التفاؤل في السنة الجديدة... يُغيِّر حياتكم

التفاؤل في السنة الجديدة... يُغيِّر حياتكم

آدم وحواء

الجمعة، ٥ يناير ٢٠١٨

ودّعنا سنةً واسْتقبلنا سنةً جديدة وتمنّينا للعائلة والأصدقاء والأحباء عاماً مليئاً بالصحة والبحبوحة وراحة البال. عندما نتحدث عن «راحة البال»، لا نقصد فقط الراحة المادية، ولكنّ الأهم، الراحة النفسية. حين يكون الإنسان «مرتاحاً نفسياً»، تكون صحته الجسدية ممتازة لأنّ النفس تضغط أيضاً على الصحة وتؤثر تأثيراً مباشراً عليها. والصحّة الجسدية الممتازة بفضل الراحة النفسية، تجعل الإنتاجَ المادي أيضاً ممتازاً. إذاً الصحة والبحبوحة متصلتان جداً بالحالة النفسية. ولكن ماذا نفعل لكي تكون حالتنا النفسية «مستقرّة»؟ ما هو دور الأمل في حياتنا؟ وكيف يمكن تنظيم يومياتنا لكي تتنظم حياتُنا الداخلية؟

عادةً، يتفاءل الجميع بقدوم العام الجديد، وترتسم في البال أمنيات، نتمنّى تحقيقها خلال الأشهر المقبلة. هذه الأمنيات تختلف من شخص إلى آخر ولكن تحمل كلّها الآمال.

التفاؤل والآمال... للسنة الجديدة

تجديد الآمال والأحلام والتخطيط للسنة الجديدة... يساعدان الإنسان على الصمود أمام المشكلات الحياتية التي يصادفها يومياً. والتفاؤل أساسي ليس فقط في بداية السنة، بل يجب أن يرافقَنا خلال أشهرها، لأنه يمنحنا القدرة على مواجهة المواقف الصعبة واتّخاذ القرارات المناسبة.

ويجعل التفاؤلُ الإنسان أكثرَ مرونةً في علاقاته الإجتماعية، فينظر إلى الحياة بطريقة إيجابية ما يساعده على التأقلم مع الناس المحيطين به.

ومن فوائد التفاؤل أيضاً أنه يمنح الإنسانَ الشعور بالسعادة أينما كان. هذا الشعور يقوّي نظامَ مناعة الجسم ضد الأمراض. فثمة أشخاص يصابون بالأمراض بشكل أسرع من غيرهم بسبب السلبية تفكيرهم وعدم تمتّعهم بالطاقة الإيجابية والفرح.

عندما يكون الإنسانُ متفائلاً، منافع عدّة تظهر في حياته الإجتماعية والنفسية وحتى الصحّية. على الصعيد الإجتماعي، يساعد التفاؤل على بناء علاقات إجتماعية سَوية وقوية، وعلى ضبط النفس واتّخاذ القرارات الموضوعية والمناسبة، كما يزيد التفاؤل النجاحات في المجالات كافة وخصوصاً في العمل.

على الصعيد النفسي، يلعب التفاؤل دوراً أساسياً في الصحة النفسية للشخص فينخفض عنده احتمال الإصابة بالإكتئاب، وترتفع قدرته على تحمّل القلق والتوتر وعلى احترام الذات والثقة بالنفس...

أما على صعيد الصحة، فيُبعد التفاؤل عن الإنسان خطر الإصابة بالأمراض، ومنها المُعدِية. كما تؤكّد دراسات علمية أنّ التفاؤل يُجنّب الإصابة بمرض السرطان.

تحويل الآمال إلى حقيقة

تتحقق الآمال عندما يخطط لها الإنسان ويضع أمامه أهدافاً يسعى لقلبها إلى واقع. لذا من أهم الخطوات التي تقومون بها في نهاية كل سنة أو بداية سنة جديدة، وضع خطة لتحقيق آمالكم وأحلامكم حتّى لو كانت فوق إمكانياتكم وقدراتكم.

لكي يتحقّقَ النجاح، يختار الإنسان بدقة خطواته. وعادةً لا يكتفي الشخص بنجاحٍ واحد بل يسعى دائماً لتحقيق جميع طموحاته التي تتطلّب الكثير من الجهد والمثابرة للوصول إلى الهدف المرجو.

عندما يفوق الحلم... الإمكانات والقدرات

أحلامٌ كثيرة وأمنيات... بعضها عامة يُجمع عليها الناس، أهمها الصحة والبحبوحة،... وبعضها ذو طابع سياسي أو أكثر شمولية للبشرية كالقضاء على الفساد ومحاربة العنف، ومظاهر التشرّد والقتل والظلم وضمان الحرّيات العامة... ولكن عندما يكون الحلم أكبر من القدرات، لا يجب أن يتوقف الإنسان عن التفاؤل، بل يجب دائماً، أن يحاول تحقيق حلمه وأن لا ينسى أبداً بأنّ بعض الأحلام لا يتحقّق أبداً.

وطبعاً يستطيع الإنسان المتفائل والذي يتقبّل الحياة بصدر رحب، أن يواجه مشكلات الحياة، وأن يتغلّب على الصعوبات اليومية والأزمات التي تعرقل حياته. كما يستطيع الإنسان المتفائل أكثر من غيره، أن يتعامل مع كل أصناف البشر سواءٌ كانوا مثله متفائلين أو حتّى متشائمين.

نصائح نفسيّة... للسنة الجديدة

بعض النصائح يمكن اتّباعها خلال السنة الجديدة وتساعد على تنظيم حياتنا اليومية:

• أولاً، التفكير بطريقة إيجابية حتى لو كنتم تعانون الكثير من المشكلات، وتفادي التعميم في يومياتكم بل تفسير كل ما يدور من حولكم بطريقة إيجابية وموضوعية والإبتعاد من الأفكار السلبية.

• ثانياً، تقبّلوا الحياة كما هي، وابتعدوا عن التوقعات «المخيفة»، فلا يجب التفكير بطريقة درامية بالمستقبل والخوف منه لأنّ ذلك يتحوّل إلى قلق.

• ثالثاً، عند الشعور بالعصبية، تحدّثوا (بعض الوقت) مع الذات بطريقة إيجابية وانصتوا لها. كما يمكنكم تدوين أحداثكم الإيجابية والسلبية وتدوين مشاعر القلق والشك والخوف والتوتر، ذلك يساعد الشخص على معرفة أسباب هذه المشاعر السلبية.

• رابعاً، ممارسة أنشطة جديدة مثل تعلّم لغة جديدة، أو رياضة أو تعلّم الرسم... واكتشاف المواهب الدفينة (الغناء أو الكتابة).

• خامساً، توسيع رقعة الأصدقاء وإختيار الأصدقاء الإيجابيين والمتفائلين، والخروج والتسلية والضحك واكتشاف أماكن جديدة معهم.

• سادساً، ممارسة الرياضة على أنواعها، كما الإعتماد على الأكل الصحي لمقاومة التوتر والقلق.