نساء: هذا الرجل يقودني نحو الجنون

نساء: هذا الرجل يقودني نحو الجنون

آدم وحواء

الجمعة، ٤ يناير ٢٠١٩

في الحب والزواج وحتى الصداقة والزمالة، لابد من شريك مريح، يتمتع بالحد الادنى من الصفات الجميلة التي تعمل كالريح الهادئة، على تحريك مركب الحياة دون ارباك او شعور بقلق او تهديد.
وبما ان الرياح على الاغلب تسير بما لاتشته السفن، يبقى لدقة الاختيار الاثر الأكبر في تجنب العواصف، ومنغصات الحياة، وقد يكون في ذلك وسيلة للوقاية او حتى الاستعداد لما هو قادم.
وفي سبيل الفرار من شبح العنوسة، او حتى حين الوقوع في مصيدة العاطفة قد تضطر حواء مع ذلك الى التغاضي عن سلوكيات او صفات في الشريك، ما تلبث بعد الارتباط ان تصيح «يقودني للجنون».
في السطور التالية صفات تكرهها حواء في الرجل، تفاجئت بها، تحملت نساء، واخريات اثرن الانفصال وعدم الخوض الى ما لانهاية مع رجال يتمتعون بصفات وصفنها باللامعقولة ولا مقبولة.
نرجسية وحق مكتسب
اضطرت العشرينية «ناريمان» للقبول بالعريس النرجسي. تقول «بدت علامات النرجسية لديه تظهر لي منذ ايام الخطوبة، فهو كثير الحديث عن نفسه وانجازاته وكل ما يخصه. وتزيد «الخطورة والضيق بدأت عندما لاحظت حديثه المتكرر عن أهميته، وصفاته وقدراته، رغم مخالفة ذلك للواقع».
وعن حقيقة شخصيته قالت « هو مقلد ومغرور لا يقدم جديدا، ولكنه كان لا ينفك يلمع من إمكانياته، امام الاهل والاصدقاء، ويرفض أن يبرز بجواره أحد أو يحاول أن يتعداه». وتضيف «كان يقودني للجنون بمقدار ما كان مزهوا بنفسه دون داع، وبمبالغته في عشق ذاته، وتعدى الامر هذا كله الى انه كان يرى الناس أقل منه، بل ان من واجبهم تبجيله،وكان يغضب ويثور إذا لم يجد التقدير والإعجاب ممن حوله، سيما اهلي واصدقاء العائلة، فكان الطلاق افضل الحلول».
كذب ومفتش على مدار الساعة
ومن المفاجآت التي حظيت بها العشرينية «نسرين» في قصة زواج انتهت مؤخرا بالطلاق، هو مقدار الكذب الذي كان يمارسه الشريك.
تقول «عند الارتباط برجل كذوب، تضطرين الى لعب دور مفتش لكشف الاكاذيب وتبين الحقيقة من السراب،وهو دور تتعب معه الاعصاب».
وعلى صعيد متصل قالت الاربعينية هيفاء « ما لا يعجبني في زوجي هو التردد وعدم القدرة على حسم رأيه في موضوع مهما كان بسيطا او معقدا».
تقول «قد يتطلب الامر البت فورا بقرار، ولكنه غالبا ما يعجز عن اتخاذه، لذا يلجأ الى المشورة واخذ رأي الآخرين، الامر الذي يستفزني، سيما ان الرأي الآخر غالبا من اهله واصدقائه».
تقول « بالطبع لست سعيدة على الإطلاق مع شخص يعتمد على الآخرين في ابسط قرارات حياتنا، فهل يتطلب شراء قطعة اثاث للمنزل رأي والدته او والده، لكن بت اتعايش مع الأمر، رغم صعوبة الشعور  بوجود آخر خفي في حياتك يتخذ كافة قراراتها، ويحركها، وقتها ستكون المعاناة ليست مع شخص واحد بل ايضا مع المحرك للزوج وهو الذي يصنع القرارات بالنسبة لحياتنا». تقول هذه الصفة السلبية تحدث صداما  وكثيرا من عدم الاستقرار النفسي وبالعكس تتطور الامور الى صراع يهدد كيان الاسرة. وختمت «الشخصية الضعيفة تقودني نحو الجنون».
