إحذروا الغضب في الحياة الزوجية

إحذروا الغضب في الحياة الزوجية

آدم وحواء

السبت، ٢٣ فبراير ٢٠١٩

الغضب جزءٌ من مكوّنات شخصيتنا البشرية، فمَن منا لا يغضب، ومَن منا لا يفقد أعصابه، وتتوتّر نفسيّته، لا سيّما مع أحداث الحياة المعقّدة ومشكلاتها التي لا تنتهي؟ فالحلم بزوجين هادئين طول الوقت أمر بعيد من الواقع، لكنّ التعامل بحكمة مع ثورات غضب الشريك أمر ممكن.
فالغضب يفقد عقل الإنسان أحياناً، الأمر الذي يتطلّب مرونة فائقة من الطرف الآخر وتجنّب مقاطعته في الحديث أو الردّ عليه بكلمات إستفزازية، والأفضل لو جاريناه ببعض الكلمات الرقيقة مثل: «معك الحق» أو «أعرف أنك مرهق» أو «لا تتعب نفسك»... فهذه الكلمات تطفئ نوبة الانفعالات وتُشعره بأنّنا نهتمّ به وبهمومه.
وبعد أن تهدأ العاصفة بإمكاننا أن ننصحَه بعدم أخذ الأمور دوماً بعصبية أو أنّ بعض المشكلات بسيطة وحلّها بالعقل والروية أفضل من العصبية. فالحديث بأسلوب لبق مع الطرف الغاضب يجعله يندم على انفعالاته وربّما يعتذر عمّا صدر عنه.
كما ينصح الأخصائيون في علم النفس بالبحث عن الأشياء التي يستمتع الزوجان بممارستها معاً لتخفيف التوتر، مثل الخروج للتنزّه أو ممارسة بعض التمارين الرياضية. لكن من الأفضل أن يتجنّبا الألعاب التنافسية، فبدلاً من لعب التنس مثلاً يمكنهما الركض معاً في الطبيعة.
ويقول الخبراء إنّ الجوع يسبّب عدم السيطرة على الأعصاب‏،‏ لذا يُنصح عدم مناقشة أيّ مواضيع مثيرة للجدل إلّا بعد الأكل حتى يكون السكّر قد عاد إلى مستواه المعتاد في الدم‏.
أمّا بالنسبة للتصرّفات التي على الطرف الآخر تفاديها، فنذكر اللامبالاة بغضب الشريك لأنّه من أسوأ درجات الاستفزاز ومن شأنه أن يعقّد مشكلة كانت بسيطة في البداية.
ومن الخطأ أن نقابل الانفعال بانفعال واتّهام، فغضب الزوج مثلاً، لا يُقابل بشكوى الزوجة من مشكلات الأطفال وهموم المنزل، لأنّ هذا الأمر سيخلق جوّاً من العداوة بينهما.
ويبقى الأهم أن تتذكّروا أنّ الغضب ليس نهاية الطريق وليس علامة تلاشي الحب والودّ بين الزوجين، وما من مشكلة إلّا لها حلّ، فتحلّيا بالصبر والتفاؤل دائماً.