المساواة مع الرجل في بعض الأمور هو من البديهيات لمديرة المبيعات رولا، التي تقول: «لو تعطلت سيارتي لا أتمنى تصليحها بنفسي، أو أخذها إلى كراج التصليح فهي مهمة الرجل. كما أنني لا أستسيغ تصليح أعطال تحصل في المنزل، ولاسيما تلك المتعلقة بالكهرباء وما شابهها».
تتنهد السيدة رولا وتتابع كلامها معلقة: «هناك أمور لا تنفع فيها مساواة المرأة مع الرجل وهي كثيرة ولا يمكن حصرها أو عدها. وعلى سبيل المثال، مسؤولية الرجل تجاه الحياة الزوجية وتفاصيلها المختلفة، بدءاً من وهرته الذكورية على أولاده وصولاً إلى حمايتهم بقوته البدنية وتوفير الأمان للزوجة بشكل خاص». وتختتم: «لا أريد أن أتساوى معه في كل الواجبات، ولا يهمني إذا مشيت عكس تيار النساء اللواتي يطالبن بالمساواة مع الرجل في الأمور كافة من دون قيد أو شرط».
لا تخفي موظفة الاستقبال آلاء، أنها تود وبشدة عدم التساوي مع الرجل في أمور عدة، تلخص أهمها قائلة: «المبادرة إلى دعوة الرجل إلى الغداء أو العشاء والتكفل بدفع الفاتورة. لا تعجبني هذه الصورة المعاصرة للرجل والمغايرة لما فطرنا عليه، من كونه هو الذي يهتم بالمرأة ويرعاها وخصوصاً من الناحية المادية». وتضيف: «انطلاقاً من صورته الجميلة كفارس وشهم، أكره أن آخذ مكانه أو أستولي على سماته أو أتساوى معه. ومهما ارتفعت الأصوات للمطالبة بالمساواة، تبق هناك حقيقة واحدة، وهي أن الأنثى كائن حساس وعاطفي وتحتاج إلى من يحتضنها ويحميها، وأعتقد أنني في هذه الجزئية بالتحديد، لا أوافق على التساوي مع الرجل بطبيعة الحال».
في معرض تناولها للحقوق التي لا تحب المرأة أن تتساوى فيها مع الرجل تشير المحامية صفاء، إلى أنه «من الصعوبة تحديد تلك الأمور أو تلك الحقوق، لأن السياق الثقافي والاجتماعي للمرأة يلعب دوراً محورياً في تحديدها، كما أن هناك دوراً كبيراً للبنية الجسمية لها، وهي الكفيلة بجعلها تقبل المساواة مع الرجل في بعض المهن التي تحتاج إلى قوة بدنية والعكس».
وتكمل المحامية صفاء في السياق نفسه فتقول: «يمكن بشكل عام، اختيار أمور محددة تجتمع النساء بالرأي حولها، وهي تلك المرتبطة بأنوثة المرأة، والتي يجدن صعوبة كبيرة بالتخلي عنها. من ناحية ثانية نلاحظ بوضوح أن المرأة لا تحب الاستئثار بالمسؤولية الاقتصادية، وتعتبرها عبئاً يحق لها تجنبه» وتضيف: «لا تطالب المرأة بالتساوي مع الرجل في الجانب الانفعالي والعاطفي، لا بل تحرص على عدم استخفاف الرجل بهذا الجانب، وتشجعه على الاهتمام بها مع حذرها من أن ينظر إليها وإلى عواطفها كامرأة ضعيفة أو أقل منه مرتبة».
من وجهة نظري أرى أن للرجل قدرات وللمرأة أيضاً، وعلى كل منهما احترام قدرات الآخر، فلا يتعدى عليها أو يتجاوزها. فالمرأة بطبيعتها تحب أن تعامل كامرأة، صحيح أنها وفي بعض الظروف تستخدم الجزء الذكوري الموجود فيها، وصحيح أنها غالباً ما تتجاوز حدودها في ذلك وتتمادى في لعب الدور الذي حكمت به ظروفها، ولكنها تبقى أنثى مدللة ومرهفة المشاعر، لذا من الطبيعي أن تستنكر المساواة مع الرجل في كل حق أو مطلب يهدد أنوثتها المقدسة.
نعم قد تحب المرأة أن تتساوى مع الرجل في العمل وامتيازاته، ولكنها في المقابل تحرص على ألا تنسى ذاتها الأنثوية، فإذا ما تحولت غصباً عنها إلى مسترجلة، أو بالمعنى الاجتماعي مساوية للرجل نجدها تكره دورها هذا وتحول مشاعرها بسببه إلى كره وعدائية للرجل، فيتجسد من خلال تصرفاتها معه إلى استصغار واستخفاف بحجمه وقدرته.
الوطن