نصف الكوب الفارغ
هكذا يرى الامور، دائم التشاؤم وغير حيوي، ابرز الصفات التي تثير حفيظة وجنون الثلاثينية «ميس» بشريك حياتها.  تقول «من الصعوبة بمكان ان تكوني في قمة التفاؤل والاقبال على الحياة بينما تحظين بشريك صديق حميم للكآبة والملل. وتزيد «هو من الاشخاص الذين يفكرون دوما بالجزء الفارغ من الكوب».
وتضيف «أنصح كل فتاة مقبلة على الزواج وحتى لو كان هذا المنقذ الأكبر لها ان تتروى بالارتباط بشخص سلبي، يزيد بنظرته الغير ايجابية تعقيد الامور مهما عظمت او صغرت، لانه سيكون عاجزا عن حل اي مشكلة بل سيزيد بسلبيته من حجم المشاكل».بحسب كلماتها.
وختمت القول «الرجل السلبي ينظر ببؤس واحباط للماضي والحاضر والمستقبل، بل انه لا يتقدم خطوة الى الامام، وبالتالي تنتشر طاقته السلبية الى من هم حوله معمما الملل والكآبه».
زوجي كسول
ومما يثير حفيظة السيدة نوال في شريك حياتها موضوع الكسل المزمن، تقول «يعود من العمل ليستعد نهارا بطوله للعودة اليه في الصباح التالي».
وبتوضيح استرسلت في الحديث» يأكل طعامه وينام، ثم يجلس قبالة التلفاز وهكذا يمضي النهار والليل، لا يحقق اي انجاز يذكر، كثير الشكوى والكسل». وفي سياق متصل يوضح الدكتور عادل صادق، استاذ الطب النفسي في كتابه عن متاعب الزواج ان هناك انواع من الرجال لا تجدي معهم محاولات اصلاح.
ووضع الدكتور صادق الرجل النرجسي في قائمة هؤلاء موضحا ان الغرور والتعالي من المشاعر الطاغية التي قد تتملك الانسان وتجعله غير قادر على رؤية آخرين الى جانبه، فالحياة تتمركز حول نفسه ويستثني منها حتى اقرب الناس اليه وبالتالي قد ينتج من هذا الشخص سلوكيات مثل التعالي والتجاهل لحضور ومشاعر الآخرين، وهو امر مقلق وخطر سيما في العلاقات الزوجية.
وبحسب د.صادق فأن الامر لدى العيش مع رجل كاذب، لا يقل خطورة، سيما ان كان كذبه يؤذي الفلك الذي يدور فيه، اي الزوجة او الشريكة والاسرة عموما.
ويؤكد ان الكذب من اسوء صفات المعشر لذا يجب تجنب الارتباط اساس بكاذب او معالجة الامر في بدايات العلاقة.
وصنف العصبي والكسول في النهايات مؤكدا امكانية العلاج، بينما ركز اكثر على المتشائم والشكاك واعتبرها من الصفات التي يجب على حواء البعد فورا عن الارتباط باصحابها.
ونصح بضرورة التأني بالاختيار، وعمل اختبار لشخصية الشريك قبيل الارتباط الرسمي والفعلي لتجنب صعوبات محتملة سيما ان الغالب هو ان الطبع فلب التطبع، ومن مبدأ الوقاية خير من العلاج نصح د.صادق حواء بعدم الاعتماد على مهارات اصلها «زوجك على ما تعوديه» اذ على الاغلب لا يطال هذا التحدي الصفات النفسية التي تكون متأصلة اصلا في شخصية الفرد.