يقترب يومًا ويبتعد لأيام؟.. كيف تتصرفين مع الرجل في هذه المواقف الغامضة؟

يقترب يومًا ويبتعد لأيام؟.. كيف تتصرفين مع الرجل في هذه المواقف الغامضة؟

آدم وحواء

الثلاثاء، ٢٤ أبريل ٢٠١٨

عندما يضيع الصدق وتنزوي الثقة بين الشريكين، يكون من الصعب بل من المستحيل تكملة المسيرة، فهناك أسس وقواعد حياتية لا تستمر الحياة من دونهما، وأهمها صدق المشاعر وعدم التصنع، والاستمرار في خداع القلوب وزيف الأحاسيس.

لكنك قد تتشككين في مصداقية شريكك، وتشعرين بأن شيئًا ما تغير في إحساسه تجاهك، وتمرين بفترة عصيبة تتأرجح بها مشاعرك بين الشك واليقين، وبين سندان الأمل ومطرقة اليأس فتنتهي حياتك الزوجية قبل الأوان، ولا تعلمين أن الأمر بيدك، وكل ما عليك هو فهم طبيعة شريكك وتصرفاته، حتى يتسنى لك حل جميع المشاكل.

يشير الطبيب النفسي غاري براون إلى هذه المشكلة قائلاً: “عندما يخاف المرء من مواجهة شريكه بحقيقة مشاعره، يصعب على الطرف الآخر فهم ما يدور حوله، وبالتالي يخشى مواجهة الشريك بظنونه، ويحتفظ بداخله بهذه المشاعر السلبية”.

ولفت براون إلى بعض العلامات الحقيقية التي إن ظهرت بشكل واضح على الشريك، فهي لا تدع مجالاً للشك والحيرة، ويتحتم على من يهمه الأمر أن ينسحب من العلاقة، ولا يترك نفسه فريسة للخوف والشك وانعدام الأمان، ولكنه ينصح بالتروي والتفهم التام لشخصية الشريك ودوافعه، والعمل على حل هذه المشاكل بهذه النصائح.

يقترب يومًا ويبتعد لأيام

يبين براون هذه المسألة بقوله: “تدل هذه العادة على التذبذب والضبابية في المشاعر، تكلمي معه بصدق وحاولي قراءة ما بين السطور، فقد تكون لديه أسبابه الكافية لهذا الغموض والتكتم الشديدين، وتوقعي سماع أي كلمة تفقدك توازنك، فقد يكون شريكك قرر الانفصال داخليًا ولا يقوى على مواجهتك بالحقيقة، لكن احذري اللوم والغضب ولا تخجلي من هذه الفضفضة، فقد تكون السبب لتكشف بعض الأمور الغائبة عن تفكيرك، وبالتالي تعكفين على حلها”.

يلزم الصمت معك ويتحدث مع الآخرين

تبين مديرة قسم الصحة النفسية في مركز الصحة العقلية الدكتورة ليزا ويلك هذه المسألة، بأن هناك دوافع خفية قد تدفع شريكك للتحدث مع أشخاص آخرين، فقد يتحدث مع بعضهم عن المشاكل الصغيرة، ولكنه يحتفظ بالتفاصيل ليسردها لك وحدك، أو أنه يخجل من ماضيه ولا يريد الظهور أمامك بشكل غير لائق، كي لا يفقد ثقتك به وتقديره للأمور، في هذه الحالة لا تجبريه على التحدث، واتركيه حتى يختار الوقت المناسب ليطلعك على أسراره.

وقت فراغه له وحده

قد يكون شريكك كتوما بطبعه، ويجد راحته في الاحتفاظ ببعض اسراره لنفسه، ويؤكد ذلك جوناثان بينيت، المستشار المعتمد ومدرب العلاقات قائلا: “ليس بالضرورة أن تكون هذه الأسرار مشينة أو تدل على الجانب السيء من شخصيته، فهو ينجز ما لديه من مهام بطريقته الخاصة، فربما يكون من أنصار مبدأ “قضاء الحوائج بالكتمان”، أو أن هناك سببا أخر لعدم افصاحه بهذه الأمور، وهو ردة فعلك المتوقعة، فربما يمارس رياضة يعرف رفضك لها مسبقًا، والحل هو التفاهم والتحدث بهدوء، وتقبل ما يرغبه بصدر رحب وانفتاح تام”.

يغضب من مناقشة بعض الأمور

إذا بدا شريكك متوترًا في مناقشة بعض المواضيع، فقد يرجع السبب لعدم تقبلك أنت لها، أو أنك لك وجهة نظر عكسية، فيظهر غضبه في تغيير الموضوع أو التهرب من الحديث، لا تنزعجي من هذا التصرف فليس هناك شخصان متطابقان في الفكر والسلوك، وهو ما يؤكده “بينيت وينصحك بتقبل أراء شريكك بسعة صدر، وتكونين أكثر انفتاحا واحتواءً لتفكيره، دون إرغام نفسك على تبني أفكاره أو انتهاج نفس ميوله.

يجد راحته عند الأخرين

دائمًا ما تشكو الزوجة من تعامل زوجها بمرح وسعادة مع أصدقائه، بينما ينتابه الغضب والعبوس بمجرد النظر في وجهها، ويوضح السبب دكتور ويلك ويقول: “هذا التصرف بعيد كل البعد عن ارتياحه معك ورضائه عنك، فهؤلاء الأشخاص يمثلون له الأوقات السعيدة والذكريات الجميلة، فهو ببساطة يجد راحته ومتعته الحقيقية بالقرب منهم، فلا تنزعجي وتفقدي سيطرتك على انفعالاتك، فقط تحدثي معه بهدوء وتعقل، لتعرفي أسبابه الحقيقية وما يجده عندهم وغير متوفر عندك”.

لا يأخذ بزمام المبادرة

وأضاف الدكتور ويلك: “لا تكوني أنانية وتنتظرين شريكك ليتحدث هو عن مشاكله، فقد يكون من أولئك الذين يجدون صعوبة في التعبير عن ذاتهم، خشية التقليل من شأنهم وأفكارهم، ولا يثقون بقدرتهم على الإقناع ولا يملكون الشجاعة الكافية للتحدث عن مشاكلهم، تذكري أن هناك مشكلة نفسية معقدة تسمى الرفض، لذا ساعدي شريكك على التحدث وامنحيه الثقة الكافية، وبدلا من إلقاء التهم جزافا تحدثي معه وطمئني قلبه بالحديث الهادئ البناء.

لا تصعبي الأمور

تشير أليسون لونك، مؤلفة كتاب “دليل تطور العلاقة النفسية الداخلية”، إلى بذل بعض الأشخاص للجهود المضنية، ليظهروا بالشخصية التي تمليها عليهم الظروف، ولا يسعون ليكونوا أنفسهم أو يعبروا عن ذاتهم بحرية وتجرد، لذا على كل شخص معرفة حقيقته الذاتية قبل الخوض في تجارب عاطفية، وتحديد الهوية الفردية لتجنب الصراعات والمشاكل العاطفية المعروفة، وتنصح بتمرين الاسترخاء الزوجي، بأن يسود الصمت من 5-10 دقائق يوميًا، ثم يتحدثان عن يومهما وما حدث لهما من مواقف ومشاكل، ما يقرب بينهما وتحدث الألفة والمودة.