هل هناك صداقة بين الرجل والمرأة دون انجذاب عاطفي؟

هل هناك صداقة بين الرجل والمرأة دون انجذاب عاطفي؟

آدم وحواء

الثلاثاء، ١١ سبتمبر ٢٠١٨

يرى البعض في مجتمعاتنا أن المرأة والرجل لا يمكن أن تجمعهما علاقة صداقة، فحتى لو كانا يدّعيان ذلك، غير أن المشاعر العاطفية سرعان ما تؤجج هذه العلاقة  لتأخذ شكلا آخر، فهل من الممكن أن تجمع بين الرجل والمرأة صداقة حقيقية بعيدة عن أي مشاعرعاطفية؟
 
ترى الأخصائية النفسية “ليندا سابادين” أن الفكرة التي تقوم على استحالة وجود علاقة صداقة بين الرجل والمرأة تنتمي إلى عصور كانت فيها المرأة حبيسة المنزل، والرجل يخرج للعمل، وبالتالي لا تجمعهما أي علاقة سوى الخيالات الرومانسية، لكن الأمر اختلف اليوم، فهما قد يتشاركان نفس الاهتمامات الاجتماعية والعملية والترفيهية، الأمر الذي دفع بالكثير من المتخصصين إلى التأكيد بأن الرجل والمرأة يمكن أن يكونا صديقين مقرّبين.
لكن هناك دراسات أخرى أثبتت حقائق غير متوقعة، فقد أجرى عدد من الباحثين ما يشبه المسح للوقوف على فكرة الصداقة بين الرجل والمرأة، فقاموا بتجميع 88 زوجًا من الرجال والنساء الذين تجمعهم ببعض علاقة صداقة، وتم الفصل بينهم وتوجيه أسئلة تتعلق بما يحمله كل طرف من مشاعرتجاه الآخر.
 
وكانت المفاجأة أن التجربة كشفت وجود فجوة كبيرة بين تعاطي الرجل مع فكرة الصداقة مع الجنس الآخر، وتعاطي المرأة مع نفس الفكرة.
 
وسجّل الرجال المشاركون إعجابهم بصديقاتهم وانجذابهم لهن، والأكثر من ذلك أنهم اعتقدوا أن السيدات منجذبات لهم بالدرجة نفسها.
بينما أكدت المشاركات أنهن لا يحملن أي مشاعر عاطفية تجاه أصدقائهن من الرجال، ولا يرونهم جذابين أبدا، بالإضافة إلى اعتقادهن بأن الرجال يحملون تلك الفكرة نفسها، إلى جانب إيمانهن أن هؤلاء الرجال هم مجرد أصدقاء بالفعل.
 
وكشفت التجربة أيضا أن الرجل يبالغ في تقدير جاذبيته بالنسبة للمرأة، بغض النظر عن المشاعر التي تحملها المرأة تجاهه، فالرجل يؤمن بأن أي مشاعر رومانسية يحملها لصديقته هي بالضرورة متبادلة حتى أنه قد يغض الطرف عن المستوى الحقيقي لمشاعر صديقته تجاهه، ويكون على استعداد أن يتصرف بناء على اعتقاده فقط.
وأشارت الدراسة إلى أن الرجل لا يستطيع أن يتأقلم كثيرا مع فكرة “الصداقة وفقط”، بينما تستطيع المرأة التعامل معها بشكل أكبر.